تأخذك الحسرة وأنت تشاهد قصر خزام التاريخي يتهاوى يوما بعد يوم دون أن تدركه يد العون لإنقاذ هذا الإرث الذي شهد توقيع أول اتفاقية وقعها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في القصر. ويقع قصر خزام في وسط أحد أحياء جدة القديمة، في حي النزلة اليمانية، جنوب شرقي مدينة جدة، والتي تخضع الآن لعدد من الإصلاحات والتطوير، وبحسب بعض الروايات سمي القصر بخزام وذلك بسبب كثرة وجود نبات الخزامى في المنطقة التي شيد بها القصر. وقد رصدت عدسة «عكاظ» بعض المخالفات التي تنتشر في محيط وداخل القصر حيث رصدت عددا من مواد البناء وطبليات للبلاط مخزنة داخلها بالاضافة إلى دخول أطفال المدارس المجاورة إلى محيط القصر وهو ما يشكل خطرا على أرواحهم. فيما اعتبر الأهالي تاريخ القصر بدأ يندثر وأصبح يمثل لهم هاجسا بعد أن أصبح فارغا وأبوابه مشرعة أمام الجميع الأمر الذي يحدو ببعض ضعاف النفوس إلى استخدامه في ممارسة أمور مخالفة، متخوفين أن يتحول القصر مستودعا للمخالفات. ويرجع تاريخ القصر التاريخي الذي بناه الملك عبدالعزيز واستعمله كقصر ملكي إلى عام 1928م، وتم الانتهاء من بنائه في عام 1932م، حيث شيد على ثلاث وجهات، الجنوبية وتطل على حي النزلة اليمانية، ثم الواجهة الشمالية التي تطل على مصلى العيد، والغربية التي تطل على منطقة السبيل. وبحسب بعض المعلومات المسجلة فإن القصر أول بناء في السعودية يستخدم فيه الأسمنت والحديد، وكان قصر خزام قد استعمله الملك عبدالعزيز للحياة العملية واستقبال كبار الضيوف، كما شهد القصر عدة اتفاقيات كانت محورية في نقل المملكة إلى مصاف الدول المتحضرة؛ حيث شهد أهم اتفاقية امتياز وهي التوقيع على اتفاقية التنقيب على البترول بين الحكومة السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا في 29 مايو 1933م. كما شهد القصر توقيع اتفاقية مطار الظهران مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات مع دول الجوار. وبحسب المواقع الرسمية ذكرت بأن القصر التاريخي انتقل لوكالة الآثار والمتاحف، وتم تحويله في عام 1981م إلى متحف بتوجيه من الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله-. وسبق أن أعلنت أمانة جدة عن مجموعة مشاريع لشركة جدة للتنمية والتعمير، المشروع الأول لتطوير منطقتي قصر خزام والسبيل بهدف تطوير كامل المنطقة بدءاً من قصر خزام ووصولا إلى وسط البلد، وتطوير محور الملك عبد الله الثقافي، إضافة إلى تخصيص مقر دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وتخصيص مساحة لتوسعة البنك الإسلامي، والتجديد الحضري للمناطق العفوية إلى جانب زيادة رقعة المساحة الخضراء، ولحل المشاكل الأمنية والمرورية بالمنطقة ودعم التنمية الاقتصادية. وأشارت الأمانة إلى أن مشروع منطقتي قصر خزام والسبيل يدخل ضمن تطوير مناطق ذات مقومات استثمارية وضعت لها استراتيجية عشوائية تتوفر بها مقومات محفزة للتطوير من قبل القطاع الخاص، والقيمة المضافة للعقارات بعد التطوير تتجاوز تكاليف النزع والإزالة والتطوير، والمقومات تغطي أهمية الموقع والقرب من مناطق الجذب وتوفر الخدمات، إضافة إلى اعتماد آلية التطوير على مشاركة شركة جدة لمطورين من القطاع الخاص، واختيار منطقة قصر خزام والسبيل كمرحلة أولى للمشاريع. وقسمت خريطة عرض مشاريع المناطق إلى أربع مناطق بالألوان مختلفة حسب قربها من وسط المدينة ووضعت للمشروع استراتيجية. هذا وقد جاء في موقع أمانة جدة تفاصيل عن مشروع قصر خزام، حيث يقع المشروع إلى الجنوب الشرقي من وسط مدينة جدة، بمساحة تقارب الـ3,720,000 متر مربع ويتخلل الموقع طريقا الملك فهد والملك خالد وتمتد منطقة المشروع من مقبرة الأسد غرباً إلى كلية عفت والنزلة الشرقية شرقا، ومن الشمال طريق مكة المكرمة وجنوبا مجمع الاتصالات. ويضم الموقع قصر خزام التاريخي ومعالم أخرى هامة مثل البنك الإسلامي للتنمية وموقع منظمة المؤتمر الإسلامي، كما تضم أحياء السبيل، النزلة اليمانية والشرقية وجزءا من حي البلد وحي القريات. ويأتي موقع المشروع من ثلاث مناطق المنطقة الأولى منطقة قصر خزام، وجاء على مساحة 310,566 م2 تقريباً وتؤول ملكيتها للشركة، سلمت منها 40,000 م2 لمنظمة المؤتمر الإسلامي. والمنطقة الثانية منطقة السبيل والبلد بمساحة 950,000 م2 تقريباً وتؤول ملكيتها للأفراد والجهات الأهلية. المنطقة الثالثة ومعظمها جنوب وشرق المنطقتين الأولى والثانية وبمساحة 3,000,000 م2 تقريباً، وتؤول ملكيتها للأفراد والجهات الأهلية. وتكمن أهمية المشروع في تطوير منطقة قصر خزام، بالاضافة إلى تنمية وتحديث المناطق العشوائية وتنمية وتطوير المناطق العشوائية، كما تأتي أهميتها في تأمين موقع دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي، بالإضافة إلى دخول الملاك كمساهمين لتطوير المنطقة.