×
محافظة المنطقة الشرقية

منتدى الرياض يجعل من المدينة المنورةعاصمة الاقتصاد

صورة الخبر

واشنطن: «الشرق الأوسط» كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استراتيجيته للأمن القومي، والتي أبرزت التزام الولايات المتحدة بالقيام بدور قيادي في ما يتعلق بالقضايا العالمية الملحة، لكنها عكست تحركا حذرا تجاه التدخل الأجنبي. وتشدد وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» التي عممتها الإدارة مساء أول من أمس، على أن الخطة التي سينتهجها الرئيس خلال السنتين المتبقيتين له في الحكم «لا تستند فقط إلى القوة العسكرية». وقال أوباما في مقدمة الوثيقة المكونة من 29 صفحة، والتي قدمها البيت الأبيض إلى الكونغرس «في عالم معقد، لا يحتمل عدد من المسائل الأمنية التي نواجهها أجوبة سهلة وسريعة». وتستعرض الوثيقة تحديات وأولويات الولايات المتحدة، من النزاعات المسلحة إلى الجرائم المعلوماتية، مرورا بالتصدي للتغيرات المناخية. ويقول أوباما أيضا إن «التحديات التي نواجهها تتطلب الصبر الاستراتيجي والمثابرة»، مكررا بذلك أحد المواضيع الأساسية لسياسته الخارجية. ويشير إلى أن الكثير من المشاكل لا يمكن حلها عن طريق القوة العسكرية. ويؤكد الرئيس الأميركي أنه على المدى البعيد تعد جهود الولايات المتحدة لمواجهة الفكر الذي يقف وراء التطرف العنيف «أكثر أهمية من قدرتنا على القضاء على الإرهابيين في ساحة المعركة». وأعرب الرئيس الأميركي مرة أخرى عن سروره لأنه طوى صفحة الحروب عبر قوات برية في العراق وأفغانستان «اللذين كانا في صلب السياسة الخارجية الأميركية خلال العقد المنصرم». وذكر بأن نحو 180 ألف جندي كانوا ينتشرون في العراق وأفغانستان عندما وصل إلى البيت الأبيض في 2009، مشيرا إلى أن عددهم اليوم يقل عن 15 ألفا. وأضاف أوباما «يجب أن نقر أيضا بأن استراتيجية للأمن القومي الذكي لا تستند فقط إلى القوة العسكرية». وجدد أوباما التزامه بقيادة التحالف الدولي لإضعاف وهزيمة تنظيم داعش والعمل مع الحلفاء الأوروبيين على عزل روسيا بسبب دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وتعد الوثيقة الجديدة بمثابة تحديث لأخرى صدرت عام 2010 حين كان مر على أوباما في مقعد الرئاسة 15 شهرا فقط. ومنذ ذلك الحين تعرض لانتقادات في الداخل والخارج لنهجه الحذر بشكل زائد في السياسة الخارجية. واعتبر خصوم أوباما في الكونغرس ما ورد في الوثيقة بأنه دليل ضعف. وأعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن إضافة مزيد من الصبر على السياسة الخارجية للرئيس أوباما لا تؤدي إلا إلى «إطالة أمد فشل» هذه السياسة. وقال ساخرا «أشك في أن تكون سياسة الصبر الاستراتيجي للرئيس أوباما قد أخافت تنظيم داعش والملالي الإيرانيين أو فلاديمير بوتين». وأضاف «من وجهة نظرهم، كلما تحلى أوباما بالصبر ازدادوا قوة». وكانت هيلاري كلينتون، المرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة المقبلة، قد سخرت في أغسطس (آب) 2014 من غياب عقيدة حقيقية للسياسة الخارجية لدى الرئيس أوباما. واعتبرت كلينتون، التي أشارت إلى عبارة غالبا ما تعد ركيزة إدارة أوباما على صعيد السياسة الخارجية (لا تقوموا بأمور حمقاء)، أن البلدان الكبيرة تحتاج إلى «مبادئ أساسية»، وأن هذه الصيغة لا تعد واحدة من هذه المبادئ. ورد فريق أوباما مذكرا هيلاري كلينتون بأن هذه العبارة كانت تتحدث بنوع خاص عن الاحتلال في العراق، الذي كان «قرارا سيئا جدا». وعندما كانت سيناتورة، صوتت كلينتون لمصلحة شن الحرب في العراق، قبل أن تؤكد بعد ذلك أنها ارتكبت خطأ. ولشرح الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة، ألقت سوزان رايس، مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي، كلمة في معهد بروكينغز للأبحاث، كشفت فيها أن الولايات المتحدة دعت رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من جهة والرئيس الصيني تشي جينبينغ من جهة أخرى، للقيام بزيارتي دولة إلى واشنطن. وقالت رايس «من أجل تعزيز علاقاتنا في هذه المنطقة الحساسة من العالم، أعلن بكل سرور أننا دعونا رئيس الوزراء آبي، والرئيس تشي جينبينغ للقيام بزيارتي دولة». ولم يعلن عن أي موعد لهاتين الزيارتين. وأوضحت رايس، من جهة أخرى، أن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ورئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هاي سيزوران واشنطن هذا العام. وذكرت رايس أيضا أن الولايات المتحدة ستلتزم بمساعدة الحكومة الجديدة في سريلانكا على إقامة مجتمع أكثر انفتاحا وديمقراطية. وضمت رايس سريلانكا إلى ميانمار وتونس كبلد «في حالة تحول». وقالت مستشارة الرئيس الأميركي «سنساعد الدول التي في مرحلة تحول، مثل بورما وتونس وسريلانكا، على أن تصبح مجتمعات أكثر انفتاحا وأكثر ديمقراطية وأكثر استيعابا».