السحر علم عرف عند كثير من الأمم وعلى مر التاريخ، حيث يستخدم بطرق مختلفة ولأغراض عدة.. منها ما يعرف بسحر العطف وغيرها من المسميات التي تختص بهذا العلم المحظور شرعًا، ونبهنا الإسلام من التعاطي فيه أو الإقبال عليه. والمضحك اليوم أن العرب قد أصيبوا بنوبة من الهلوسة بشأن هذا الموضوع فصاروا يضعون السحر أو الحسد كأسباب ومبررات رئيسية لإخفاقاتهم، حتى صوروا الأمراض النفسية على أنها من السحر أو الجن، والمصيبة اليوم أن من الرياضيين العرب من علق أسباب فشله في هذه الأمور التي نؤمن بوجودها ونختلف في حجم تأثيرها وانتشارها. وقصة صاحب الهدهد ليست ببعيد حينما نشر تغريداته في تويتر حول ناد خليجي زاعمًا أنه وصلته بعض الأخبار التي تشك بوجود عمل سحر في داخله قام بوضعه أحد العاملين فيه، علمًا أن النادي المسحور حقق دوري بلاده إضافة إلى بطولة كأس لأن إدارته تحركت في سوق الانتقالات على نحو جيد فبطل السحر الذي عمل له.. هذا غير قصة سمعتها عن جاره النادي الآخر الذي قيل إنه استعان بشيوخ ينفثون في الملعب وفي غرف ملابس اللاعبين لتردد الإصابات على بعض نجومه. ومن قصص الهلوسة حدثني لاعب يتهم ناديًا بأنه لا يخوض مبارياته إلا بحضور ساحر وأنه شخصيًا تضرر من سحر وضع له وكان سبب خروجه من ناديه الذي يعد من الأندية البارزة على مستوى المنطقة، علمًا أن اللاعب انتقل لعدة أندية صارت له فيها مشاكل أسبابها انضباطية. وحديث هذا اللاعب إنما يذكرني بالقصة الأسطورية التي كنا نتناقلها ونحن صغار بأن الهند هزمت البرازيل بعشرات الأهداف منذ عقود بفعل السحر، علمًا أن الهند ليس لها فوز أصلًا على البرازيل، فضلًا عن قصة عشرات الأهداف التي نتسلى بها كما يتسلى صديقنا اللاعب في الحديث عن السحر الذي أبطل سحر تعامله مع الكرة. وهنا لا نلغي حقيقة حضور السحرة إلى الملاعب لأنه أمر حادث، حيث عرف عن منتخب الإكوادور أنه أحضر ساحرًا في مونديال ٢٠٠٦ لكن من فاز بكأس العالم حينها إيطاليا ومشاركة الإكوادور في المونديال ربما أنت عزيزي القارئ لا تذكرها، حيث خرجت الإكوادور من الدور ثمن النهائي خاسرةً على يد إنجلترا ١-٠. لهذا يجب أن نعلق أمرنا أولًا بالله ونتوكل عليه ثم نجتهد بما يسره الله لنا في أعمالنا كلها ولا نجعل فرصةً لهذه الأفكار السلبية أو مروجيها أن ينالوا منا. ولو أن السحر به تحقق الإنجازات وبسببه تسقط الفرق لكانت الدول الشهيرة بأعمال السحر هي المتسيدة رياضيًا، ولكن الواقع يقول إن الدول التي تحظى بمواهب كثيرة وبإدارة رياضية فذة هي الناجحة في عالم الرياضة.