ما أجمل أن تذهب البطولة للفريق الأفضل والأجدر وأن تكون خالية من الشوائب والعوامل المساعدة كأخطاء الحكام وما في حكمها، وتكون أجمل إذا لم تسبقها أو تعقبها تصريحات أو تغريدات تغمز هنا وتلمز هناك وتسيء لهذا وتشكك في ذاك. ـ وقد استوفى الأهلي كل ما سبق وكان الأفضل داخل الملعب بعطاء اللاعبين وفكر المدرب وكان الأجمل خارج الملعب بالهدوء والبعد عن الضجيج الإعلامي والتشكيك في الحكام رغم أنه المتضرر الأكبر من أخطائهم. ـ طلب الأهلي حكماً أجنبياً ورفض طلبه وعندما انتشر خبر غير مؤكد عن تكليف تركي الخضير اعترض الأهلي وطلب تكليف أي حكم آخر غيره وتم تجاهل اعتراضه ورغم ذلك التزم الأهلاويون الهدوء ولم نسمع لأحدهم تصريحاً أو نقرأ له تغريدة. ـ تعامل الأهلي باحترافية ومثالية واتبع السبل النظامية في الطلب والاعتراض ثم الامتثال للقرار بهدوء، في المقابل توجه رئيس الهلال لحسابه في تويتر ليغرد سؤالاً تلفه الريبة وتحفه الشكوك وتجول المتحدث الرسمي بين البرامج والفضائيات ليردد ما غرد به الرئيس ومثلهما فعل الإعلام الأزرق واسع الانتشار والتأثير في المنافسات المحلية. ـ الخضير كان في الموعد وعند الظن به إما لتأثره بالضغوط أو لأن خدعة نيفيز انطلت عليه فقد وجه ضربةً موجعة للأهلي باحتسابه ركلة جزاء غير صحيحة وطرد ظالم لحارس المرمى وهو خطأ مزدوج يقلب النتيجة رأساً على عقب. ـ رغم كل ذلك، ورغم تكالب ظروف الإصابات وعدم اكتمال جاهزية السومة وغياب برونو وخروج مهند عسيري مصاباً ثم قرارات الحكم القاسية لكن الأهلي لم يتأثر أو يتوتر ولم ييأس بل واصل مدربه ولاعبوه العطاء بعزيمة وإصرار إلى أن حقق الانتصار. ـ هذا التميز للأهلي داخل الملعب وخارجه وتطور مستوى ونتائج الفريق وفوزه بالكأس ما هو إلا نتيجة حتمية لبيئة العمل الفريدة التي خطط لها ووضع خطوطها العريضة والدقيقة رمز الأهلي ورئيسه الفخري الأمير خالد بن عبد الله الذي يكفي هذه البطولة قيمة أنها أعادت إليه الابتسامة والفرح بعد أيام من الحزن والألم لفراق أقرب الناس إليه. ـ نظام وتخطيط وبيئة في الأهلي جعلت منظومة العمل الاحترافي لا تتأثر بغياب الرئيس والمدير التنفيذي للفريق والمتواجدين خارج المملكة، فقد تولت القيادات الشابة للمجلس الشرفي (تركي بن محمد وفيصل بن خالد وخالد بن عبد الله بن فيصل) المهمة وقاموا بدورهم ودور الرئيس والمدير التنفيذي أعادهما الله بالسلامة، وأكدوا بذلك أن الأهلي يسير على قاعدة صلبة من النظام والتنظيم والعمل الاحترافي. ـ باختصار .. تفوق الأهلي داخل الملعب بفكر مدربه وأداء لاعبيه، وخارج الملعب باحترافية ورقي مسؤوليه فاستحق الكأس وتقدير كل الناس.