اعتبر عدد من الشرعيين ما صدر تحت مسمى «بيان مثقفين سعوديين لمؤازرة الشعب المصري» بيانا متناقضا ومخالفا لتوجيهات ولي الأمر الذي منع إصدار مثل هذه البيانات والتوقيع عليها، مناشدين عبر «المدينة» بأن تكون دعواهم لتهدئة الأوضاع بمصر ودعوة المتخاصمين هناك إلى كلمة سواء لتحقن بها الدماء والسيادة العظيمة لمصر. فحول هذا البيان، قال نائب رئيس مؤتمر العالم الإسلامي ورئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار المفكر والداعية السعودي الدكتور حامد بن أحمد بن زعل باشا الرفاعي: بداية نؤكد أننا مع احترام خيارات الشعوب واحترام إراداتها في تقرير مصير وسيادة مجتمعاتها ومصر عزيزة علينا جميعا وهي ثقل مهم في جسد الأمة العربية والإسلامية عافيتها قوة لنا وسلامتها سلاما للأمة. وأضاف الرفاعي: لا شك أن مصر اليوم تواجه محنة كبيرة تهدد أمنها وربما وحدة أراضيها ومثل هذه الحالة الخطيرة التي تمر بها مصر لا شك هي تهديد كبير للأمن العربي والإقليمي والدولي، ومع تقديرنا للنوايا الحسنة التي حملت أصحاب هذا البيان المنشور فإنه جاء غير موضوعي ومتناقضًا مع بعض فقراته التي ترفض التدخل في الشؤون المصرية وفيه عبارات جارحة وتحد لطرف من أطراف الاختلاف في الحالة المصرية مما يصفهم بالانحياز لجهة دون جهة وهذا مما يفسد أي محاولة مخلصة للإصلاح والمصالحة ونزع فتيل الاقتتال وإراقة الدماء وما يتبعه من مخاطر مدمرة، وبكل تأكيد الشرعية يجب أن تحترم ومرفوض الخروج عليها والحالة المصرية تداخل فيها الشرعي وغير الشرعي من ممارسات وذلك بسبب ردود الفعل غير الموضوعية من جميع الاطراف بين الموضوعية والحكيمة، وأخذًا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في أهل مصر فإنني أهيب بإخواني المفكرين والسياسيين والدعاة التعاون بحكمة وموضوعية وحذر من جل تهدئة الاوضاع بمصر ودعوة المتخاصمين إلى كلمة سواء لتحقن بها دماء المصريين وسيادتهم وتستعاد مكانة مصر وتبقى كما هي قوة فاعلة في مسيرتنا الحضارية للحضارة المعاصرة. أما أستاذ الدراسات العليا بقسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خطيب مسجد الامام محمد بن سعود بالدرعية عضوالجمعية العلمية السعودية للعقيدة وعضولجنة أصدقاء الصحة الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر، فاعتبر البيان تدخلا في شؤون خارجية هي من مهمات القيادة السياسية. وقال: السعوديون ليسوا بحاجة لبيان ليعبروا فيه عن حبهم لمصر أوغيرها من بلاد العرب والمسلمين بدليل أن العلماء والخطباء والمواطنين يدعون لإخوانهم بالاستقرار والأمان ويتألمون لألمهم ويفرحون لفرحهم. أما قضايا السياسة فلها فرسانها العارفون بأسرارها ولوازمها وهم من وكلت لهم الدولة أعزها الله ذلك. والمثقفون قد يكتب أحدهم وجهة نظره على شكل مقال يعبر عن رأيه هوفهومسؤول وحر في ذلك، أما أن يعد بيان وكأنه يمثل جبهة أوطائفة لها توجه خاص، فهذا مثار تساؤل وينم عن خط سياسي معين، ولا يمثل إلا من كتبه ووقع عليه، ولا يمكن تعميمه على المثقفين ولا على طلبة العلم، والناس ليسوا إمعات حتى تستغل هوياتهم العلمية والثقافية للتكثير بها. واختتم العسكر حديثه قائلا: هذا البيان أراه مخالفة لتوجيه ولي الأمر الذي منع كتابة البيانات وجمع التوقيعات، وينبغي التوقف عن هذا المسلك والبعد عن شق عصا المجتمع بهذا الأسلوب الفج. المزيد من الصور :