×
محافظة عسير

معاينة مدرسة تنتهي بضرب لجنة حكومية

صورة الخبر

كانت بشاعة الجراحة لا يتصوّرها العقل، عندما كان المريض مضطرًا إلى أن يبقى وهو واعي الحواس، بينما كان الجراح ينشر عظامه لبتر عضو مصاب من أعضائه، لا شك أن المقدرة على وضع حدٍّ لهذه الآلام المبرحة هي إحدى أهم وأعظم الهدايا والهبات التي يستطيع أي إنسان أن يقدمها لإخوانه في الإنسانية. إن «وليم مورتون» شخصية لها تأثير أكبر من كثير من الرجال المشهورين، لأنه المسؤول الأول عن استعمال البنج في العمليات الجراحية، «وليم مورتون» بدأ في ممارسة طب الأسنان في جامعة بلتيمور، ثم اشترك مع طبيب آخر يدعى «هوراس ويلز»، كان له أيضًا اهتمام بالتخدير، وقد بدأ ويلز باستعمال أوكسيد النيتروجين (ويُدعى الغاز المُسبِّب للضحك) كمادة للتخدير، وقد حاول «مورتون» استعمال مادة أقوى من أكسيد النتروجين الذي استعمله شريكه لتخدير أسنان مرضاه، فحاول استخدام «الايتير»، فجرّبه على كلبه المُدلَّل، ثم على نفسه، ثم جرّبه في خلع درس أحد زبائنه، فنجح في ذلك، لأن الزبون لم يشعر بأي ألم أثناء وبعد خلع ضرسه، وهكذا فقد رأى «مورتون» النجاح والثروة بأم عينه، ومع أن العملية نجحت إلاّ أن الصحف لم تنشر عنها شيئًا في اليوم التالي، فقد كانت الحاجة تقتضي عملاً إعلاميًّا أكبر، ولذلك اتفق «مورتون» مع أحد الأطباء الجرّاحين وهو الدكتور «وارن» رئيس الجراحة في مستشفى بوسطن، بأن يجري عملية جراحية يستعمل بها «الايتير»، لتكون دعاية للاختراع الجديد، فنجحت تلك العملية كما نجحت عملية أخرى لإزالة ورم من رقبة أحد المرضى، وهكذا ذاع صيت «مورتون والايتير»، ومنح براءة الاختراع، وتوفي فقيرًا في مدينة نيويورك سنة 1868 في التاسعة والأربعين، وترك عملاً إنسانيًّا وهبة للإنسانية لا تُقدَّر بثمن. Hussain1373@hotmail.com