الحدث أقيم بالتعاون مع مسجد روما الكبير الأكبر في أوروبا(الجزيرة) غادة دعيبس-روما اختتمت الاثنين فعاليات الدورة الثانية لأسبوع الثقافة الإسلامية في العاصمة الإيطالية روما الذي نظمته بلدية المدينة تحت إشراف عمدة المدينة جاني أليمانو، بالتعاون مع مسجد روما الكبير الذي يمثله الأمين العام عبد الله رضوان، وتحت رعاية المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وقد حفل الأسبوع الماضي بمعارض فنية وثقافية وندوات تعريفية وموائد مستديرة ولقاءات عمل ورقصات وأناشيد، أُقيمت في 14 موقعا ذا قيمة ثقافية في روما، منها الجامع الكبير ومكتبته. رضوان: هناك تقزيم لدور الإسلام في أوروبا مع أنه الدين الثاني بالقارة (الجزيرة نت) حوار حضاري وركز المنظمون هذا العام على بلدان دول الخليج بمناسبة مرورثمانين عاماً على بدء علاقاتها الدبلوماسية مع إيطاليا، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية التي وصفتها منسقة الأسبوع الثقافي سيرينا فورني بمهد الديانة والحضارة الإسلامية. وقالت سيرينا فورني في حديث للجزيرة نت، وهي المفوضة من قبل عمدة روما للعلاقات مع العالم الإسلامي، إن أهمية الفعالية تكمن في الحوار مع الحضارة الإسلامية التي تمثل اليوم مفاوضا هاما على المستوى الدولي، وأضافت أن بلدية روما معنية بهذه المبادرة لتعزيز التعايش وفرص المواطنة الصالحة في المدينة التي تحتضن أكبر مسجد إسلامي في أوروبا. وفي حديثهللجزيرة نت، أعرب الأمين العام للمركز الإسلامي الثقافي بإيطاليا عبد الله رضوان عن ترحيبه باحتضان روما لهذا الحدث، وقال إنه يقدم مرآة لنوعية العلاقة التي تربط المركز الإسلامي ببلدية روما، وهو فرصة للجالية المسلمة للتعريف بثقافتها المتنوعة وإزالة الأحكام المسبقة والنظرة السطحية للدين الإسلامي وخاصة بعد هجمات11 سبتمبر/أيلول 2001، مشيرا إلى تقزيم الدور العربي والإسلامي في أوروبا مع أن الإسلام هو الدين الثاني في القارة. فلمبان(يسار)يشرح رسوماته لمستشار عمدة روما فيليبو لاروزا (الجزيرة نت) فعاليات ثقافية ومن أهم ما تميزت به الفعاليات، معرض الفن التشكيلي في متاحف بلدية روما للفنانين السعوديين فؤاد مغربل وأحمد فلمبان اللذين عبرا في رسومهما عن تاريخ وحضارة المملكة. وأكد الرسامان في حديثهما للجزيرة نت أن الفعالية مناسبة جيدة لتعريف الإيطاليين بعمق الإسلام الذي يدعو للسلام والمحبة، وبالفن السعودي الذي يُعتبر يافعاً بالمقارنة مع دول أخرى مجاورة، وتوقعا أن تشجع هذه المناسبة الفنانين السعوديين على إقامة معارض أخرى في إيطاليا. ومن متاحف البلدية إلى ساحة فارنيزي وسط رومانُصبت الخيمة الصحراوية المغربية بألوانها وسجادها المميزين، ولفتت حليمة الأنظار بلباسها التقليدي وهي تصنع الحناء وتشرح للمارة حياة الصحراء وتقاليد عرب الحسّانية، كما قدمت فرقة "أبنات عيشاثة" للطرب الحسّاني أجمل عروضها في مسرح ليوني الواقع قرب دويلة الفاتيكان. وفي دائرة الحوارات، أدير نقاش في معهد الدراسات الشرقية مع كبار الصحافيين الإيطاليين مثل ألبرتو نيغري وباولو جان أنطونيو -الخبيرين بشؤون الشرق الأوسط- عن علاقة الإعلام الإيطالي بالعالم الإسلامي، واتفق الصحفيون على أن الصحافة الإيطالية تفتقر للوسائل التي تتحلى بها وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية والفرنسية بسبب العلاقات الضعيفة مع البلدان العربية. وأشاروا إلى أن الصحافة الإيطالية التفتت إلى العالم الإسلامي بعد تفجيرات 11 سبتمبر دون أن تكون لديها خلفية عميقة عنه، وهو ما تكرر حدوثه مع اندلاع الثورات العربية، إذ لم يكن بمقدور الصحفي الإيطالي أن يروي ما يجري لافتقاره إلى المعلومات الكافية عن تلك الشعوب، فضلا عن ارتباط الإعلام الإيطالي بأجندة البلاد الدبلوماسية، كما قال البعض. مائدة مستديرة في جامعة لاسابيينتسا حول المرأة المسلمة (الجزيرة نت) حوار فكري من جهة أخرى، ركزت الموائد المستديرة لهذا العام على التبادل الثقافي بين الجامعات بمشاركة جامعة روما الحكومية "لاسابيينتسا"، حيث أكد المشاركون على ضرورة تعليم الديانة الإسلامية واللغة العربية لتعزيز صورة الإسلام وتغييب الأحكام المسبقة، ولفهمٍ أفضل للثقافة الإيطالية. كما تطرقوا إلى الصعوبات التي يواجهونها بسبب عدم اهتمام الدول العربية بالجامعات الإيطالية، ففي الوقت الذي تمنح الصين منحا دراسية سنوية لنحو 25 طالباً مبتعثاً، تعجز الجامعات عن إيجادثلاث بعثات من الدول العربية. يذكر أن أسبوع الثقافة الإسلامية يعتبر تظاهرة مؤسساتية بدأت العام الماضي عندما صادق عليها مجلس بلدية روما وأصدر بشأنها قرارا رسمياً، وقد تناولت الدورة الأولى "دول حوض المتوسط والربيع العربي".