قطع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته إلى إثيوبيا حيث شارك في افتتاح القمة الأفريقية، وعاد إلى القاهرة عصر أمس على خلفية الهجمات التي شهدتها شمال سيناء مساء أول من أمس. وكان السيسي التقى في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا ظهر أمس الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمرة الأولى على هامش حضورهما القمة، وبحثا في قضية الإرهاب المتزايد في المنطقة والتعاون بين البلدين. كما التقى في مقر إقامته مساء أول من أمس رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين بحضور وفدين من البلدين. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف إن رئيس الوزراء الإثيوبي «رحب بالرئيس، وشدد على العلاقات القوية التي باتت تربط بين البلدين، في ضوء التطورات الإيجابية التي شهدتها منذ القمة الإفريقية في مالابو». وأشار إلى أن ديسالين «أكد حرص إثيوبيا على أن تكون مصر قوية، معرباً عن امتنان بلاده لتوجهات الرئيس السيسي نحو الانفتاح على القارة الأفريقية وتعزيز العلاقات الثنائية مع دولها في شكل عام وأثيوبيا خصوصاً. كما أكد ثقة بلاده في قدرة الرئيس السيسي على قيادة مصر بنجاح نحو تجاوز المرحلة الانتقالية التي تمر بها، موضحاً أن التطورات التي شهدتها مصر توضح أنها تسير في الاتجاه الصحيح». وأعرب السيسي عن «تقديره لحفاوة الاستقبال من جانب الحكومة والشعب الإثيوبي»، مؤكداً «حرص مصر على استمرار التفاهم والتواصل مع الجانب الإثيوبى، واهتمامها بتعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات من أجل تحقيق المصلحة المشتركة وتلبية طموحات الشعبين نحو غد أفضل». وأوضح أن توحيد «جهود الدولتين، بالإضافة إلى السودان، ستفتح آفاقاً جديدة لانطلاق قدراتها، بما يحقق طموحات الشعوب نحو التنمية». وشدد على «عدم وقوف مصر في وجه حق الشعب الإثيوبي في التنمية من خلال تنفيذ مشاريع على نهر النيل، إلا أن هذه المشاريع يجب أن تأخذ في الاعتبار حقوق مصر المائية، لا سيما في ضوء اعتمادها على نهر النيل كمصدر رئيس ووحيد لتلبية حاجات شعبها من المياه». وأكد «أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة تحول التوافقات السياسية إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق البلدين وتهدف إلى تأمين مصالحهما وتعزيز التعاون المشترك في ما بينهما». وقال يوسف إن رئيس الوزراء الإثيوبي «أبدى تجاوباً مع طرح الرئيس وأكد مجدداً حرص بلاده على التوصل إلى صيغة للتعاون تحقق مصالح الأطراف كافة. ووافق على اقتراح الرئيس تكليف فريق عمل من البلدين بالبدء الفوري في التوصل إلى اتفاق على المبادئ التي تلبي الشواغل المصرية إزاء سد النهضة». ونقل عن ديسالين «تطلع بلاده لاستقبال الرئيس المصري في زيارة ثنائية تعكس المستوي المتميز الذي بلغته العلاقة بين البلدين»، موجهاً الدعوة إلى السيسي للتحدث أمام البرلمان الإثيوبي ومخاطبة الشعب من خلال نوابه. ورحب السيسي بتلبية هذه الدعوة، كما وجه بدوره الدعوة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي لحضور مؤتمر الاقتصاد المصري في شرم الشيخ في آذار (مارس) المقبل. والتقى الرئيس المصري نظيره السوداني عمر البشير، وتحدثا عن «سبل تفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس البشير للقاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لدفع العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات»، وفق يوسف. وتناول اللقاء التطورات في ليبيا وسورية والصومال، «وأكد الرئيسان أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها هذه الدول الشقيقة، إضافة إلى ضرورة التكاتف والتضامن المشترك بين الدول العربية في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالمنطقة كافة، واتفقا في الرؤى على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى دول حوض النيل، ومراعاة الشواغل المختلفة، والعمل على تحقيق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض من خلال التفاعل الإيجابي في ما بينها». وعقد السيسي لقاءات في أديس أبابا مع رؤساء جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزامبيا أدغار لونغو، ورواندا بول كاغامي، وزيمبابوي روبرت موغابي، وأوغندا يوري موسيفيني، وجيبوتي عمر إسماعيل غيله.