في خضم الأحداث والمواقف التي مررنا بها حزناً على رحيل والدنا الكبير أبي متعب - رحمه الله - حتى انتقالنا من ذمته إلى ذمة سلمان بن عبدالعزيز ولياً للأمر بالعهد له بالسمع والطاعة، كان هناك خبر آخر تتناقله الرياض بكل حروفها وأركانها، وهو خبر نُشر على شكل عبارة واحدة شكراً تركي بن عبدالله، هذا الصقر من آل سعود الذي ما إن عرفناه حتى عرفناه اختزالاً للوقت والمكان، وكأننا به على معرفة منذ أعوام طويلة في حيز بسيط من المكان يجمعنا. تركي بن عبدالله حين خبرناه نائباً لأمير الرياض، ومن ثم أميراً لها، اليوم يعود إلى القاعدة الأساسية جندياً من جنود الحق والوطن، وهو في كل لحظة يأتي بها ذكره قولاً أو عملاً تزداد في قلوبنا محبته وفي عقولنا القناعة بأنه الرجل المناسب دائماً. كم مؤثرة تلك المواقف والتجارب التي عشناها مع سموه ونحن نتعلم من أحد خريجي مدرسة عبدالعزيز المؤسس ومن أبي متعب - رحمه الله -، في كل لحظة منها كانت لكل واحد فينا معه حكاية. واليوم ونحن في ذمة سلمان الخير والشهامة، نمضي نحو دروب العز والفخر والبناء، فإن تركي بن عبدالله على عهده بروحه العسكرية المعطاءة وفكره النير بأن الإصرار والتحدي حين يكونان لعمل الخير فإن النجاح - بإذن الله عز وجل - لا بد أن يكون حاضراً. كثيرة تلك المواقف التي عشناها مع تركي بن عبدالله، لكنني كلي ثقة بأنها ستكون أكثر وأكثر في قادم الأيام. أسرنا تركي بن عبدالله في الله محبة، وفي الوطنية أخوة، وفي العمل قدوة.. المدح في الرجال حين يستحقونه واجبٌ، وفي مثل تركي يكون الواجب.. المدح ليس لأجل المدح وحده، وإن كان جميلاً، بل من ورائه دروس مستفادة، نسعى إليها، أهمها هذه النماذج من رجالات الوطن التي وجب علينا أن نخبر ونبلغ شباب الوطن كله عنهم؛ ليقتدوا بهم، ويحذوا حذوهم، ويعملوا جيداً في بلاد الحرمين الشريفين وتحت راية التوحيد والبيعة لخادم الحرمين الشريفين.. فإن أرض السعودية خصبة ولادة، لا تنجب إلا أسوداً يعشقونها كما تعشقهم. تركي بن عبدالله وما مررنا معه به، ومما عرفناه عنه، يجعلنا متأكدين أن كل هذا لم يكن إلا حرفاً في رواية، والرواية طويلة، كلها كلمات عمل وتميز ونجاح وطموح.. التاريخ ليس ما مضى، بل هو الحاضر الذي نعيشه اليوم بانتظار المستقبل، والمستقبل في لغة وطني دائماً قريب.. أحب الشعر، ولست بشاعر، لكني بمثل هؤلاء من آل عبدالعزيز وددت لو أني حُبيت بنعمة الشعر رغم أني أحمد الله دائماً على نعمة أجمل وأجل.. نعمة العقل والإيمان، الإيمان والعقل، كلاهما واحد، ومن حيث بدأت بأي منهما فأنت على صواب. وإلى تركي أقول مكرراً: شكراً لك، والقادم يجمعنا على حب الوطن دائماً.