بعد نحو 100 يوم من اللحظات «العصيبة»، آن لتهاني البقمي أن تتنفس الصعداء، بعد أن أصدرت محكمة أميركية قرارها بتبرئة شقيقها نايف، من تهمة اغتصاب طفل أميركي. وهي التهمة التي وُجّهت لسعوديين آخرين، خرجا من سجن ولاية أوكلاهوما بكفالة. فيما كان الجمعة الماضي «يوم البشائر ودموع الفرح»، بعد أن أُغلق ملفّ القضيّة ببراءة نايف، التي جاءت «متأخرة» بعد محاكمة دامت ست ساعات متتالية. فيما عاد رفيقاه إلى السعودية منذ أشهر بعد الإفراج عنهما بكفالة ماليّة دفعتها السفارة السعودية. اللحظة «الأجمل» التي مرّت على تهاني، التي تدرس الماجستير، في تخصص «علوم الكومبيوتر»، في جامعة أوكلاهوما، كانت حين أبلغت والديها بصدور حكم براءة شقيقها، واصفة الأمر بـ «الفرحة التي لا توصف، حين اختلط الدعاء بالدموع». وقالت البقمي لـ «الحياة»: «إن الإعلام ظلم أخي كثيراً، وضغط على والداي صحياً»، لافتة إلى أنه «جاء الوقت لتصحيح الخطأ، وإيضاح الحقائق للجميع»، مؤكدة خروج شقيقها من خلف القضبان، وفي انتظار اكتمال ترتيبات عودته إلى أرض المملكة. وأكدت أن شقيقها، الذي لم يكمل عاماً منذ وصوله الأراضي الأميركية، لا يفكر في المطالبة برد اعتبار، في مقابل تشويه سمعته، بعد اتهامه بـ «الاغتصاب». وذكرت أن نايف كان مرافقاً (محرماً) لها في دراستها، وهو يعمل أصلاً في إحدى القطاعات الأمنية بالمملكة. وكان يسعى لإكمال دراسته. وقالت: «تم إطلاق سراح نايف من سجن ولاية أوكلاهوما، ولكن توجد مشكلات في الفيزا الخاصة به، إذ انتهت أثناء وجوده في السجن. ويستعد لإنهاء إجراءاته للعودة إلى المملكة هذا الأسبوع». ولفتت إلى أنها في انتظار ما سيقوم أخوها بعمله، مؤكدة أنه لم يقف معها في قضيتها أحد، وهي التي أشرفت على متابعة الإجراءات كافة، مع الجهات المعنية، حتى وصلت إلى رؤية أخيها خارج السجن. وذكرت أن أخاها «كان معه متهمان سعوديان آخران. وقامت السفارة السعودية في واشنطن بدفع كفالة لإخراج نايف وأحد المتهمين الآخرين، وخرج المتهم الآخر بعد عشرة أيام من احتجازهما. فيما خرج الثالث بعد ذلك بأيام، وبقي نايف. واستمر ملف القضية مفتوحاً حتى صدر الحكم ببراءته، وتم إغلاق الملف بالكامل». وكررت أن الإعلام ضغط على نفسية وصحة والديهما. وقالت: «نفسية أمي وأبي كانت جداً سيئة، لأن الإعلام ضغط عليهما». وأردفت: «لحظة بلوغهما الخبر امتزجت فيها الفرحة والبكاء بشكل لا يوصف»، مشيرة إلى أن الجلسة الأخيرة في المحكمة كانت «الحاسمة واستغرقت وقتاً طويلاً، من التاسعة صباحاً حتى الثالثة عصراً». ولم تحدد البقمي مصيرها بعد، بشأن إكمال دراستها للماجستير، من عدمه بعد إغلاق ملف قضيّة أخيها، مؤكدة أن هذا الأمر «سيتضح مستقبلاً»، لافتة إلى أن «الأجهزة الأمنية تواصل البحث عن المتجنّي على أخيها وصديقيه، بعد أن هرب ولم يعد يرد على الاتصالات المتكررة». يذكر أن الشرطة الأميركية اتهمت السعوديين الثلاثة بتهمة اغتصاب طفل أميركي، وجاء في اللائحة التي قدمها المدعي العام للمحكمة أن المتهمين استدرجوا الطفل إلى شقة، وتناوبوا على اغتصابه، بعد أن تعرفوا عليه في إحدى الحانات قبل ذلك بأسبوعين، بحسب زعمه حينها. فيما تبدد ذلك بصدور حكم المحكمة ببراءة المتهمين الثلاثة.