الحمد لله. حتى كتابة هذا المقال اليوم الاربعاء لم يتم الاعلان عن أية إصابة بالكورونا لدى الحجاج في الاماكن المقدسة وهو هاجس يتراءى للكثيرين عند التجمعات. وندعو الله تعالى ان يديم الصحة والطمأنينة على ضيوف الرحمن لاداء مناسكهم ولكل جزء من وطننا الغالي. ولكن مع التمني تبقى مخاوف امراض الموسم في شهور البرد، عدوى المدارس، الكورونا تحديدا ونحن ندلف لمواسم الاعتدال الخريفي وربما بداية الطقس البارد في اماكن اخرى من المملكة. فهل مع قائمة المعالجات المنزلية والطب البديل مفاهيم جديدة؟ الواقع انني استلهمت معلومة غريبة بعض الشيء مؤخرا من تجربة احدى القريبات مع ابنتها والتي باتت تتكرر اصابتها ببكتيريا الحلق العقدي strepococcas بشكل يدعوها للاستعانة بالمضاد الحيوي بشكل متكرر ايضا ! وهذا خطأ بالطبع ولكنه يحدث كما نعلم. ولما كانت الاصابة تتعدى سقف ال 7 مرات في العام فإنها فكرت بعملية ازالة اللوز كما نصحهما الطبيب كي لا تتكرر الحالة. والى هنا والموضوع مفهوم حتى ذهبت ابنتها لطبيب الاسنان والذي بدوره فاجأهما بمعلومة لم تكن تخطر على البال، فواقع اصابة حلق الابنة بالبكتيريا قد يكون سببه حالات التسوس! وبعيدا عن التخصص العلمي فإن العائلة وصلت لاستنتاج يفهم منه بأن تسوس الاسنان بامكانه ان يسبب احتقان الحلق ولسبب غير مفهوم فإن ذلك يتطور الى بكتيريا والعكس قد يكون صحيحا ايضا،اي ان بكتيريا الحلق بامكانها ان تسبب التسوس كما قيل لهم. وعلى العائلة ان تنتظر بعد علاج التسوس لترى النتيجة وبناء عليه يتم القرار بإجراء العملية ام لا. لذا من الاجدر الكشف على اسنان ابنائنا من باب الوقاية خاصة اذا تكرر التهاب الحلق العقدي كما نصح الطبيب المعالج. **** آحيانا أفكر بأن الناس اصبحت تمشي على قشر بيض كما يقولون من فرط حساسيتهم وإرهاقهم. وهم في الواقع لا يلامون ان قمنا باداء الحساب جيدا، فمع ما يتلقونه من ضغوط في شكل انهمار اخباري كئيب صار للمفاهيم الاجتماعية معان مختلفة خاصة بين اوساط النساء القريبات، ففي جمعة عشاء ليس ببعيد جمعني وبعض القريبات تناثر الحديث كعادته حول اهتماماتنا.. ومثل اغلب الاحيان تدرج الحوار – المرح في بدايته – الى سؤال إحداهن عن امورها مع ابنها.. وزوجته. وبدأت المسكينة تفضفض بعفوية وتحولت الاجواء بدون قصد الى مشاعر جادة تغمرنا جميعا في تفاعلنا معها. واثناء استراحة ذهبت خلالها المرأة الشاكية بعيدا قليلا جذبتني اخرى بملامح جادة تكاد ان تكون غاضبة وسألتني : “ هل رايت كيف خرّبت علينا جلسة المرح ؟" دهشت " من ؟ قالت وهي ما زالت ممسكة بزمام انتباهي وكأنني مسؤولة " هي التي صارت تشكو كل مشاكلها دفعة واحدة .. ووين على العشاء" ووجدت انني أؤكد لها بأنها لم تقصد مضايقتنا فقد كانت تحكي بعفوية وتطور الحوار الى اجزاء جادة من ظروفها.. وفكرت بتنبيه ذهنيّ صغير في المرة القادمة بان علينا ان نذكر الاجمل والانقى . فالفضفضة لم تعد تريح في كل الظروف والنفسيات. بل التفكير في الايجابيات والممكن في الحياة. عيدكم مبارك وسعيد وكل عام وأنتم ووطننا والأمة الإسلامية بخير إن شاءالله.