عندما يذكر اسم سلمان بن عبدالعزيز سرعان ما تلوح في الأذهان صور ذهنية حُفرت في ذاكرة أبناء الوطن لهذا المليك الاستثنائي الفذ الذي ساهم بعمله وقوله وفكره في بناء وطن كان عبارة عن قرى متناثرة في صحراء قاحلة، إلا أنه تحول بعزيمة الرجال إلى دولة من أكثر دول العالم تطوراً ومن أهمها مكانة سياسياً واقتصادياً ودينياً. أسس هذا الكيان رجل يعد واحداً من أقدر وأعظم رجال التاريخ وملوك الأرض هو الملك عبدالعزيز الذي انطلق من الكويت لاستعادة ملك أبيه وأجداده وهو يحمل مشروعاً حضارياً ودينياً كبيراً، واستطاع بفضل الله تعالى تتويج الإسلام دستوراً ومرجعاً في كل نواحي الحياة.. وعمل أبناؤه من بعده جاهدين لتطوير هذا البلد. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حاضراً في كل فصول ومراحل هذا التطور مساهماً فيها بشكل فاعل ودؤوب، وقد حباه الله سبحانه وتعالى الكثير من مناقب وصفات والده موحد هذا الكيان، لا تتوقف فقط عند صفة واحدة أو هيئة أو شكل، وإنما يردد المعايشون للملكين وجود تشابه كبير بينهما في الشكل وأسلوب العمل. نعرف جيداً مدى حب الشعب السعودي والخليجي لسلمان، ولمسنا ذلك في استفتاءات سابقة عن حب الناس لهذا الرجل العظيم، من ضمنها حين وفاة ابنيه الأميرين الراحلين فهد وأحمد، رحمهما الله، عندما نفرت كل عواصم الخليج وشعوبها وامتلأت شوارع العاصمة بالمعزين لأمير الرياض آنذاك. وأحد أسباب حب الناس لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- سجية الوفاء اللامحدود وقلبه الكبير لأخوته وأسرته وشعبه. كل ما أعطى هذا المليك أو بذل من جهد جهيد هو - من وجهة نظري - أغلى من المال، وقد بذل الكثير من المال لعلاج المرضى وتسديد الديون وتفريج هَم المكروبين. أكتب عن صفاته -حفظه الله- وأنا مطلع على كل ما بذله هذا الملك منذ٣٠ عاماً ونيف، هو قائد استثنائي ملهم.. وملتزم بشكل واضح وجلي في السير على خطى أسلافه الميامين والتمسك بنهج الدولة الديني، صارمٌ في قراراته حازمٌ وعادلٌ بها، بما يمكنه من قيادة البلاد وإدارة شؤون الناس بسلاسة وبأسلوب فذ وقدرة نادرة بإذن الله. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- يجيد وبشكل مذهل إدارة الوقت بحنكة واقتدار، حتى يخيّل إلي أن يومه يساوى ٤٨ ساعة وليس ٢٤، وإلا كيف أنه يستطيع أن ينجز كل هذه الأعمال والمسؤوليات الكثيرة في اليوم الواحد، كما أعجب عندما أراه -حفظه الله– رغم كثرة مشاغله - يعود المرضى في المستشفيات ويحضر المناسبات العامة والخاصة ويتواصل بشكل دائم مع إخوته وأخواته وأفراد أسرته وشيوخ القبائل والأعيان والوجهاء، وكأنما هو متفرغ فقط لواجباته الاجتماعية. أصدر العديد من قرارات خير المباركة.. قرارات تنم عن حكمة وحنكة نادرين وبُعد نظر.. تبشر جميعها باستقرار سياسي في بيت الحكم، وتوافق ولحمة وطنية تطمئن كل أبناء شعبه. بل صبت جميع هذه القرارات في مصلحة الوطن والمواطن، شاملة لكل فئات المجتمع وكافة مؤسسات النفع العام وبلا استثناء، بما فيها الرياضية ودور الأدب، مما انعكس بشكل واضح على رضا الشعب وقواه المعنوية.. وبات كل لسان يبتهل بالدعاء للمليك بالتوفيق والسداد من الله تعالى. فهنيئاً لنا بـ(سلمان بن عبدالعزيز).. وهنيئاً لسلمان بشعب بايعه بيعة صادقة على السمع والطاعة.