×
محافظة جازان

عسيري: الحظ يعاندنا وسنكسب الفيصلي

صورة الخبر

وما زال الإرهاب الفاجر والفوضوي يعلن نفسه من جديد في ثلاث حوادث خطيرة حدثت مؤخرا، بحيث قام الإرهاب بمهاجمة مركز السويف الحدودي بين السعودية والعراق والواقع قرب مدينة عرعر، واستشهد في الهجوم قائد حرس الحدود هناك، واستشهد وأصيب بعض جنودنا وأبنائنا وأسود وطننا معه هناك. ومن جهة أخرى هاجم إرهابيون مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية وقتلوا 12 صحافيا في مذبحة مروعة وجرح العشرات بعضهم ما زال في مرحلة الخطر، وتبعتها جريمة قتل لشرطية جنوب باريس. ومؤخرا وفي تطور يعكس تصعيداً أمنياً كبيراً في شبه جزيرة سيناء، قُتل 26 جندياً في الجيش المصري وجُرح أكثر من 25 آخرين إصابة بعضهم خطرة جراء هجوم استهدف نقطة عسكرية للجيش في منطقة «القواديس» في «الخروبة» شرق مدينة العريش وجنوب الشيخ زويد. وأفيد أن الهجوم المشتبه بالتورط فيه جماعة «أنصار بيت المقدس». والإرهاب واحد لا دين له ولا جنسية ولا وطن فنجد قبل حوادث سيناء وعرعر وباريس وقبل أيام قليلة فقط تم تفجير سيارة مفخخة في العاصمة اليمنية صنعاء لتقتل 33 شرطيا، وقبلها بيوم قُتل أكثر من 23 جنديا عراقيا في تفجير انتحاري في إقليم الأنبار العراقي. وها هي داعش أو فاحش تحرق علنا الطيار الأردني معاذ الكساسبة - رحمه الله-. وهذا يثبت بكل تأكيد بأننا في زمن المنظمات والجماعات الإرهابية العابرة للحدود، فليس صحيحا أن شرور الإرهاب سواء كانت داعش أو النصرة أو القاعدة أو حزب الله أو أنصار بيت المقدس أو غيرها ستقتصر على منطقة واحدة فقط، بل ها هي تسعى جهدها للدخول في لبنان والأردن وغيرهما كثير، وقد أصبح الإرهاب المعولم أكثر قدرة على التجنيد والتأثير والاستقطاب باستخدام أحدث التقنيات. وسواء ثبت ارتباط منفذي جريمة باريس بـ»داعش» أم لم يثبت، فلقد استقطبت داعش المئات من المتطرفين من الدول العربية والغربية، وهي ستعيد تصديرهم إليها من جديد. ولا يوجد في أي قاموس كلمة تبرِّر ما جرى في باريس بأنه ليس جريمة ولا إرهابا.. هذا ما يجب أن يعيه الجميع. الإرهاب واحد ولا تمييز بين قتل هنا وقتل هناك، فأي تبرير للقتل في باريس يعادل التبرير للقتل في عرعر وسيناء. مشهد باريس لا يختلف كثيرا عن مشهد عرعر وسيناء فالبصمة الإرهابية تمثلت في هذه الحوادث، ومثلها حوادث كثيرة ساهمت داعش والنصرة، بعد القاعدة، في نشرها وتعميمها. وإذا افترضنا جدلاً سلامة الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية لأنها نشرت كريكاتيرات مسيئة بسيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وأكرمه عن فعلتهم القذرة والمشينة, وهذه بحد ذاتها جريمة وقذارة وحمق وانحراف يجب معالجته, وهذا الفعل من الصحيفة يجب ألا نوافق عليه مطلقا ولا يرضاه عاقل دع عنك المسلم, ولكن لهذا الأمر طرق للرد عليه نظامية وقانونية وقوى ضغط سياسية واقتصادية وغيرها ويتطلب ردودا علمية وتفنيدا لحججهم بنشر تلك الصور المخزية والمعيبة بحق سيد البشر ولكن بلا قتل ولا دماء ولا تفجير. وإذا وجد مبررو الإرهاب مبررا لحادث باريس فما هو المبرر لقتل رجال أمن سعوديين مسلمين بعضهم استشهد صائما. كذلك لو دققنا الصورة في حادثة باريس لوجدنا من القتلى رجل أمن مسلم «أحمد التونسي الأصل» عرف عنه كما قالت أسرته المحافظة على الصلوات قتل بدم بارد وبطريقة وحشية همجية مجردة من كل معاني الإنسانية. لقد أصيب أحمد بطلق ناري ببطنه وشوهد ملقى على الرصيف أمام مبني المجلة ثم وقبل مغادرة الإرهابيين قام أحدهم بالرجوع لأحمد المصاب الملقى بالشارع وأطلق عليه النار ثانية على رأسه. فأي مبدأ يبيح قتل مصاب ملقى على قارعة الطريق بهذا الشكل إلا مبدأ واحد وهو مبدأ الإرهاب الخبيث الهمجي الوحشي وغير الإنساني مهما كانت المبررات. وهنا في المملكة كيف يمكن أن تكون مواطنا سعوديا ثم تسكت أو تتجاهل وتراوغ في إدانة جريمة عرعر وقبلها جريمة شرورة الإرهابيتين وغيرهما كثير أو تتعرض لها بلغة لينة متسامحة أو تصف من شاركوا فيها بالمجاهدين، وهم خوارج خونة مجرمون وقتلة. فأنت هنا بكل تأكيد شريك في الإرهاب ومحرض عليه ومسوغ له. فالمواطن لا يمكن أن يكون ابنا لهذا الوطن الكريم، وفي نفس الوقت يصمت وهو يرى أبناءه وإخوته ورجال أمنه وحماة حدوده يقتلون وأمنه ينتهك واستقراره يُزلزل. والذي يجب أن نعرفه ونواجهه بشجاعة أننا لا نتعامل مع أفراد، وشباب ضللوا أو غُرر بهم -كما يقولون- ونحاول دعوتهم بالحسنى, وإنما نتعامل فعليا مع منظمات إجرامية إرهابية ضخمة، أصبح لها جيوش، ومريدون، ومخابرات، وخطط واستراتيجيات. ولم يخفوا أن هدفهم (بلادنا). ولا شك في أن استراتيجية الإرهاب والجماعات والمنظمات الإرهابية في المملكة تقوم على الرعب والترهيب، وزعزعة الاستقرار، فاطلاق النار على مواطن دانمركي في أحد شوارع الرياض، أو ذبح أمريكية في مركز تسوق مركزي في أبو ظبي، أو ارسال خمسة رجال منقبين الى الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن، كلها تصب في هذا المضمار وهذا الطريق الدموي. صحيح أن من بين هؤلاء الإرهابيين ثمة شباباً قد غُرّر بهم، وقد تاب بعضهم، وعاد لرشده ووطنه، وأهله وذويه، غير أن مشكلتنا ليست مع هؤلاء. ونجاحنا في ثني بعضهم، لا يعني أننا نجحنا في إجهاض مخططات المنظمات الإرهابية وخلاياها، فالقضية أكبر من ذلك بكثير, فنحن في الحقيقة في حرب مع منظمات إجرامية لا مع أفراد. هذه المنظمات لها للأسف بيننا ومن بني جلدتنا مناصرون وعملاء خونة. وطالما أننا لا نتعامل معهم ومع خططهم ومواقعهم وخطابهم الاعلامي وتواصلهم بحزم وشدة لا تعرف التهاون فلن ينتهي الإرهاب، بل سيتجذر أكثر. الفكر الضال هو منبع الإرهاب, ومنه ومن قيحه ينهل الإرهابيون، وسيظلون ينهلون، ويجندون الأتباع، ويمولون إرهابهم، وسنبقى نعاني معهم، لا فرق في ذلك بين داعش والقاعدة والنصرة وغيرها إلا في وسائل الوصول إلى الهدف والهدف واحد وهو وطننا وأمننا. منذ تأسيس منظمة القاعدة النجسة وأبنائها غير الشرعيين كداعش والنصرة وهدفهم الأكبر هو بلاد الحرمين, المملكة العربية السعودية حرسها الله وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، وقد أنشأوا فيها تنظيماً خطيراً أسموه القاعدة في الجزيرة العربية الذي تمت بحمد الله تصفيته وهزيمته ولجوؤه لليمن. واليوم لا تكاد تجد لتنظيم داعش في العراق والشام هدفا محددا بقدر استهدافه للسعودية، فأدبيات هذا التنظيم وبنيته الفكرية الممنهجة وسلوكه التنظيمي توضح أن السعودية هي هدفه الأول. للأسف لم نرهم بعد احتلال داعش للموصل تعرضوا للحدود الإيرانية مطلقا، وفضلوا أن يعودوا أدراجهم ليخططوا للهجوم على السعودية كما تحكي جريمتهم النكراء في عرعر. أما في المشهد الآخر في باريس، فقد كانت فرنسا من أهم الدول التي حاربت الإرهاب مبكرا، وكذلك حاربت بؤر التطرف في البلاد، وقد دخلت فرنسا حرباً ضد حركات الإرهاب في مالي وغيرها، وهي كذلك تقف موقفاً متقدماً نسبياً داعماً للشعب السوري ضد نظام بشار الأسد، وهي بالشراكة مع السعودية تسعى لدعم الدولة اللبنانية وتقوية جيشها وتدريبه ولذلك كانت وجهة للإرهاب وأهله. ومن المتوقع أن يكون لحادث باريس الإرهابي تداعيات أمنية خطيرة وكبيرة سيدفع ثمنها المسلمون هناك قبل غيرهم كإعادة النظر في مسائل عدة كالهوية والهجرة والمهاجرين والتشديد على المراكز والمدارس الإسلامية والنظرة بعين العطف من قبل الفرنسيين للجالية اليهودية التي دائماً وأبداً تجيد لعب دور الضحية البريئة، وربما كانت هذه الجريمة جرس إنذارٍ يقرع بشدة للدول الغربية التي تتساهل في نشاطات بعض الجماعات والجمعيات والتي تنشط في أوساط المسلمين في الغرب. وإذا ما أردنا تفكيك فكر واستراتيجيات الإرهاب والمنظمات الإرهابية كالقاعدة وأخواتها فمن المهم والحيوي معرفة أن القاعدة وأخواتها من الناحية التكتيكية والاستراتيجية والتنظيمية في منتهى الضعف والوهن والخور، وذلك بالنظر لتراجع مستوى التعاطف الديني والشعبي والأخلاقي والاجتماعي والإعلامي والتقني والمالي مع هذه التنظيمات, على كل المستويات. تنظيم القاعدة وصل لهذه المرحلة بعد القضاء على معظم قيادته في السعودية واليمن، ومع ذلك قد يؤذي ويقتل حيث إنه لم يعد يملك شيئاً ليخسره. من المؤكد أن تنظيم القاعدة منهار فعلياً منذ عدة سنوات، وأن ما يوجد الآن ليس إلا مجموعات عشوائية من أهل فكر ضال وتكفيريين يقودون أنفسهم بأنفسهم وهذا ما يسمى أمنياً «بالذئاب المنفردة» وهي خلايا مكونة من أخوة أو أقارب جدا وذلك للرعب والخوف الذي يعتريهم ولمزيد من الثقة بينهم ولعدم الاختراق من قبل الجهات الأمنية. وهؤلاء يدعون انتماءهم للتنظيم، ولكن لا يوجد تنظيم واضح كما كان في السابق، وهذا يعود بحمد الله للقضاء عليه من قبل الأجهزة الأمنية السعودية. والباقي ما هم إلا أفراد صغار يشكلون مجموعات يتسمون باسم «القاعدة» وغيرها ولا تعلم «القاعدة» عنهم شيئاً. واستراتيجية التنظيم في هذه المرحلة تتمثل في اللجوء إلى التضخيم الإعلامي بحيث يقوم بعملية يصفها بالنوعية ويقوم بالترويج من خلال أدواته الإعلامية الكثيرة والمتوافرة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من خلال مواقعه الإلكترونية والمتعاطفين معه. الإرهاب والعنف السلوكي لا بد أن نعترف جميعاً بأنهما بدآ بإرهاب وعنف فكري واعتقادي. ودائماً الفكر يولد السلوك. إذاً حتى نحارب الإرهاب والعنف حرباً حقيقية واضحة وقوية يجب أن نحارب الجذور الفكرية التي تغذي الإرهاب. هذا ينطبق على جبل الثلج العائم فلو تعاملنا مع الظاهر من الجبل هذا لا يمثل شيئاً يذكر مع ما هو تحت الماء (غير الظاهر). إذاً مع حرب الإرهابي الذي يحمل السلاح علينا، يجب أن نتعامل مع الإرهابي الذي لم يحمل السلاح بعد وإنما ينتظر فرصة مواتية لحمل السلاح وهذا هو الخطر القادم. وهنا لا بد من استراتيجية واضحة جلية للتعامل الأمثل مع هذه الظاهرة. ولله الحمد والمنة فلقد قطعنا مشواراً أكثر من جيد وأكثر من رائع في التعامل مع المسلحين الذين كان همهم وشغلهم تدمير الوطن ومكتسباته. الحرب على الإرهاب حرب فاضلة ومقدمة على الكثير, لكن السؤال المهم والحيوي أهل من قام بمهاجمة مركز السويف الحدودي بين السعودية والعراق قرب مدينة عرعر وقبله حادثة شرورة هو الإرهابي؟.......... أم هل من دخل مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية وقتلوا 12 صحافيا في مذبحة مروعة وجرح العشرات هو الإرهابي؟.......... أم هل من قُتل 26 جندياً في الجيش المصري وجُرح أكثر من 25 آخرين إصابة بعضهم خطرة جراء في الهجوم الذي استهدف نقطة عسكرية للجيش في منطقة القواديس» في «الخروبة» شرق مدينة العريش وجنوب الشيخ زويد بواسطة من يسمى كما تقول الاخبار جماعة «أنصار بيت المقدس» هل هو الإرهابي ؟... والصحيح والحقيقة التي قد تغضب الكثيرين بأن الجواب لا وألف لا؟. الإرهاب يبدأ فعلياً وحركياً بالمفكر الإرهابي وهذا الشخص في الغالب لا يحمل السلاح وعمره من الثلاثينيات للخمسينيات وقد يكون موظفا بعمل مرموق, ولكنه في الداخل شيطان نجس وثعبان قاتل. لأنه هو من يبرر الإرهاب ويدافع عنه ويبحث عن كل المبررات الواهية والوهمية من بين الخرافات والخزعبلات له. للحقيقة أقولها واضحة صريحة مدوية أن تسكت أو تتجاهل أو تراوغ في إدانة جريمة عرعر وقبلها جريمة شرورة الإرهابيتين وغيرهما أو تتعرض لهذا الإرهاب بلغة لينة متسامحة أو تصف من شاركوا فيها بالمجاهدين، أو المجتهدين الذين ضلوا الطريق وهم في الحقيقة خوارج خونة مجرمون قتلة، فأنت هنا شريك في الإرهاب ومحرض عليه ومسوغ له. فالمواطن، لا يمكن أن يكون مع الوطن، وفي نفس الوقت يصمت وهو يرى أبناءه يقتلون وأمنه ينتهك واستقراره يُزلزل ورجال أمنه يستهدفون. وعندما سأل أحد قادة الإرهاب وقد كان يجند ويرسل الشباب من أبناء وطنه وأمته للمحرقة وللموت والعار, سأله أحد الشباب المرشحين للموت والنحر لماذا يا شيخ لا تذهب للعملية معنا؟ سؤال برئ من شاب سوف ينحر قريبا على مذابح الإرهاب ليكون قربانا لقادة الفكر الضال قال الإرهابي بصوت الواثق (إذا أنا مت من يجهز الشباب للمهام). هذا الرجل بإرساله الشباب للموت ولإقناعهم بالفكر الضال وبمبادئ القاعدة وداعش والنصرة وغيرها يجب فعلا الا يقتل بسهولة ولكن أن يقتص منه بحيث يدفع ثمن هؤلاء الشباب الذين أفسد عقولهم جميعا بلا رحمة ولا هوادة. بلا ادني شك بأن من يعجز عن إدانة هذه الجرائم النكراء هم (إرهابيون أنفسهم)، يشاركون المنفذين في جرائمهم التي يُقدمون عليها في حق الوطن. فلا توجد منطقة وسطى ما بين الحق والباطل، إما أن تكون مع الوطن وإلا فأنت بالضرورة ضده وعدوه المبين. وأي مواطن أو مقيم يعيش داخل هذا الوطن الحبيب، ويتمتع بأمنه واستقراره وخيراته، فهو إذا لم يندد بالإرهاب، فهو بكل تأكيد مع الإرهاب. وينتقل الإرهاب للأفعى القاتلة الثانية وهو المجند الذي يبذل وقته وجهده وتعبه للتجنيد للشباب الصغار وإغرائهم بالإرهاب باسم الجهاد أو غيره فمهما تغيرت الأسماء والنكهات فهو إرهابي من الدرجة الاولى. وهذا الشخص يتحمل الكثير من المشاق والتكاليف في البحث عن أماكن واستراحات ومزارع بعيدة عن عين الرقيب ليقوم بتدريب الصغار على لغته الدموية وتعليمهم لغة السلاح ولغة كره الوطن والحقد عليه ونشر عيوبه وتكبير الصغائر والبحث عن كل سقطة ومحاولة استغلالها بكل سذاجة وحقد والدخول في النوايا. لا يمنعه شرف ولا سمعة ولا عيب لأنه أصلا لا يملك الشرف ولا السمعة لأنه ببساطة إرهابي قد باع وطنه فمن السهل عليه أن يبيع بعد وطنه كل شيء. وتمر قافلة الإرهاب على المخطط الإرهابي وهو من يبذل وقته وجهده في البحث عن أفضل وأحسن وأسهل أماكن الإرهاب والتي يمكن ان تترك بصمة مميزة وصدى إعلامياً واسعاً. وهذا الإرهابي همه البحث عن الأماكن التي قد يسهل الوصول اليها والتي قد يغفل الرقيب عنها فهم مثل الوباء أو البكتريا الضارة أو الورم الخبيث تبحث عن أضعف الخلايا لتهاجمها. ومع المخطط نجد بقربه الممول الإرهابي وهو من يدفع الفاتورة الباهظة لهدم أمن وطنه. وهذا الخبيث قد يكون من أصحاب الاموال الطائلة وينفق هذه الثروة الخبيثة والمحرمة في تخريب وطنه. ولا شك أن الإرهاب مكلف مادياً. ولسائل أن يسأل كم المبالغ التي تصرف على شاب واحد للتدريب على حمل السلاح وتصوروا كم من المبالغ تدفع لشاب من أجل أن ينحر نفسه للشيطان وذلك بان يلبس حزاماً ناسفاً ويفجر نفسه كما فعل في عدد من الحالات هنا في بلادنا حرسها الله. ولا أدل على ذلك ممن حاول الاعتداء على فارس الامن الأول الأمير النبيل محمد بن نايف حفظه الله ورعاه ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا باهله ونحر الإرهابي نفسه وحمى رب العالمين أميرنا النبيل محمد من شرهم ومكرهم. إذا هناك مبالغ طائلة تصرف على شباب الإرهاب للتدريب وغسيل الادمغة والمؤن والسلاح وأماكن التدريب والسيارات وغيرها كثير, ويذكر أحد المواقع المتخصصة بان العملية الإرهابية الواحدة تكلف اكثر من مليون دولار. فمن يدفع هذا المال القذر الحرام إلا إرهابي خائن خبيث. وقد يلعب إرهابيا واحدا عدد من هذه الادوار وقد يلعب عدد من الإرهابيين دورا واحدا طبقا للتنظيم الداخلي للخلية الإرهابية. وما زال للقصة بقية فالمتعاطف والمحرض كلاهما يلعبان أدواراً رئيسية للإرهاب وتجاهل هؤلاء المحرضين بالسكوت أو التغاضي، أو بمنطق (لم آمر به ولم يسؤني)، هو (خيانة) لأمن الوطن، ودعم ضمني لمن يسعون إلى هدم استقرار و طننا مثل هؤلاء الإرهابيين. كذلك من التبرير من هؤلاء المتعاطفين والمحرضين الكلام في الجهاد, ان ما قامت به الجماعة أو الخلية الإرهابية هي جهاد وضد الكفار فهذه ترهات فكرية عقيمة هدفها فقط أمننا واستقرارنا. ونجد هؤلاء المتعاطفين والمحرضين أكثر ما نجدهم بالانترنت والتغريدات في التويتر وفي الشات وغيرها يلهثون وراء الدفاع عن الإرهاب وأهله وانهم أولادنا زلت اقدامهم وهذا اقل ما يقال عنه وهذا بالطبع حق اريد به باطل. فالإرهاب ليس زلة قدم وأن تكون من الخلية الإرهابية مهما كاناسمها وصفتها الفئة الضالة أو القاعدة أو داعش أو النصرة أو غيرها فهذه جريمة كبرى بحق الشخص نفسه وحق أسرته وحق مجتمعه وحق وطنه وحق دينه وحق أمته. فلا مبرر مطلقا لأي ترهات وتبريرات للإرهاب وأهله. وللأسف الشديد يوجد بيننا متعاطفون مع الإرهاب. بيننا من يرى جرائم الإرهاب جهاداً، وتوحّش القاعدة وداعش دفاعاً عن النفس، وقتل الأطفال والنساء مباحاً, وكذا إحراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة داخل قفص وهو حي له مبرراته، وطريقاً صحيحة لرفع راية الإسلام، مثلما أن بيننا من يسمي الانتحاريين شهداء بررة، ولا يرى في الضحايا إلا منافقين، حصدتهم الفتنة. بيننا للأسف الشديد هؤلاء، وأكثر. ومن كان في إنكار وشكّ من ذلك، فليقرأ ما يدوّنه «دواعش» في وسائل التواصل الاجتماعي وما يعلقون به، ولينظر إلى سوء المنقلب في العقول والضمائر. حرب تحت راية سوداء، يقتل فيها «القواعد» و»الدواعش» عرباً مثلنا، الأطفال قبل الرجال، المسلمون قبل المسيحيين، السنة قبل الشيعة، حرب يُستعبد فيها البشر، وتُباع فيها القاصرات في سوق النخاسة، وتستباح كرامة القرى والمدن والبشر. فهل هناك إساءة للإسلام أشد وضوحاً وشراسة من ذلك. ألا ترى القاعدة وداعش والنصرة وغيرها اسرائيل على مرمي حجر منهم فأتمني من عاقل واحد يذكرنا جميعا متي اطلقت هذه المنظمات الإرهابية الاجرامية النار والسلاح والسهام على العدو الازلي وحاولوا استرجاع المسجد الأقصى ولو بطلقة واحدة فقط لنعتبر ونتعلم ان لهم عدوا كعداوتها لنا السعوديين وغيرنا كثير من العرب والمسلمين. فعلى كل واحد منا أن يسأل نفسه عن نسبة من يتعاطف علناً أو سراً مع جماعات الإرهاب، ومنفذيه، حتى وهي تضرب في عمق نسيجنا الوطني، وخذ عينة من وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، والواتس اب، والمجالس الخاصة والعامة والاستراحات، والمناسبات العامة، إذ قل أن تجد من يجرؤ على تسمية الأشياء بأسمائها بأن هذا إرهاب وفكر ضال وعنف مسيس، وللأسف فهناك دوماً مساحة للمناورة، واللف والدوران، والتهرب، هذا إذا كان الحديث عمن مارس الإرهاب، ونفذه، وقتل الناس، أما إذا كان الحديث عن الموقوفين، بما فيهم من صدرت بحقهم أحكام شرعية، فإن هناك نسبة كبيرة ممن لا يجد غضاضة في الذود عنهم والإشادة بهم كمجاهدين أو غيره من الالقاب التي تعطى جزافا لهم. فالكثير من المسلمين اليوم للأسف يرون أن جماعات العنف السياسي كالقاعدة وداعش والنصرة هي حتمًا من ستعيد إلى الإسلام والمسلمين مجدهم، بل بالحقيقة والتي بدأت تتحقق ان هؤلاء الإرهابيين متى ما ضاقت بهم السبل، عادوا إلى مواطنهم الأصلية، وهم لا يجيدون حرفة سوى القتل والدماء والفوضى ولغة السلاح، فما إن يفرج عنهم إلا عادوا إلى سيرتهم الأولى ولكن في بلادهم، وضحاياهم هم من إخوانهم. قبل فترة أحد القنوات الفضائية ذكرت انه في دراسة (الله وحده اعلم بصحتها وصدقها ومنهجيتها) تقول بأن قرابة نصف الشباب السعودي الذين تم سؤالهم لن يبلغ عن إرهابي إذا ما عرف مكانه ومخبأه, وقد يكون لتلك الدراسة جزاء من الحقيقة المرة والحارقة وهي ان عدداً من شبابنا ما زال يتعاطف مع الإرهاب الفاجر النجس. وهذا بحد ذاته يحتاج لوقفات من الجهات الأمنية والاستخباراتية والتعليمية والجامعات والمساجد والجوامع والنوادي وغيرها من مؤسساتنا والتي ما زال البعض منها يتعامل مع الإرهاب وكأنه في المريخ أو المشتري وليس بوطننا. وآخر حلقات الإرهاب والفكر الضال ذلك الشاب البائس الذي باع دنياه وأخراه بثمن بخس لأرباب الإرهاب ويعمل لهم بطاعة عمياء وقد أبطل عقله وفكره وحواسه وذلك لأنه وببساطة لا يستقيم التحاقه بأحد التنظيمات الاجرامية الإرهابية مع وجود العقل والفكر والحواس. وهذا الشاب بالضبط الذي يحتاج منا جميعا كأفراد ومؤسسات ومدارس وجامعات وإدارات وغيرها العمل بكل جدية ونشاط لمنع وصول فلذات اكبادنا لهذه المرحلة المأساوية, المرحلة التي يخجل فيها الوالد والأسرة والقبيلة والوطن من هذا الشاب وإرهابه وعنفه. وهناك تصنيفات كذلك توردها الكتب والمراجع المتخصصة بالإرهاب لهؤلاء الشباب المنفذين. فمنهم المرتزقة والذين يقومون بعملية إرهابية بدافع المال والثروة. وهناك المتطوع الإرهابي وهو من يشارك ويساعد في العملية الإرهابية بدون اقتناع منه ولكن فقط لمعرفته بمن يقوم بها أو لرد جميل قديم. والأخير هو الإرهابي المنفذ العقدي وهو الغالبية عندنا للأسف وهذا أشرس الانواع وأكثرها خطورة واندفاعاً. لأنه ببساطة يرى أن ما يقوم به جهاد وسعي لإعلاء كلمة الله وفي سبيل الاسلام ورفعته. ويعمل العملية مقتنعا بها ومقتنعا بكفر المجتمع وضرورة تغييره بالقوة الجبرية. وهذا ما يحتم علينا كلنا مجتمعين بأقصى درجات المسئولية أن نمنع مثل هذا الشاب عن هذه الخلايا المجرمة والمنحرفة والتي تهدف لتدمير وطننا وافساد التنمية الشاملة التي نعيشها جميعا في وطن الخير والمحبة وطن الإسلام والمقدسات تحت راية التوحيد الخالدة وتحت قيادة الوالد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده - حفظهم الله - وحفظ الله هذا الوطن الكريم ومواطنيه والمقيمين فيه من كل شر ومكروه وأدام على وطننا الكريم نعمة الأمن والاستقرار ان ربي سميع مجيب.