أصغى أكثر من 300 إمام وخطيب جامع ومسجد مساء أول أمس، على مسرح إدارة التربية والتعليم بمحافظة رجال ألمع، إلى الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى الدكتور أبوزيد محمد مكي الذي أكد أن دور الخطيب في منبر المسجد أقوى من وسائل الإعلام، بينما ذهب مدير فرع الدعوة والإرشاد في عسير الشيخ يحيى إبراهيم أبوشريفة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تحمل خطورة لتشويه الدين. ففي ندوة الأئمة والخطباء والدعاة التي نظمتها إدارة الأوقاف في محافظة رجال ألمع بمشاركة مكتب الدعوة والإرشاد في المحافظة، بعنوان "أسباب الانحرافات الفكرية وآثارها وطرق علاجاها"، التي أدارها الشيخ شرفي محمد، بين الدكتور أبوزيد وجوب الدعوة إلى الاستقامة على الدين باعتدال ووسطية، والتحذير من طريق الغلاة، والجفاة، مشيرا إلى أن من أهداف الندوة بيان طريق الاستقامة والاعتدال والوسطية في العقيدة والشريعة والسلوك، وطريق الوسطية والاعتدال في إصلاح الفرد والمجتمع، وبيان طريق الوسطية والاعتدال في التعامل مع المسلم وغير المسلم، وإيضاح طريق الغلاة في الدين والتحذير منه عموما، وفكر الفئة الضالة خصوصا والتحذير منه، ومن فكر العصرانيين. وتحدث أبوزيد عن الفئة الضالة قائلا: اسم إعلامي لمن يسمون أنفسهم بتنظيم القاعدة في بلاد الحرمين وهم مجموعة من صغار السن خرجوا في هذه البلاد الطاهرة "المملكة العربية السعودية" على ولاة الأمر من العلماء والأمراء فقاموا بالقتل والتفجير فيها، زاعمين أنهم يقومون بتطهيرها من المحتلين، مشيرا إلى أن مفهوم الجفاء عن الدين هو: هو البعد عن التزام الشريعة الإسلامية في جوانب الحياة المختلفة والدعوة إلى ذلك، ومحاربة المطالبين بالالتزام بالدين ووصفهم بالظلامية والتخلف والرجعية ونحو ذلك من الألقاب الذميمة. وتطرق الدكتور أبوزيد إلى موضوع العصرانية، موضحا: إذا كان المقصود بها إيجاد الأحكام الشرعية المناسبة للمستجدات العصرية فلا شك أن هذا حق وواجب، أما إذا كان المقصود بها إخضاع الأحكام الشرعية إلى الحضارة الغربية المعاصرة ومستجداتها، بحيث تطوع لتكون موافقة لها، فهذا لا يجوز، بل هذا هو الانبهار بالغرب الذي ذمه العلماء المعتبرون، أما الحداثة فإذا كان المقصود بها تجديد الدين بإحياء ما اندرس من شريعة الإسلام وإحياء السنن فلا شك أنها حق وواجب، وأما إذا كان المقصود بها محاربة التراث الإسلامي واستبداله بفلسفات الغرب المعاصرة ويستخدمون في ذلك مجال الأدب والثقافة، فلا شك أن هذا باطل وهذا هو التطرف. أما الشيخ أبوشريفة فطالب في حديثه بعدد من المحاضرات من المتخصصين في التعامل مع الإعلام الجديد. يشار إلى أن الندوة حضرها وكيل المحافظ مفرح زايد الألمعي ومدير الأوقاف أحمد التيهاني، ومدير مكتب الدعوة الشيخ إبراهيم خلبان، ومساعد مدير التعليم أحمد العرفجي إلى جانب أكثر من 300 إمام وخطيب جامع ومسجد بمحافظة رجال ألمع.