] هلا رامي: قبل 6 سنوات كان الطفل نايف يبصر الدنيا بعيون تغمرها الشقاوة والبهجة، يملأ الكون لعباً وضحكاً، إلى أن جاء ذلك اليوم وغاب عنه بصره واختفى ضي عينيه نتيجة تشخيص طبي خاطئ. تخرج من الثانوية العامة بنسبة 97.4% ليحتل بذلك المركز الـ14 على المسار التجاري في مملكة البحرين. يقول الشاب نايف عبدالله بلال في حديث مع الأيام عندما كنت طفلاً في الصف السادس الابتدائي، شعرت ذات يوم بألم شديد في عيني، فقدت على إثره تحكمي بحركتي عند المشي، فأصبحت أرتطم بالجدران من حولي. وأضاف ذهبت إلى المستشفى وأخبرتني الطبيبة أني اعاني من وجود مياه بيضاء في عيناي وأن الأمر ليس بالخطير، ولكن أهلي أصروا على تسفيري للخارج للاطمئنان على وضعي أكثر، فتبين من تشخيصهم أني أعاني من ضغط أدى إلى تدمير عصب عيني وأنه فات الأوان على علاجه. وتابع أصبحت كفيفاً، ولكني لم أيأس بل ثابرت واجتهدت وتحلّيت بالصبر لأتخرج من الثانوية العامة بنسبة 97.4%، وأصبحت بذلك الـ14 على المسار التجاري في مملكة البحرين. وعن طريقة دراسته للمواد قال أمي هي نور عيني والتي كنت أبصر من خلالها طيله فترة دراستي، فكانت يومياً تقرأ لي المنهج لأحفظه، وكان يصل بنا الوضع إلى حفظ ومراجعة 200 صفحة في اليوم الواحد. وبالنسبة للتخصص الذي سيدرسه في الجامعة أطمح لدراسة إدارة الأعمال في جامعة البحرين، فأنا متحمّس جدًا للمرحلة الجديدة. وأهدى نايف نجاحه لوالدته وأخته وخالاته وأصدقائه خليل وحسين ومحمد، متمنياً رفع اسم أمه ووطنه عالياً في السماء. وبدورها قالت والدة نايف: كان ابني يعشق الدراسة منذ نعومة أظافره وهو طموح بطبعه فهذا ما شجعني على تكثيف تدريسي له ليحتل أعلى المراكز على مملكة البحرين، فكنا ندرس يوما من العصر إلى ساعات متأخرة من الليل. وأضافت كنت أتمنى أن يحصل ابني على المركز الأول عوضاً عن الـ14 على مستوى المملكة، ولكن التصحيح المركزي ظلمه جداً. وتابعت: لم يكن بمقدورنا رفع تظلم لأنه انحصر في يوم واحد فقط، وفي هذا اليوم بالتحديد كانت حفلة تكريم نايف في مدرسته أحمد بن عمران. وأما فيما يتعلق بالطبيبة التي شخصت حالة ابنها تشخيصاً خاطئاً قالت: قمنا برفع قضية ضدها منذ عام 2009م، ومازالت القضية إلى يومنا هذا في المحاكم متحججين بالتقارير الموجودة في اللجان الطبية والتي لم يحضروها بعد. وتابعت مع العلم أن الجميع على معرفة بأن التشخيص كان خاطئاً لأني جلبت معي تقارير طبية من لندن وألمانيا وشيراز والسعودية ولكنها لم تحرك بهم ساكناً. وطالبت أم نايف بتقليل صفحات المناهج على الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالذات الكفيفين منهم، وطالبت أيضا بإطالة فترة التظلم. وشكرت إدارة مدرسة أحمد بن عمران على مساندتهم ودعمهم لابنها.