يدخل إلى مهرجانات القاهرة السينمائية من أماكن غير مزدحمة، بعكس زملائه من جيله وغير جيله، أمثال نور الشريف وأحمد زكي، ويسرا، و..و..و..، ولكن هذا الفنان المارد المُتقمقم، يسرقون منه أضواء الفلاشات الصحفية، ويسرق هو منهم الجوائز، دون فلاشات. ضوء مصر السينمائي بكل ضخامته، كان يوُجّه على وجه أحمد زكي ونور الشريف ومحمود ياسين، وغيرهم، ثم يأت هذا المارد الفني الجميل، دون ضوء، فيسرق كل الأقلام النقدية السينمائية المهمة في مصر ويجعلها تسهر ليل نهار، تقرأ أفلامه وتشاهد أفلامه وتترقب أفلامه. هذا المفترس النبيل، انتبه إليه كبار مخرجي مصر، وهو يأكل الجوائز والأفلام والأيام فتكاثروا عليه كما تكاثرت الظباء على خِراش، ولكن خِراش الفنّي هذا، اصطاد كل شيء. آخر ما رأيته في مهرجان سينمائي قريب، كان كل زملائه، ممثلين وممثلات في الصالة تحت الضوء، وأمام الميكروفونات، وكان هو حيث وجده أحد المذيعين، يدخن خارج الصالة، وعمل معـه لقـاء قصيرا قبل أن يطفى سيجارته ويدخل الصالة لاستلام جائزة أفضل ممثل كالعادة. مشكلة زملاء محمود عبدالعزيز، أنهم لم ينتبهوا إلى هذا الذي لا ينتبه إليه أحد.