قبلأربعين عاماً في الولايات المتحدة بدأ جدل بشأنما يعرف بـ"متلازمة المطعم الصيني"، فبعد تناول الطعام كان الزبائن يشتكون غالباً من صداع ودوار. وقد عزي ذلك إلى استخدام المطبخ الآسيوي توابل "غلوتومات"بكثرة، التي قد يعاني بعض الناس من حساسية تجاهها. حين تمر بأحد المطاعم الشرقية تجذبك الرائحة الزكية للدخول حتى إن لم تكن جائعا، وهذا طبيعي لأن الطعام المتبّل والمغرق بالمطيبات ذو مذاق شهي يجذب الناس. لكن بعض المطيبات قد تنتج أثارا جانبية ضارة ومنها توابل غلوتومات. ويُنتج العالم نحو مليوني طن سنويا من غلوتومات، وهي مادة خطرة بالنسبة للبعض وتسبب لهم البدانة والمرض، في حينيعتبرها آخرون مادة مهمة تضاف للتوابل. وعلى كل حال يجب عدم استخدام غلوتومات بديلا عن ملح الطعام أو كتوابل وحدها. ويوصي الخبراء عمومابالتقليل دائما من تناول المأكولات الجاهزة، والأفضل هو طهي الطعام بأنفسنا. من هنا وبدلاً من تناول طعام متبّل بهذه المادة يمكن استخدام أعشاب وتوابل طبيعية لطعام نعده بأنفسنا. " يخشى المتخوفون من استخدام هذا النوع من التوابلأن تناولها بكثرة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو شلل باركنسون " مادة مضرة وتظهر هذه المادة بشكل طبيعي في جسم الإنسان، كما تكمن في أطعمة كالطماطم والفطر وجبنة بارميزان، ولكن هذا لا يعني أنها ليست مضرة. الأطعمة الطبيعية تحتوي غالباً في بروتيناتها على غلوتامات متصلة، لكننا نتناولها صناعية أو مضافة أو حرة، وهذا بالذات ما قد يؤدي إلى عدم تحملها. وفي هذا السياق يقول خبير التغذية الدكتور ماثياس ريدل إنه يجبعلينا التمييز، فهناك غلوتامات كناقل عصبي في الدماغ ويتم إنتاجه في الجسم، وهو مهم جداً لنقل الإشارات في الدماغ، ثم هناك غلوتامات صناعية تدخل الجسم مع الأطعمة، وهي شيء آخر تماماً وتختلف عن الأول بشكل واضح. وباعتبارها توابل، تضاف غلوتامات إلى منتجات الحساء الفوري ومكعبات المرق ومنتجات السجق والوجبات الجاهزة، وحتى في مواد أخرى مثل مستخلص الخميرة أو النكهات والتوابل الصناعية أو مقويات النكهة أو مستخلص التوابل. ويخشى المتخوفونمن استخدام هذا النوع من التوابلأن تناولها بكثرة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو شلل باركنسون، لأن من يعاني منهما في العادة يكون تركيز الصوديوم الداخلي لديه متغيراً. ومع ذلك، لا توجد أدلة حتى الآن على أن هذه التوابل تضر بالأعصاب، بل وفوق ذلك يُعتقد أن غلوتامات التي تأتي من المواد الغذائية لا يمكنها أبداً أن تصل إلى المخ عن طريق الدم بسبب الحواجز الدموية في الدماغ. " أظهرت دراسة في الصين أنه كلما ارتفع معدل استهلاك غلوتامات زاد الوزن " السمنة النوع الثاني من المخاوف مصدره الشك في أن هذه التوابل تسبب السمنة بشكل غير مباشر، إذفي التجارب المختبرية أصبحت الفئران التي تغذت على غلوتامات أكثر شراهة للطعام، إذ أغلقت المادة مستقبلات "هرمون التشبع"، أو الليبتين عندها. كما أظهرت دراسة في الصين أنه كلما ارتفع معدل استهلاك غلوتامات زاد الوزن. ويحذر ماثياس ريدل من عواقب لا يدركها كثير من الناس أثناء استخدامهم توابل تحتوي على هذه المادة، فغلوتامات توابل رخيصة وتزيد من حرارة الأطعمة، وهي قادرة على تحويل عاداتنا الغذائية إلى عادات غير صحية. وينصح الخبير الألماني بضرورة تقليل استهلاك هذه المادة قدر الإمكان.