واصلت أسعار النفط العالمية صعودها للجلسة الثالثة على التوالي مدفوعة بتحذير مسؤول بارز في وكالة الطاقة الدولية من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا يمثل خطرا على الاستثمارات في قطاع النفط، فضلا عن عوامل أخرى مرتبطة بالمخاوف على إمدادات النفط الليبي وتصريح متفائل لوزير النفط الكويتي. وتخطى خام برنت القياسي مستوى 52 دولارا للبرميل، وارتفع الخام الأميركي الخفيف إلى سعر 53.11 دولارا، وكان سعر برنت قد صعد بنحو 40% في الأسابيع الأربعة الماضية نتيجة تراجع منصات الحفر في آبار النفطبالولايات المتحدة. وجاء هذا الارتفاع المسجل منذ بضعة أسابيع عقب هبوط كبير بأسعار النفط في النصف الثاني من العام الماضي قارب نسبة 60%، وذلك نتيجة وفرة المعروض وضعف الطلب العالمي وامتناع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن خفض إنتاجها لدعم الأسعار. وعززارتفاع أسعار الخام تحذير من وكالة الطاقة الدولية من أن امتداد تنظيم الدولة يهدد ضخ استثمارات جديدة في قطاع النفط. استثمارات النفط وقال كبير الاقتصاديين في الوكالة فاتح بيرولإن "المشاكل الأمنية الناجمة عن داعش وآخرين تخلق تحديا كبيرا للاستثمارات الجديدة في الشرق الأوسط، وإذا غابت تلك الاستثمارات اليوم فلن نحصل على نمو الإنتاج الذي تشتد الحاجة إليه في العقد المقبل". وأضاف بيرول أن "الشهية للاستثمار في الشرق الأوسط شبه منعدمة بسبب الضبابية في المنطقة"، وقال إن أحدث تحليل لوكالة الطاقة الدولية يشير إلى أن استثمارات النفط والغاز العالمية في قطاع التنقيب والاستخراج ستتراجع بنسبة قياسية قدرها 17% في 2015 إلى قرابة 580 مليار دولار. كما أسهم في صعود أسعار الخام القلق بشأن إمدادات النفط الليبي بعدما شنت مصر غارات جوية أمس الاثنين على مواقع تنظيم الدولة في مدينة درنة (شرقي ليبيا)، فضلا عن تهديد حكومة إقليم كردستان العراق بتعليق صادراتها النفطية إذا لم تسلم الحكومة المركزية في بغداد حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية. وكان وزير النفط الكويتي علي العمير صرح أمس الاثنينبأن أسعار النفط تتعافى بوتيرة أسرع من المتوقع، معربا عن تفاؤله بأن تبلغ مستويات أعلى في النصف الثاني من العام الجاري.