وتابع اليعقوبي، الذي تحدثتCNNمعه من مكان وجوده بالعاصمة المغربية، الرباط، بالقول: "شهادة معاذ اليوم تمثل بالنسبة لي مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب وعلى داعش الذي يريد أن يبث الخوف والرعب في قلوب أعدائه من المسلمين وسائر الشعوب، ولكن ما حصل معاكس تماما، فشهادة معاذ وحدت المسلمين حول العالم - وأشدد هنا على المسلمين – ضد داعش الذي لم يعد هناك أدنى شك لدى الناس بأنه لا يمثل الإسلام، بل يمثل الوحشية والتطرف." وعن مدى ثقته بتأثير اعتراضات رجال الدين السنة على داعش بأولئك الذين قد يعتبرونه تنظيما يخدم الإسلام ويفكرون بالتالي بالانضمام إليه رد اليعقوبي بالقول: "أنا على ثقة بأن الناس الذين يقفون في منتصف الطريق اليوم، وكذلك الكثير من مقاتلي داعش، يسمعون اليوم الأخبار عن إعدام التنظيم لرفاق لهم حاولوا العودة إلى بلدانهم والانشقاق عن داعش، ولذلك أنا على ثقة بأن تضحيات معاذ لم تذهب هباء، هو شهيد وشهادته تمثل مرحلة جديدة من الصراع." وتابع اليعقوبي بالقول: "سيكون هناك الكثير من الانشقاقات عن داعش الذي خسر الأرضية التي يزعم أنه يقف عليها، وهي أرضية تمثيل الإسلام.. هذا ليس الإسلام، فالنبي محمد أوضح بكل حزم أنه لا يحق لإنسان حرق إنسان آخر، بل إن الإسلام لا يبيح القيام بذلك بحق الأعداء الأحياء أو الأموات، الأمر يتعلق بالإنسانية وبطريقة معاملة أسرى الحرب، وبالمناسبة، فإن معاذ لم يقتل أي مدني، فالذين قتلوا من المدنيين في الرقة سقطوا بقصف مدافع وطائرات نظام الأسد وليس خلال مهمات معاذ الذي كان يواجه هدفا محددا وينفذ واجباته وقد مات بشجاعة." وعن سبب اختيار داعش القيام بتلك العمليات المروعة رغم تحريم الإسلام لها أوضح اليعقوبي أن الهدف هو إخافة المسلمين وبث الذعر بنفوسهم قائلا: "هم (مقاتلو داعش) يعرفون أنهم محاطون بالمسلمين وأن المسلمين يعادونهم، وهم يريدون من الناس أن يشعروا بالخوف منهم ويظنون أن بوسعهم ممارسة الحكم عبر نشر الذعر. هذا الأمر فشل على مدار التاريخ وسيفشل معهم أيضا. قتل معاذ بهذه الطريقة الوحشية سيعلن نهاية تنظيم داعش الذي وقع بنفسه إعلام وفاته لأن الإسلام دين السلام، وحتى في وقت الحرب هناك قواعد يجب تطبيقها، فالنبي كان ينهى عن التمثيل بالجثث حتى في الحروب فما بالكم بتعذيب الأحياء أو إحراقهم!!! هذا أمر مخالف للإسلام كليا." وعن الرسالة التي يحملها اليوم للسوريين بعد دعوته لهم إلى الثورة ضد داعش وعدم تصديق كذبة اتباعه للدين الإسلامي قال اليعقوبي: "بدون وجود قوات عسكرية على الأرض فإن داعش لن يُهزم، والسوريون هم الذين عانوا الأمرين من داعش ومن الأسد على حد سواء، لذلك فعلينا توحيد السوريين معا ضد الأسد وداعش، والطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي عبر التخلص من الأسد ومن ثم القضاء على الإرهابيين الذين لا يشكل السوريون في صفوفهم إلا أقلية محدودة العدد في حين أن غالبيتهم من الأجانب." وتطرق رجل الدين السوري أيضا إلى الوضع في العراق قائلا: "العراقيون بدورهم يعانون جراء ما يفعله التنظيم وأظن أن وضع أسس للعدالة وتغيير الوضع القائم بالنسبة للسنة في العراق سيساعد السنة على القتال ضد داعش والانضمام إلى التحالف المعارض له فالسوريون يدركون ما أتحدث عنه وقد قتل المئات منعهم على يد تنظيم داعش الذي يعمل على قطع رؤوس السوريين والمسلمين والسنة." وحدد اليعقوبي الطرق التي يجب اتباعها للقضاء على داعش بالقول: "أولا يجب الترويج للأيديولوجيا الدينية الإسلامية الصحيحة، والإظهار للناس بأن داعش لا يمثل الإسلام، ثانيا نحتاج إلى قوات برية على الأرض لإلحاق الهزيمة بالتنظيم، وعلينا توحيد السوريين والحصول على دعم ميداني لقتال داعش، وقد رأينا الهزيمة الأولى للتنظيم في عين العرب – كوباني، وهذه بداية الهزيمة الشاملة له، خاصة وأن خسر عدة جولات من القتال في العراق. لقد كان التنظيم يعتقد أنه لا يهزم ولكن اتضح زيف ذلك للجميع. يقولون إن الدولة باقية، ولكن النهاية قريبة."