قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة حلبلمدة ستة أسابيع، بهدف السماح للأمم المتحدة بتطبيق اقتراحها الخاص بتجميد الأعمال القتالية، في حين شككت المعارضة في جدية النظام. وقال دي ميستورا إن النظام السوري أبلغه برغبته في تنفيذ اقتراحه تجميد القتال في حلب ستة أسابيع بحيث يبدأ موعد التجميد من تاريخ يحدده النظام السوري، مضيفا أنه سيتواصل مع المعارضة المسلحة في هذا الشأن، وأنه سيسافر إلى سوريا في أقرب وقت ممكن. آمال لا أوهام وعبر دي ميستورا -في حديث للصحفيين في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك- عن أمله في أن تلتزم المعارضة المسلحة بهدنة الأسابيع الستة المقترحة. وقال "ليس لدي أي أوهام لأنه استنادا إلى الخبرات السابقة فإن هذه ستكون مهمة صعبة الإنجاز... الحقائق على الأرض ستثبت ما إذا كان التجميد سيصمد، وهل سيمكن تكراره في أماكن أخرى". ستيفان دي ميستورا (يسار) التقىبشار الأسد بدمشقفي سبتمبر/أيلول الماضي(أسوشيتد برس) وقد أطلع دي ميستورا مجلس الأمن الدولي على آخر التطورات بالوضع السوري في جلسة مشاورات مغلقة استمرت نحو ساعتين ونصف الساعة، وناقشت أيضا سبل تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب. وكان دي ميستورا قدم للمجلس أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي "خطة تحرك" بشأن الوضع في سوريا تقضي بوقف مرحلي للقتال، وخصوصا في مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات إنسانية والتمهيد لمفاوضات. وصرح المبعوث الأممي آنذاك بأنه لا يملك خطة سلام وإنما "خطة تحرك" للتخفيف من معاناة الشعب السوري الذي تمزقه الحرب منذ نحو أربع سنوات. تشكيك المعارضة وفي السياق ذاته، شكك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في جدية قبول النظام هدنة بحلب، في ظل اشتعال الوضع بريف حلب الشمالي. وقال الممثل الخاص للائتلاف لدى الأمم المتحدة نجيب الغضبان إن "تقييم تقيد النظام السوري بأي اقتراح كهذا سيكون من خلال الأفعال لا الأقوال، وحتى الآن فإن أفعاله هي فقط الوحشية والإرهاب". ومن جهته، قال رئيس الدائرة السياسية والإعلامية بالجبهة الشامية زكريا ملاحفجي إن السنوات الأربع الماضية شهدت طرح عدة مبادرات لوقف إطلاق النار بعدة مناطق "لكن النظام كان يهرب ويتنصل من كل ذلك". وأضاف في تصريحات للجزيرة "كنا نأمل أن يأتي السيد دي ميستورا بحل، نحن قبلنا مقررات مؤتمري جنيف1 وجنيف2، ونحن مع أي حل يحقق بنود هذين المؤتمرين اللذين كان عليهما إجماع دولي". واعتبر أن مقترح دي ميستورا الجديد "يعيد إنعاش النظام من جديد" وقال "نحن أصحاب القوة والتمركز في حلب، ونحن معتادون على تهرب النظام وعدم التزامه".