×
محافظة مكة المكرمة

لجنة في الطائف تستكمل دراسة اطلاق سراح 200 سجيناً شملهم العفو الملكي

صورة الخبر

«موضة» جديدة تجتاح الأسر والأفراد في السعودية، وهي تغيير الأسماء بحجة أنها قديمة وأنه لا بد من «مواكبة العصر». وصلت هذه «الموضة» إلى مرحلة متقدمة تكاد تقترب من الظاهرة، لتفشيها بين النساء أكثر من الرجال. ويجري تغيير الاسم للنساء قبل الزواج أو بعد التخرج. في المقابل، بدأ الشبان تغيير أسمائهم من «عادية»، وفق رأيهم، إلى «جميلة» من وجهة نظرهم، علماً أن الاسم الجديد ربما يكون أقل جمالاً من القديم. وبعدما كان الاسم يقع ضمن قائمة الأمور «غير الاختيارية» للشخص، لم تعد هذه القاعدة سارية أمام رغبات التغيير التي انصاع لها معظم الشبان في المجتمع السعودي المعاصر. علل فارس (27 سنة)، الذي كان اسمه سالم سابقاً، التغيير الذي أيّده بعضهم ورفضه آخرون على مستوى العائلة، وخصوصاً الوالدين اللذين اختارا اسمه الأول، بأن التغيير مقبول لاحقاً، على رغم أنه احتاج إلى وقت طويل كي يعتاد عليه الناس من حوله. وتعزو هديل (22 سنة)، فاطمة سابقاً، تغيير اسمها إلى «التطوّر والتقدم»، من وجهة نظرها. وكانت اعتمدت اسمها الجديد في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تلجأ إلى «تثبيته» رسمياً لدى «الأحوال المدنية». وعلى رغم أن إيثار (31 سنة) تحمل اسماً يُصنف حديثاً وجميلاً على حد قول والدتها، فإن هذه المميزات لم تشفع له بالنجاة من التغيير، إذ قررت -بعد مشاورة بعض الصديقات المقربات- تغييره إلى ماريا الذي لم تتقبله أسرتها، كعادة غالبية الأسر في البداية، لكنه أصبح اسمها المعتمد رسمياً. غير أن نايفة واجهت مشكلة في تغيير اسمها الذي كان نوف، لعدم توافر ولي أمر حاضر، إذ إن طلب التغيير يتطلب أن يقدمه ولي الأمر إلى مدير «الأحوال المدنية» التابعة للمنطقة، مصحوباً بصورة الهوية والطلب، ومن ثم يحال الطلب إلى المركز الرئيس في الرياض، ويستغرق الأمر بين أربعة وستة أشهر. وبعد نيل الموافقة الرسمية، يُعلن التغيير في الصحف، ومنها يسلّم الإقرار الذي يتم بعده اعتماد الاسم الجديد. ويرى مستشار العلاقات الأسرية وتطوير الذات الدكتور سامي الأنصاري أن الاسم ليس مجرد «وسيلة تسمية»، وإنما هو هدية رمزية تحمل دلالات سيكيولوجية عميقة، تعكس القيمة أو الدلالة التي منحت لهذا الشخص، بالنسبة إلى من تكفلوا اختيار الاسم له. وعليه، فإن الاسم الذي يُمنح للطفل قد يعكس الظروف العامة التي وُلِد فيها الأخير. ويلفت الأنصاري إلى «ضرورة التنبه إلى أن الاسم هو أول هدية نمنحها للطفل. وبالتالي، كلما تعلق الأمر باسم جميل، ساهم في بلورة صورة إيجابية عن ذاته، فيدرك أنه كان مرغوباً فيه، وحظي بالاهتمام قبل أن يبصر النور. وفي حال العكس، أي عندما يُمنح الشخص اسماً غير مقبول اجتماعياً، بسبب سوء اختيار من طرف الآباء أو بسبب صراعات أدت إلى إلصاق ألقاب معينة بأفراد أو جماعات، فإن الاسم غالباً ما يتحول في مثل هذه الظروف إلى ما يسميه علماء النفس «دراما وجودية» أو «حميمية»، وذلك لما يثيره في نفس صاحبه من مشاعر سلبية». ويقول الأنصاري إن «ما نراه في هذه الأيام من تغيير بعض الشباب أسماءهم من باب «الموضة»، هو نقص في الشخصية، يحاول من خلاله الشخص أن يكمل فراغاً كبيراً في داخله». ويشير مستشار العلاقات الأسرية وتطوير الذات إلى أن هناك من يفكر في لفت الانتباه من خلال إقدامه على تغيير اسمه، على رغم عدم وجود خلل في اسمه، بل قد يكون من الأسماء الجميلة، إلا أن كل هذا يعود إلى الاستقرار النفسي للشخص ومدى شعوره بالسلام الداخلي والتصالح مع ذاته.