دعا رئيس مركز أبحاث «أميس» في وكالة ناسا بيت وردين المملكة إلى سرعة الانتقال إلى المعرفة وذلك على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مؤكِّداً لـ «الجزيرة» امتلاك المملكة لجميع المقومات الأساسية التي يمكن أن تؤهلها لخوض التجربة بنجاح، لافتا إلى أهمية ذلك بالنسبة لدولة بحجم المملكة لتبقى في دائرة المنافسة. جاء ذلك على هامش جلسات منتدى التنافسية الثامن وأضاف رئيس مركز أبحاث «أميس» في وكالة ناسا معددًا مميزات المملكة التي يمكن استثمارها في هذا الجانب بقوله « بداية إن المملكة تمتلك موارد مالية كبيرة يمكن أن تستثمرها في مجال البحث العلمي مشيدا ـ في الوقت نفسه ـ بالدور الذي تقوم به مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية فهي ـ بحسب رأيه ـ تعتبر مدينة عالمية إلى جانب جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والتي تعتبر من الجامعات العالمية وتتميز بسمعة عالمية جيدة». وتابع رئيس مركز أبحاث «أميس» في وكالة ناسا حول مميزات المملكة «إلى جانب ذلك تمتلك المملكة أهم الموارد ألا وهي الموارد البشرية والعقول البشرية التي شهدت في السنوات الأخيرة نموًا كبيرًا مطالبًا المملكة بضرورة بذل جهود أكبر لاستثمار الشباب عن طريق التعليم والتدريب الجيد ودعمهم للدخول في مجالات جديدة». واستدرك «ومع ذلك لا بُدَّ أن تمتلك المملكة الرغبة الجادة في خوض التجربة ناصحا بعدم المغامرة بالدخول في تطبيق مجال نقل المعرفة ما لم تعقد شراكات قوية ومثمرة مع الدول الأخرى التي تمتلك خبرة ناجحة وجيدة للاستفادة منهم في مجال نقل المعرفة ولتعزيز قدرتها على مواجهة المخاطر». وختم حديثه لـ«الجزيرة» بدعوة المملكة إلى ضرورة دعم المشروعات التكنولوجية واستثمار مزيد من الأموال في الخارج مؤكِّداً أهمية جذب استثمارات نوعية ومتخصصة في المجال إلى المملكة من خلال عقد مزيد من الشراكات التجارية والاقتصادية. يذكر أن المملكة قد بدأت فعليا منذ خطة التنمية الثامنة (2005 ـ 2009) أولى خطواتها لنقل اقتصادها من اقتصاد قائم على البترول إلى اقتصاد قائم على المعرفة وهذا ما أكدت أيضاً خطة التنمية التاسعة (2010 ـ 2014) من خلال التوجه إلى اقتصاد المعرفة والاستثمار المعرفي. وكان وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر أكد في سبتمبر الماضي عقب إقرار مجلس الوزراء خطة التنمية العاشرة اهتمام المملكة بتسريع خطة التحول نحو اقتصاد المعرفة ومجتمع المعرفة الذي تعد فيه المعرفة المحدد الرئيس للإنتاجية والنمو الاقتصادي، مشددا على أن ذلك خيارا استراتيجيا نحو التنمية المستدامة والتي تعتمد على التقنية والابتكار مبينا أن هذا التوجه متوج بحجم الإنفاق الهائل في السنوات الأخيرة على التعليم والتدريب، انطلاقا من الإيمان بأن مخرجات العملية التعليمية والتدريبية هي أهم أسس ومرتكزات نجاح الاقتصاد القائم على المعرفة.