استنكرت وزارة الداخلية التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة، إطلاق الجيش المصري صباح أمس النار «في شكل مباشر ومتعمد على موقعين لقوات الأمن الوطني الفلسطيني المكلفة حراسة الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر». لكن مسؤولاً عسكرياً مصرياً نفى اطلاق نار على غزة. وتظاهر مئات من أنصار «حماس» مساء الإثنين في غزة رفضاً لقرار مصر إعلان «كتائب القسام»، الجناح العسكري للحركة، مجموعة «إرهابية». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البُزم في تصريحٍ صحافي، إن إطلاق النار كان «مباغتاً ومن دون أي مبرر أو وجود أي خرق من الجانب الفلسطيني». وأضاف أنه «تم إجراء عدد من الاتصالات مع الجانب المصري احتجاجاً على ما جرى، ومطالبتهم بفتح تحقيق في الحادث». ووصف البُزم الحادث بأنه «مؤشر خطير يستوجب فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين في ذلك» من السلطات المصرية. لكن مسؤولاً عسكرياً مصرياً نفى لـ «الحياة» استهداف قوات الجيش أي أهداف داخل غزة. وقال: «ما تردد في هذا الشأن عار تماماً من الصحة»، لافتاً إلى أن «مواجهات اندلعت مع مسلحين قرب خط الحدد الدولية لكن مرمى النيران لا يصل بأي حال إلى قطاع غزة». وانفجرت عبوة ناسفة جنوب مدينة رفح قرب الحدود مع قطاع غزة، قبل مرور رتل أمني في الموقع بدقائق. وكانت العبوة تستهدف على ما يبدو الرتل الأمني. وقتل شاب برصاص مجهول المصدر قرب الحدود الدولية بين مصر وغزة. وقالت مصادر أمنية إنه نقل جثة هامدة إلى مبرد مستشفى رفح. ويأتي الحادث بعد أيام قليلة على إصدار محكمة الأمور المستعجلة في العاصمة المصرية قراراً باعتبار «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» «منظمة إرهابية». وتظاهر مئات من أنصار حركة «حماس» مساء الإثنين في قطاع غزة رفضاً للقرار المصري. وحمل المتظاهرون أعلام الحركة الخضراء هاتفين: «حماس ليست إرهابية» و «حماس فخرنا»، وساروا في مدينة جباليا بشمال غزة. واعتبر النائب والقيادي في «حماس» مشير المصري، أن القرار الذي أصدرته محكمة مصرية السبت «مسيَّس» ويهدف الى «إخفاء الفشل وانعدام الأمن في مصر حاليا»، و «لا يخدم إلا الاحتلال» الإسرائيلي. وجاء الحادث في ظل توتر شديد في العلاقة بين مصر و «حماس»، التي تُعتبر جزءاً من جماعة «الإخوان المسلمين» التي حظرت السلطات المصرية نشاطاتها وتصفها بأنها جماعة «إرهابية». وتقول وسائل إعلام مصرية إن «حماس» متورطة في «أنشطة إرهابية» فوق الأراضي المصرية، بخاصة في شبه جزيرة سيناء، التي تشهد عمليات مسلحة دموية ضد الجيش والشرطة المصريين، لكن الحركة تنفي ذلك جملة وتفصيلاً، وتؤكد أن سلاحها موجه فقط ضد إسرائيل، ولا تتدخل في الشأن المصري الداخلي.