ينتظر خلال المرحلة القادمة استكمال العديد من المشاريع الحيوية في المدينة المنورة والتي تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز امتدادا لما حظيت به من اهتمام المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما يعد مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف أهم وأبرز تلك المشاريع، ومن المتوقع أن يستوعب أكثر من مليون ونصف زائر. وأكد لـ«عكاظ» عدد من مسؤولي وأعيان المدينة أن طيبة سوف تستقبل أكثر من 15 مليون زائر في العام خاصة بعد استكمال هذه المشاريع، ففي البدء أوضح عضو مجلس الشورى السابق المهندس يوسف عبدالستار الميمني أن المدينة المنورة حظيت بخدمات جليلة ومتميزة منذ تأسيس المملكة وشملت اهتمام المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه بالمسجد النبوي الشريف بعناية واهتمام فائق والتوسعة الحالية أكبر دليل على ذلك والهدف منها هو استقبال عدد أكبر ممكن من المسلمين من مختلف بقاع العالم لزيارة مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، مضيفا أن مشروع دار الهجرة أحد المشاريع العملاقة التي سيكون لها أثر اقتصادي واجتماعي على الزوار وعلى أبناء المنطقة، فيما ينتظر افتتاح مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الذي سيكون نقلة نوعية للمنطقة، بالإضافة إلى بدء تشغيل قطار الحرمين الشريفين، فيما ينتظر المواطن المديني البدء بأعمال إنشاء شبكة القطارات والمترو الداخلية في المدينة المنورة وكذلك إنشاء مجمع طبي يخدم المنطقة خاصة في ظل النمو والاضطراد السكني الأعلى. وأكد مدير فرع وزارة الحج في منطقة المدينة المنورة محمد بن عبدالرحمن البيجاوي أن سياسة المملكة مبنية على الاهتمام بالأماكن المقدسة دون النظر إلى الناحية الاستثمارية وهي سياسة واضحة ومعلنة، وخلال السنوات الخمس المقبلة ستكون البنية التحتية في طور الإكمال، لافتا إلى ضخامة المشاريع التي تنفذ حاليا، فيما تواكب وزارة الحج هذه المتغيرات في جملة من مشاريعها منها مدينة الملك عبدالله في طريق الهجرة وهو أكبر مشروع يديره صندوق الاستثمار العام بمبلغ 55 مليار ريال ومع مشاريع النقل العام الجيد التي ستنفذ ستكون هناك نقلة نوعية في تركيبة الاقتصادية والخدمة والاجتماعية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهذا بالتالي يحتاج إلى مزيد من التدريب ورفع الطاقة الاستيعابية الإجمالية ولدينا مشروع لمدينة حجاج البر مصغرة تتوفر فيها جميع النواحي الخدمية وكان خلال الفترة السابقة يصل عدد حجاج البر من الحجاج والمعتمرين إلى أكثر من مليون زائر، إذ وجه الوزير بإعداد دراسة لتوفير النواحي الخدمية لتتناغم مع البيئة المحيطة إلى جانب أن هيئة تطوير المدينة تنفذ عددا من المشاريع لكثير من المواقع الدينية والتاريخية مثل موقع مسجد قباء وسيد الشهداء والسبعة المساجد والميقات ودرب السنة وهي مشاريع ضخمة سيكون مرودها كبير على الرؤية المستقبلية للمدينة المنورة خلال المرحلة المقبلة وتوفير فرص استثمارية لخدمة الزوار في ظل المشاريع القائمة خدمات الإعاشة وخدمات الهدايا وتسويق التمور، مشيرا إلى المبادرات القيادية للشباب نحو الطريق الصحيح وتوجيه سمو الأمير فيصل بن سلمان في إنشاء شركة نماء التي قدمت بمبادرات سيكون لها مردود كبير على المنطقة. من جهته، أوضح رئيس مركز الدراسات والبحوث لمركز الأمير نايف للسنة الدكتور غازي غزاي المطيري أن المدينة المنورة تحظى بعناية فائقة من القيادة الرشيدة إذ تشهد تغيرا لخارطتها عن طريق المشاريع العملاقة الحالية لرفع الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي، لافتا إلى أن المدينة بحاجة ماسة إلى إنشاء مستشفى أو مجمع طبي متخصص حيث إن المستشفيات الحالية لا تستوعب الأعداد الكبيرة لأبناء المدينة خاصة في موسم الحج وإنشاء شبكة مواصلات تخدم المنطقة بأكملها. في المقابل، أشار عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة عبدالغني الأنصاري إلى أن مشروع التوسعة لا يتضمن المنطقة المركزية فحسب، واصفا إياه بالخارطة الجديدة للمدينة تتواكب مع المتغيرات الحالية وستكون صورة رائعة ولائقة بمدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام مع الكم الكبير لهذه المشاريع الجبارة وأعتقد أنه باكتمال المرحلة الأولى للمدينة المنورة في عام 2020 والمرحلة الثانية في عام 2025 ستكون الصورة اتضحت بشكل أكبر، مؤكدا أن المدينة سوف تستقبل أكثر من 15 مليون معتمر وزائر بعد الانتهاء من مشاريع توسعة المسجد النبوي الشريف، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يولي المدينة المنورة كل اهتمام ورعاية.