×
محافظة المنطقة الشرقية

أمين "التعاون الخليجي" يتراجع عن انتقاداته لمصر.. وهاشتاغ "تصريح الزياني لا يمثلني" يشعل تويتر

صورة الخبر

قلت مرة: تعجبني المرأة القوية، فنظرت إلي كثير من العيون شزرا!! صورة المرأة القوية في أذهان كثير من الناس، ترتبط بالاسترجال، المرأة القوية تبدو في مخيلتهم ضخمة الجثة، عالية الصوت، خشنة النبرات، خالية من الرقة، بينها وبين نعومة الأنثى مسافات بعيدة. ينسى الناس أن تلك المواصفات لا تعني القوة أبدا، لا في المرأة ولا حتى في الرجل، فالقوة التي أعنيها هي شيء غير ذلك تماما، هي صفات يشترك فيها الرجل والمرأة على السواء. القوة تعني أن يملك الإنسان رجاحة العقل واتزان التفكير وحسن البيان، كما تعني الاعتزاز بالذات والاعتماد عليها، فلا اتكال على الغير، ومنها أيضا الغنى المادي، فلا حاجة لمد اليد للأخذ من أحد. ثم إن القوة تعني الثبات عند الشدائد وتحمل المكروه بلا جزع، كما أنها ــ في الوقت نفسه ــ تعني احترام الذات، فلا صبر على الذل، ولا قبول للإهانة. والقوة أيضا تعني التسامي عن السفاسف، والارتقاء فوق الصغائر، وتقديم التسامح في مقابل هفوات الآخرين وأخطائهم، فلا حقد ولا انتقام ولا حرص على مقابلة الإساءة بمثلها. كذلك هي تعني التنازل عن بعض المصالح الفردية الضيقة في مقابل المصلحة العامة الأوسع والأكبر، وأداء الواجبات بابتسام ورضا حتى وإن بدت مرهقة وشاقة. إن كل إنسان ــ رجلا أو امرأة ــ يملك مثل تلك الصفات، له أن يرضى عن نفسه، فهو القوي، قوي بتفكيره وخلقه واحترامه لذاته واستغنائه عن غيره. لكن الناس ــ مع الأسف ــ اعتادوا أن يربطوا القوة بالعنف والخشونة، وإذا كان رفع الصوت بالصراخ والتلفظ بألفاظ البذاءة أو مد اليد بالضرب، هي معايير القوة في تقديرهم، فإن تلك المعايير تتنافى مع ما في طبيعة الأنثى من الرقة والنعومة، ومن هنا يصير منافيا للأنوثة أن ترفع المرأة صوتها لتعترض على أذى أصابها، أو تصرخ في وجه ظلم حل بها، أو أن لا تخاف عند تخويفها ولا تجزع عندما تطوقها المواقف الصعبة. أو أن لا تشعر أنها في حاجة إلى البحث عمن يحميها وتسند رأسها إلى كتفه. حين تلقن الفتيات منذ لحظة ولادتهن معايير الأنوثة تلك، ينشأن وقد زرع داخلهن مفهوم مشوه لمعنى الأنوثة، فلا يجدن في دواخلهن شيئا سواه يعتززن به.