حفل الأسبوع الماضي بعدة نقاط مضيئة، تلألأ بعضها في سماء طيبة الطيبة في حدث إيماني وروحاني أعاد للأذهان تلك الأيام الخوالي التي كان فيها أمثال أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي. الشيخ البدير وحنين الجذع أحسنت قناة العربية عندما قدمت اللحظات التى امتلأت حيوية وأريحية وفيضا من الإيمانية عندما وقف الشيخ البدير بعد غياب 3 أشهر وكأنه لم يصدق أنه عاد لمحراب مسجد رسول الله ووقف وهاجت أشجانه وامتلأت النفس بلواعج الشوق والمحبة.. وتلك المشاعر اكتظت في صلاة العشاء.. وكان المشهد مؤثرا بل وبالغ التأثير، إذ انتابت الرجل موجة من البكاء كانت هي أصدق تعبير أسعفه في أن يترجم لواعج الشوق والحب الكبير لهذا المكان وسيده عليه الصلاة والسلام.. فبكى فأبكى.. وكان أصداء تلك الوقفة مؤثرة في جمهور كبير.. الذي تابعه حتى خروجه من المسجد فرحين مسرورين بعودته من جديد.. وأن يقف مع الزمرة المباركة من زملائه يؤدون شرف الإمامة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حنين الجذع أريد أن أقول إن من يقرأ التاريخ يقف مشدوها أمام حادثة حنين الجذع.. الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتكز عليه أثناء خطبة الجمعة.. وبعد زمن اقترح صحابة رسول الله أن يبنوا له منبرا يعلو عليه.. عبارة عن ثلاث درجات.. فكانت المفاجأة المدهشة التى استرعت انتباه التاريخ.. ظل الجذع يرسل أنينه حنينا وبكاء على فراق رسول الله الذى تحول عنه ثماني خطوات فقط.. وظل يواصل الأنين حتى أثر على سمع المصلين.. فأوقف النبي خطبته ونزل من على المنبر وأقبل على الجذع.. وأخذ رسول الله يربت على الجذع ويمسح بيده الشريفة عليه.. حتى أخذ الجذع يهدأ شيئا فشيئا حتى سكت.. وضمه إليه وخاطبه وخيره بين أن يكون شجرة مثمرة في الدنيا لا تفنى حتى قيام الساعة وأن يكون معه في الجنة.. فاختار الجذع أن يكون مع النبي في الجنة.. أردت هنا أن أكشف صورا عميقة تشع بالإيمان والصدق وبما لا يخطر على بال البشر ويصعب تصديقها.. ولكن يحضرني قانون سيدي عمر بن الخطاب.. الذي قال للحجر الأسود إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.. أقصد من هذا أن ديننا الحنيف مليء وثر بالصور الناطقة في الإنسان وفي الحيوان وفي الجماد فقط تحتاج إلى المتأملين الدارسين الذين تملأ جوانحهم منابع الإيمان والرحمة. من هنا نحمد الله على سلامة الشيخ البدير وعودته سالما وعلى تلك المشاعر التي تأججت بين جوانحه التي شاركه فيها الملايين.. وأن ما زال في الأمة بقية من المشاعر المضيئة التي تتغذى بالطاقة الروحية الإيمانية. الثقفي وقراراته الصارمة ومن النقط المضيئة أيضا ما تابعته الجماهير ليس تشفيا وإنما إقرار بواقع كنا نتمناه أن يبسط سلطانه من أجل الوقوف في وجه الأخطاء وفي وجه الفساد الإداري الذي في مقدمته التسلط غير المبرر وسوء التعامل مع المعلمات والإداريات والمراجعات ورفضهن أوامر المسئولين في التعليم لقبول الطالبات من المواطنين والمقيمين. ركز القرار على أن التوجيهات تقضي بأهمية التعامل الإنساني وفق المقتضيات الوظيفية مع جميع العاملين والعاملات، كما تقضي بضرورة خدمة المستفيدين واستقبالهم الاستقبال اللائق وتقديم الخدمة المثالية لهم، وتسهيل قبول الطلاب والطالبات وفق التوجيهات الصادرة في هذا الشأن. فكان قرار المدير العام للتعليم بجدة عبدالله بن أحمد الثقفي بإنهاء تكليف ثلاث مديرات مدارس بجدة عبرة لمن يعتبر وتصحيحا للمسار.. وحسبي الله ونعم الوكيل.