أجمل العقول البشرية على الإطلاق هي التي تتأمل، تفكر، تعمل، وتكافح بشكل مستمر وثابت، ويكون هدفها العطاء، فتبذل كل ما تستطيع من أجل اختراع أو ابتكار أو بحث مشروع ضخم يخدم الإنسان ويرتقي به، أمام ظروف الحياة المتنوعة، وتحرره من أزمة معينة، أو غير ذلك من الأسباب والمصاعب. في هذه الأيام رأيت ملامحَ من مستقبل الوطن وشبابه، وهم الوجه الحقيقي الذي يجب أن يظهر، ويحتفل به إعلامياً واجتماعياً على المستويين المحلي والدولي. حينما زرت مهرجان العلوم شعرت بفرح وبهجة لم يسبق لي أن شعرت بذلك في حياتي؛ لأني شاهدت عقولاً جبارة وعظيمة من أبناء الوطن تفوق أعمارها بمراحل كبيرة، والذي بلغ عددهم 762، وهم من أصل 116 ألف مشارك. شاركوا بعرض ابتكاراتهم ومشاريعهم المتنوعة تحت مسار ابتكار، وكذلك تحت مسار بحث علمي في مختلف التخصصات العلمية المهمة كالطب والعلوم الصحية، والإدارة البيئية، والطاقة والنقل، والعلوم الاجتماعية والسلوكية، والعلوم البيئية، والعلوم الرياضية، والفيزياء والفلك، والكيمياء، والهندسة الكهربائية والميكانيكية، وعلوم الحاسب الآلي، علوم النبات، هندسة المواد والهندسة الحيوية، وعلم الأحياء الخلوية والجزيئية، علم الأحياء المجهرية، وعلم الحيوان، وعلوم الأرض والكواكب. لقد كان تقسيم فعاليات مهرجان العلوم الضخم والمتفرد إلى ثلاث مكونات رئيسة كما أعلنوا تفصيل ذلك، وهي: المكون الأول: «أولمبياد العلوم»، وهو عرض للمشاريع الإبداعية والابتكارات، والتي بلغت 605 مشاريع في 17 مجالاً علمياً، تحت مساري البحث العلمي وابتكار، وهي مقدمة من 762 طالباً وطالبة/ تم ترشيحهم بعد التصفيات النهائية، وهم من أصل 116 ألف مشارك. والمكون الثاني: «إبهار العلوم»، قدمت 30 فعالية علمية تفوق الخيال، بتعاون 17 جهة محلية ودولية، على رأس هذه الجهات وكالة أبحاث الفضاء الأميركية (ناسا) وغيرها. المكون الثالث: «ملتقى ومضات»، تهدف إلى مساعدة الموهوبين والمبدعين والباحثين عن نور المعرفة، من خلال تقديم محاضرات عظيمة المضمون، وضيوفها يعدون من أبرع العلماء، فعلى سبيل المثال البرفيسور ميتشو كاكو، وهو يعد من أبرز الشخصيات العلمية في الوقت الراهن، في مجال نظرية الحقل الموحد لآلبرت آينشتاين، وكانت محاضرته عن ثورة العلوم في الأعمال التجارية، وحينما تم توجيه سؤاله له عن رؤيته لمستقبل العالم في عام 2100؟ فكان جوابه كالآتي: «في حلول 2100، سوف تختفي الكومبيوترات تماماً، وسوف نتمكن من إصدار الأوامر عقلياً وذهنياً، وسوف يتم تنفيذ هذه الأوامر، وسوف تكون أجسامنا قريبة من الكمال، وأعمارنا أطول بكثير مما هي عليه الآن، سوف تكون لنا مستوطنات على المريخ، سوف تكون الإنترنت/ شبكة الدماغ internt/brain-net هي عدساتنا اللاصقة، لذا فسيكون الأمر كالعيش في أفلام السينما، المصفوفة Matrix (العالم اللافتراضي)، هي المكان التي يمكننا فيه صنع واقعياتنا الصناعية. هذا الجواب جزء من لقاء تم نشره في النشرة اليومية للمهرجان العدد السادس17 ربيع الثاني 1436هـ. قام وتحقق هذا المهرجان المختلف والمميز، بظل تعاون جهات رائدة وهي «موهبة» و«التعليم» و«أرامكوا» «سابك»، وهي جهد عظيم يشكرون عليه. خلاصة القول، إن هؤلاء المبتكرين والمبتكرات، والمبدعين والمبدعات من الشبان والشابات هم نماذج تستحق الافتخار بها، ودعمها على جميع المستويات؛ لأنهم أهم الثروات الوطنية، وهم الوجه الحقيقي الذي يجب إبرازه محلياً ودولياً، والاحتفال بهم في كل مناسبة؛ لأنهم هم روح الوطن ومستقبله. * كاتب سعودي. alzghaibi@