قالت هيئة علماء المسلمين في العراق: إن حديث الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، عن مشاركة حزبه في قتال تنظيم داعش بالعراق، يعد إقرارا بمشاركة حزبه في حرب المليشيات الدموية وما ترتكبه من تطهير طائفي واستهداف للمدنيين الأبرياء لحساب مشروع إيران التوسعي في العراق، ووصلت تعزيزات عسكرية إلى الأنبار استعداداً لمهاجمة مواقع داعش في ناحية البغدادي، ونفذ طيران الجيش العراقي ضربات جوية على مواقع المتطرفين في الأنبار، قتل فيها الطيار المتقاعد مجيد حمادي شهاب الذي انضم للمتطرفين، وأكد مسؤولون عراقيون صحة إحراق تنظيم داعش لـ40 عراقيا قرب البغدادية. علماء المسلمين وقالت هيئة علماء المسلمين في بيان: إن مشاركة حزب الله للمليشيات في جرائمها ضد العراقيين لا تنسجم مع مبدأ المقاومة والممانعة الذي يرفعه قادة الحزب وإعلامه، وتمنح الآخرين الحق في تسويغ التدخل في الشأن اللبناني. ورأت الهيئة أن هذه التصريحات سترتب على حزب الله مسؤوليات قانونية وتاريخية وأخلاقية، وأنها تؤكد صحة المعلومات والأنباء التي كانت تفيد بمشاركة عناصر من هذا الحزب في القتال على أرض العراق منذ سنوات، تخطيطا وتدريبا وفعاليات. وأكدت أن مشاركة الحزب في القتال الدائر في العراق كانت ضمن العمليات القتالية التي تقوم بها طهران لحساب مشروعها القومي التوسعي، والدفاع عن مصالحها ليس إلا. وكان نصر الله، أقر الإثنين، بأن حزبه -الذي يقاتل في سوريا إلى جانب قوات النظام- له أيضا حضور متواضع في العراق للقتال ضد تنظيم داعش. وقال في كلمة ألقاها عبر شاشة كبيرة، بمناسبة تكريم الشهداء القادة من حزب الله من الممكن ألا نكون قد تحدثنا عن العراق سابقا.. لدينا حضور متواضع، وذلك بسبب المرحلة الحساسة في العراق. ودعا نصر الله إلى وضع إستراتيجية وطنية في لبنان لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن كل ما يقوم به تنظيم داعش يخدم إسرائيل، وقال، إن هدف التنظيم الرئيسي هو مكة والمدينة، متسائلا لمصلحة من يعمل هؤلاء؟. إحراق 40 عراقيا إلى ذلك، قال مسؤولون عراقيون لشبكة CNN: إن التقارير التي أفادت سابقا بإحراق تنظيم داعش نحو 40 عراقيا قرب بلدة البغدادية في محافظة الأنبار صحيحة، في حين لم تتمكن CNN من التأكد من صحة هذه التقارير بشكل مستقل. وقال محافظ الأنبار، صباح كرخوت، إن مساعديه أكدوا له بأن عناصر من داعش قاموا بقتل نحو 40 شرطيا عراقيا وبعضا من رجال القبائل، بحرقهم أحياء. وكان التنظيم قد أحكم السيطرة على البلدة، الأسبوع الماضي، وهي تبعد عن قاعدة عين الأسد العسكرية نحو تسعة أميال فقط، ويتمركز في هذه القاعدة نحو 400 عنصر أمن أمريكي، لتدريب الطيارين العراقيين على القتال ضد داعش. وكانت بعض قوات الأمن العراقية قد ذكرت لشبكة CNN أن عددا من عناصرها قد قتلوا مؤخرا على أيدي عناصر داعش، ولكن لم تذكر ما إذا كان القتل قد تم عن طريق الحرق. من جهته، لم ينشر التنظيم أي صور أو مقاطع فيديو لعملية القتل، كما كان يتم في السابق، غير أن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، قال خلال مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع: إنه يعلم بوجود مواد مصورة حول الواقعة، وإنه يتم تحليلها حاليا، ولكنه ليس في موقع يسمح له بالإدلاء بالمزيد من التفاصيل عنها. وأضاف كيربي: لن نفاجأ في حال تبين أن هذه الصور حقيقية وصحيحة، خصوصا أن نظرنا إلى جميع الأعمال الوحشية التي ارتكبها التنظيم سابقا. أولوية الغارات للبغدادي وفي السياق، قال مسؤول أمريكي رفيع، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بأسماء نحو عشرة من أبرز قيادات تنظيم داعش في العراق والشام، كأهداف لضرباتها الجوية، ولعل الاسم الأبرز في هذه القائمة هو زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي. وأكد المسؤول، أن البغدادي واثق كل الثقة أن واشنطن تستهدفه، ومن أجل ذلك، يختفي حاليا عن الأنظار، إذ مضت عدة شهور على آخر تقرير استخباراتي يكشف عن الموقع المحتمل لاختباء الرجل الأول في التنظيم. وقد تمكنت القوات الأمريكية حتى الآن من قتل العشرات من عناصر التنظيم الموجودة أسماؤهم في القائمة، ومن بينهم الخبير في الأسلحة الكيميائية، كما ذكر المسؤول لشبكة CNN، إلا أن هناك حاجة كبيرة إلى المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول هوية قيادات التنظيم المستهدفين. ورغم وجود أسماء مثل الجهادي جون على قائمة الأهداف، تركز القوات الأمريكية على قتل شخصيات قد تضعف التنظيم بشكل أو بآخر، وهي ما تبدو مهمة صعبة خصوصا، وأن البنية التنظيمية لداعش تمتد لتشمل مصر، واليمن، وأفغانستان، وباكستان، وليبيا. محادثات عراقية امريكية سياسيا، دعا وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أثناء استقباله في بغداد، أمس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور بوب كروكر إلى ضرورة تضافر جهود دول العالم، والعمل من أجل القضاء على الإرهاب، ومنع انتشاره في أي بلد من البلدان، مشيراً إلى أن إرهابيي داعش ينتمون إلى مختلف دول العالم، وهذا ما يجعل الأسرة الدولية أمام مسؤولية مواجهته، ومسانـدة أي بلد ينتشر فيه. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الجانبين بحثا مجمل الأوضاع السياسية، والأمنية في العراق، وجهود الحشد الدولي، لمساندة العراق في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية. وقال الجعفري، بحسب البيان، إن النساء والرجال والأطفال والشيوخ والأسواق والمدارس والمستشفيات والمعابد والمساجد والكنائس تمثل أهدافاً لعصابات داعش، وهذا دليل على أن وحشية جرائمهم تستهدف الإنسانية كلها، مؤكداً أن العراق سيتجاوز التحديات التي تواجه تقدم العملية الديمقراطية، بتكاتف القوى والكتل والرموز الوطنية، وإشاعة الثقة، وحفظ وحدة الصف الوطني. من جانبه، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور بوب كروكر، أن جهود الحكومة العراقية، ودعم الحشد الدوليِ، وتعزيز المصالحة الوطنية خطوات ستساهم في القضاء على عصابات داعش الإرهابية، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل دعم العراق حتى عودة الأمن والاستقرار.