يتحول عدد كبير من العمالة مخالفة كانت أو نظامية خلال أيام عيد الأضحى المبارك إلى جزارين؛ وذلك لزيادة الطلب على مهنة الجزارة في هذه الفترة، في الوقت الذي تتوقف فيه جميع الأعمال الأخرى. وتشهد الأسواق المختصة ببيع أدوات الجزارة كثافة كبيرة من العمالة من مختلف المهن؛ وذلك لتأمين أدوات الجزارة رغم جهل الكثير منهم في عملية الذبح، إلا أنهم يصرون على الادعاء بمعرفتهم الكاملة بعملية الذبح الأمر الذي يوقع الأهالي في حيرة من أمرهم، فتظهر في هذه الأثناء الكثير من المواقف والقصص الغريبة التي تثبت عدم معرفة هذه العمالة أبجديات الذبح. ومن المتوقع أن يحصل العامل الواحد على 150 ريالا نظير عملية الذبح الواحدة في أقل من ساعة، وهو مبلغ يدفع الكثيرين منهم للإقبال على هذه المهنة لتحقيق الثراء السريع في أربعة أيام فقط، حيث يتجاوز دخل العامل سقف الـ4 آلاف ريال خلال الأيام الأربعة، ما يعادل 10 أضعاف دخله في يوم واحد. وفي مشهد لا يخلو من غرابة تنتشر العمالة بعد صلاة العيد مباشرة، يملأون الطرقات وبالقرب من السوق المركزي للأغنام، واللافت للنظر أن جميع الجنسيات يشتركون في القيام بأعمال الجزارة. من جهته أوضح لـ «عكاظ» مصدر في أمانة منطقة المدينة المنورة أن هناك فرقا ميدانية سوف تتصدى لجميع العمالة المنتشرة في الطرقات والتي تمارس مهنة الجزارة بلا خبرة، مضيفا أن تنسيقا يتم مع الجهات المختصة لضبطهم وتطبيق لائحة العقوبات في حق المخالفين منهم. وفي سياق متصل توعدت أمانة المدينة المنورة المخالفين الذين يقومون بالذبح العشوائي للأضاحي بعقوبات فورية، كما قامت بالتنسيق مع شرطة المنطقة للحد من هذه الظاهرة ووضعت خطة لتنظيم عمل المسالخ. وأنهت إدارة صحة البيئة في الأمانة ترتيباتها لجميع المسالخ في المدينة المنورة، لتنظيم الإقبال الشديد عليها خلال فترة العيد، لتخفيف الأعباء على المواطنين في عملية الذبح، والمحافظة على سلامة الأضاحي، ومنع تداول المصابة بأمراض معدية أو سارية، والمحافظة على البيئة من التلوث الناتج عن الذبح العشوائي، وإلزام أصحاب المطابخ الراغبين بخدمة الذبح باللوائح المنظمة لعملية الذبح خلال فترة السماح. وعقدت إدارة صحة البيئة في الأمانة سلسلة من الاجتماعات مع مديري المسالخ التابعة لأمانة المنطقة، وناقشت الخطة المعدة والتي تهدف إلى مكافحة الذبح العشوائي بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتأكد من تطبيق الشروط الخاصة بالمطابخ المصرح لها بالذبح و متابعتها، والاستعدادات المبكرة للمسالخ و رفع طاقتها الاستيعابية. وأوضح لـ «عكاظ» المتحدث الرسمي لأمانة منطقة المدينة المنورة المهندس عايد البليهشي أنه تم وضع آلية تنظيمية لعمل المسالخ، من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية، إذ تمت تهيئة المسالخ لاستقبال الأعداد المتزايدة من الأضاحي، عن طريق فتح صالات إضافية في المسالخ وتجهيزها بالعدد الكافي من الجزارين وعمال النظافة، كما تم توفير عدد من الأطباء البيطريين والمشرفين على المسالخ للكشف على الأضاحي، والتأكد من خلوها من الأمراض، إضافة إلى أنه تم تجهيز مواقع إضافية لخدمات المواطنين. وأشار البليهشي إلى تخصيص مرحلة خاصة للجمعيات الخيرية والمتعهدين، من خلال تنظيم عمليات دخول وخروج الأضاحي وفق سلسلة من الإجراءات المتكاملة، والأولوية التي تضمن سرعة وسهولة عملية الذبح، وتأمين ثلاجات خاصة لنقل اللحوم، إضافة إلى التعميم على أصحاب المطابخ الراغبين بتقديم خدمة الذبح خلال فترة السماح حضور اجتماع تعريفي بالضوابط والشروط المطلوبة للحصول على تصريح الذبح، والتوقيع على التعهد المتضمن للاشتراطات اللازمة للسماح بالذبح خلال هذه الفترة. وشدد البليهشي على أهمية منع الذبح العشوائي، مؤكدا أن إدارة صحة البيئة اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة للحد من هذه الظاهرة، مشيرا إلى التنسيق مع الجهات المختصة لتوفير العدد الكافي من الكوادر البشرية في هذا الخصوص وأنه ستتم مصادرة جميع الأدوات المستخدمة في الذبح لدى المخالفين على الطرقات، إضافة إلى تشكيل فريق عمل من كل بلدية للحد من ظاهرة الذبح العشوائي، متوعدا المخالفين بعقوبات صارمة.