استعاد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال بريقه المعروف، عندما أسقط ضيفه الخليج بثلاثية نظيفة أمس الإثنين في الدور نصف النهائي لكأس ولي العهد ليتأهل للمباراة النهائي للمسابقة للمرة الثامنة على التوالي والمرة الثامنة عشرة في تاريخه, وكان يمكن أن يخرج الهلال بنتيجة تاريخية عطفا على كم الفرص الهائلة التي تفنن لاعبوه وبالذات ناصر الشمراني في إهدارها. وافتتح الهلال التسجيل مبكرا منذ الدقيقة الحادية عشرة عن طريق تياغو نيفيز الذي استغل عرضية ياسر الشهراني المتقنة، وقبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول أضاف ناصر الشمراني الهدف الثاني للهلال بنفس السيناريو، وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط سجل تياغو نيفيز الهدف الأزرق الثالث من ركلة جزاء احتسبها الحكم مرعي العواجي بعد أن لمس الكاميروني أمينو الكرة بيده داخل المنطقة المحرمة. سيطرة هلالية سيطر الهلال على المباراة تماما، وظهر الخليج الذي تبجح مدربه بأن الهلال لم يعد كالسابق بلا حول ولا قوة، كان الأداء الذي قدمه الهلاليون والذي أحكموا به قبضتهم على المباراة أكبر رد على المدرب التونسي، وتسابق الهلاليون في إهدار الفرص خاصة في الشوط الثاني، وكان يمكن أن يسجلوا عدداً كبيراً من الأهداف ولكنهم اكتفوا بالثلاثة التي سُجلت في الشوط الأول. هدف هلالي بدأ الهلاليون المباراة برغبة هجومية في وقت كانت قائمة الخليج توحي بأداء دفاعي، في محاولة منه لإكساب الثقة للاعبيه، غير أن القوة الهلالية الضاربة فرضت سيطرتها على الملعب سريعا، فبعد كرتين خطيرتين من سالم الدوسري نجح الهلاليون في هز الشباك سريعا، اخترق نواف العابد منطقة الجزاء وأرسل كرة قوية اتجهت مباشرة للقائم الأيسر ومنه للقائم الأيمن لتعود لياسر الشهراني الذي مرر الكرة لنيفيز على طبق من ذهب ولم يجد المهاجم الهلالي صعوبة في تحويلها للشباك (11). إحكام القبضة أحكم الهلاليون قبضتهم على المباراة وسيروها كما يريدون منذ البداية، وتركزت هجماتهم على اختراق مناطق الخليج من الأطراف، وعبر الكرات البينية التي تكسر الدفاع الأخضر، وهو أمر مكنه من الحصول على أكثر من فرصة كان يمكن أن تتحول لأهداف، بيد أن سوء التركيز أنقذ حارس الخليج. مع مرور نصف وقت الشوط الأول كان الهلاليون سددوا سبع كرات على المرمى مقابل كرة وحيدة للخليج.. أمر يعكس السيطرة الزرقاء المطلقة. ثلاثية زرقاء مباراة من طرف واحد، هكذا تحولت التي تحمل فيها الدفاع الأخضر العبء الأكبر، وعلى الرغم من أن الهلاليون لعبوا بتسرع وأهدروا فرصا كثيرة، سجلوا هدفين أخرين لينهوا الشوط الأول بثلاثية نظيفة، بعد كرتين أهدرهما الشمراني بغرابة عاد هداف الدوري السعودي لخمس مرات لهز الشباك، تلاعب الشمراني بدفاع الخليج قبل أن يمرر كرة (تيك- تاك) مع سالم الدوسري داخل منطقة الجزاء ولم يجد الهداف الأزرق صعوبة في تحويل كرة الرد للشباك (40), أربع دقائق أخرى وحسم الهلاليون المباراة بالهدف الثالث الذي سجله تياغو نيفيز من نقطة الجزاء إثر لمس مدافع الخليج الجديد أمينو الكرة بيده داخل المنطقة المحرمة، ببراعة وثقة عالية لعب تياغو الكرة ساقطة في الشباك (44). تبديلات هلالية استمر الحال على ما هو عليه، سيطرة هلالية وكرات مرسلة من بين مدافعي الخليج ولكن بهدوء أكبر، خاصة بعد أن ضمنوا التقدم بثلاثة أهداف نظيفة، وزج ريجيكامب بعبدالعزيز الدوسري بدلا من كريري فيما أشرك قادري تركي الخضير بدلا من الدردور المصاب. وكان ريجي أشرك عبدالله عطيف بدلا من الزوري المصاب في أواخر الشوط الأول. دخول سامراس هدأت وتيرة اللعب أكثر في منتصف الشوط الثاني من المباراة، وحول الهلاليون ما تبقى منها إلى مناورة تدريبيه، وزج ريجي بساميراس بدلا من العابد لتنشيط مهاجميه، بدا واضحا أن لاعبي الخليج تائهون في الملعب وبلا حول لهم ولا قوة أمام تفوق مضيفيهم. فرص ضائعة وفي ربع الساعة الأخير واصل الهلاليون إهدارهم الفرص السهلة، نجا الخليج من نتيجة تاريخية لو أن الشمراني استغل الفرص السهلة التي أتيحت له كما يجب، دخول سامراس أضاف المزيد من القوة على الهجوم الهلالي الذي كان بحاجة لاستغلال بعض الفرص فقط، ولكن هذا لم يحدث. أرقام ونسب سيطر الهلاليون على المباراة تماما، كان الشوط الثاني أشبه بمناورة هلالية خالصة، وبدا أن الخليج كان خارج الصورة تماما، دخل الضيوف المباراة بلا ضغوط وتوقعوا أنهم سيواجهون هلالا يمكن هزيمته، ولكن في أول ربع ساعة أكد لهم تياغو نيفيز ورفاقه أنهم على خطأ، سيطر ذوو القمصان الزرقاء على 62% من مجريات اللعب في وقت لم يتحصل فيه لاعبو الخليج على الكرة إلا على 38% وفيما هدد الهلاليون المرمى في 23 مناسبة لم يصل الخليج لمنطقة جزاء الهلال إلا في ثلاث مناسبات فقط واحدة منها كانت خطيرة، بقيت الكرة في ملعب الخليح في 40% من الأوقات مقابل 22% في ملعب الهلال و38% في وسط الملعب. وسدد الهلاليون 17 كرة على مرمى الخليج كان تسع منها باتجاه المرمى، وفي المقابل لم يسدد أبناء الدانة الكرة سوى مرتين فقط واحدة منها وصلت للسديري. كثرة التحضير كان الهلال قادراً على إضافة المزيد من الأهداف لو أنه كان أكثر تركيزا، على الرغم من أن التهديد الحقيقي الأول كان خليجيا بتسديدة من عبدالله السالم الذي استغل إبعاداً سيئا من الزروي أوصل الكرة له على مشارف منطقة الجزاء ليسدد كرة قوية تصدى لها السديري ببراعة (6)، استلم الهلاليون زمام المباردة فتلاعب سالم الدوسري بمدافعي الخليج قبل أن يخترق منطقة الجزاء ويقترب من المرمى ولكن على الرغم من أن الحارس مسلم آل فريج ضيق الخناق عليه إلا أنه فضل التسديد في زاوية ضيقة بدلا من التمرير لزملائه فتصدى لها الحارس (8)، وروض سالم الكرة ببراعة قبل أن يسدد كرة من على الطرف الأيسر لمنطقة الجزاء مرت من فوق القائم (22).. وبعد أقل من دقيقة تحصل نيفيز على الكرة من على مشارف منطقة الجزاء وحاول لعب كرة ساقطة بيد أن كرته مرت فوق القائم. اختراق الشمراني اخترق الشمراني منطقة الجزاء وانفرد بالمرمى، بيد أنه سدد إلى جوار القائم (25), ومرة أخرى انفرد سالم الدوسري بالحارس آل فريج وحاول تجاوزه إلا أن الحارس الشاب عرف كيف يضيق الزاوية على المهاجم الهلالي حتى وصل رفاقه وتحصلوا على الكرة (34), وقبيل نهاية الشوط الأول لعب نيفيز كرة عرضية على طبق من ذهب للشمراني ولكن الهداف الهلالي فشل في الوصول للكرة فمرت من أمام المرمى (37). عرضيات نيفيز ارتفعت وتيرة الفرص الهلالية المهدرة في الشوط الثاني. فلعب نيفيز كرة عرضية ارتقى لها الشمراني بيد أن رأسية الهداف الهلالي اتجهت لجوار القائم (50)، ورد الخليج بكرة عرضية سددها أمينو برأسه ولكن في متناول أيدي الحارس الهلالي (64)، وعاد الهلاليون لمسلسل الفرص المهدرة بكرة لعبها الدوسري بذكاء للشمراني الذي اخترق منطقة الجزاء وواجه الحارس قبل أن يرسل الكرة إلى جوار القائم (70)، مرة أخرى أهدر الشمراني فرصة لا تضيع عندما اخترق نيفيز ملعب الخليح ولعب كرة عرضية مرت أمام الشمراني قبل أن تصل لسالم الذي سدد في أقدام المدافعين (77)، بعدها أظهر سامراس مهارة عالية عندما تلاعب بثلاثة لاعبين من الخليج في وقت واحد قبل أن يقدم الكرة على طبق من ألماس للشمراني الذي كان على بعد مترين من الشباك ولكن هداف الهلال لم يتعامل مع الكرة كما يجب. لمحات من تياغو ظهر لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال تياغو نيفيز بمستوى أعاد للأذهان تياغو الذي يعرفه الهلاليون جيدا، ليس الهدفان اللذان سجلهما فقط هما مصدر تألق نيفيز بل صناعته لأربع فرص محققة للتسجيل لم يحسن سالم الدوسري ولا ناصر الشمراني التعامل معها. دخول سامراس أبعد كثيراً من الضغط الذي كان يثقل كاهل نيفيز فتفرغ لصناعة اللعب بشكل أفضل.