تشهد أسواق الأحساء انتعاشا في بيع جذب النخيل والذي تشتهر به المنطقة منذ القدم لكثرة النخيل بها، خاصة مع بداية تلقيح النخيل بعد موسم صرام التمور وتنظيف النخلة والتخلص من بعض النخيل، ويطلق على جذب النخيل مسميات أخرى مثل «لب النخلة» لأنه يستخلص من بطن النخلة كما يسمى بالجذوبة. وتتفاوت أسعار الجذب وذلك لندرته وبيعه في أماكن معينة كما يتحكم حجم الجذب وكميته في سعره، حيث يتراوح سعر الجذبة المتوسطة من 150 إلى 300 ريال، كما يقوم الناس بطلبه من الفلاحين قبل موسمه لضمان الحصول عليه لما يحويه من فوائد صحية ومغذية. ويقول إبراهيم الخلف: إنه يحرص على شراء جذب النخيل لطعمه اللذيذ حيث يؤكل نيئا، وأحيانا يدخل في الطبخ كما يفضله كبار السن في عائلته لأنهم تعودوا على أكله منذ صغرهم؛ لما يتميز به من فوائد في تقوية الأسنان والبصر، وأصبحت عادة لديهم موسميةً شراءَه وتقديمه «نقصة» للجيران والأصدقاء. فيما أشار سعدون السعدون الى أن الجذب يتميز بطعمه الذي لا يمكن الحكم عليه بأنه حلو أو مر، لكنه لذيذ بشكل عام وتطلبه زوجته بكثرة في موسمه، كونه يتميز بفوائد عدة. وأوضح أبو توفيق: بائع جذب أن الإقبال كبير من الأهالي ومن خارج المملكة وخاصة الخليجيين، والذين أبدوا إعجابهم كثيراً بطعم الجذب واشتروا منه كميات كبيرة لمعرفتهم بفوائده المختلفة، ويحرصون على تقديمه هدايا في بلدهم لأقاربهم. وعن قيمة الجذب الغذائية علق أخصائي التغذية مروان الخالدي، بأن مادة الجذب معروفة بأنها غنية جداً في تركيبها وعناصرها المعدنية منها والحيوية، من الفيتامينات والبروتينات والأملاح بأنواعها والسكريات الصحية الملائمة لجسم الإنسان، كما أن تناول الجذب يقوي الجسم ويجدد نشاطه وحيويته، كما أنه يقوي الأسنان واللثة والبصر ويعالج بعض أمراض البطن والسمنة، كما أنه طارد للكآبة ويروي الجسم ويطفئ العطش ويبرد على الأمعاء وغير ذلك. وجذب النخيل البعض يستخدمه مع السلطات، ويمكن أيضا إضافته إلى الشوربة والخضار وأنواع الرز المختلفة. كما يقوم البعض بخلطه مع الفواكه كعصير، كما يمكن شواؤه أو أكله طريا. وعن طريقة تجذيب النخيل وموعد تجذيبه أوضح المزارع محمد الحسين، أن التجذيب يكون في النخيل الزائدة عن حاجة المزارع، وخاصة في الأوقات الحالية مع إعادة تنسيق المزارع بعد موسم التمور وإعادة بناء النخلة من جديد. كما يتم تجذيب النخلة بسبب تقدمها في العمر أو لقلة الإنتاج فيها، أو في النخيل المصابة بالآفات الزراعية أو التي تسقط بفعل العوامل الطبيعية، كما أن الكثير يسعى بالطبع لإعادة غرس النخيل من جديد في أماكنها المحددة وظروفها الملائمة ولا يلجأ أبداً لتجذيبها إلا إذا كان مضطراً فقط.