يقول الحق تبارك وتعالى كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، لقد فقدت الأمة رجلاً من رجالاتها العظام الذين وفقهم الله تبارك وتعالى، وأعانهم لخدمة الإسلام والمسلمين، وكان من أهم تلك الجهود والأعمال العظيمة، توسعة الحرمين الشريفين خاصة المطاف والمسعى، وتطوير المشاعر، إنه فقيد أمة الإسلام الملك عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له ورحمه- والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة) فكيف بمن وفقه الله تبارك وتعالى لتوسعة الحرمين هذه التوسعة المباركة التي لم يشهد التاريخ مثلها، فنسأل الله عز وجل أن تكون مقبولة عنده عز وجل، وفي الحديث (ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله عز وجل منها طاهراً) فمرض الإنسان قبل موته علامة حسنة من الله تبارك وتعالى، وإن وفاته في ليلة الجمعة حسن خاتمة بإذن الله تبارك وتعالى، ففي الحديث الحسن قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلاَّ وقاه الله فتنة القبر)، وكذلك دعاء الجمعة فهو مستجاب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان الدعاء والإمام على المنبر أو بعد صلاة العصر وهو الوقت الذي تمت فيه الصلاة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وإن التزام هذه الأسرة أسرة آل سعود بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت ودفنه والعزاء من غير مبالغة في بناء القبور وإنما قبر الملك عبدالعزيز كقبر الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله، ليس هناك فرق بينهم ولا بين بقية قبور المسلمين، وإنما مثل عامة المسلمين إن دل ذلك على شيء إنما يدل على توفيق الله عز وجل لهم، وهذا من أسباب عزهم وتمكينهم ويكفي الأمير العادل شرفاً وفضلاً أن يكون في ظل عرش الله تبارك وتعالى يوم القيامة. وقال صلى الله عليه وسلم: (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف ومتعفف ذو عيال) وكيف لا يكون عادلاً وقد حكم بشرع الله تبارك وتعالى، وبكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) ونتذكر كلامه رحمه الله -عند البيعة عندما قال وأعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري، وأن تعينوني على هذه الأمانة، وألاَّ تبخلوا علي بالنصح والدعاء، وإن مما خفف مصابنا أن من خلف الملك عبدالله رحمه الله ولي عهده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والذين نبايعهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى السمع والطاعة في المعروف ما استطعنا وهي سنة وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي عبادة وطاعة لله عز وجل. وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (من مات وليس في عنقه بيعه مات ميتة جاهلية) نبايع ملكنا بكل يسر وسهولة فلله الحمد على هذه النعمة العظيمة المباركة والبيعة نوعان بيعة انعقاد وهي من أهل الحل والعقد ومن أهل الشوكة من الأمراء وشيوخ القبائل والعلماء، وبيعة طاعة وهي لعامة الشعب. اللهم اغفر لعبدك عبدالله بن عبدالعزيز واجزه عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين، وتقبل منه ما قدمه من خدمة الإسلام والمسلمين والوطن والمواطنين وسائر أعماله الصالحة يارب العالمين وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لما تحبه وترضاه من خيري الدنيا والآخرة، ولما فيه عز الإسلام والمسلمين وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه اللهم انفع به البلاد والعباد، واقمع به أهل الزيغ والفساد وانشر رحمتك على العباد اللهم اجعله درعاً حصيناً للمسلمين، وألبسه ثوب الهيبة والقوة واجعله من أهل الصلاح وقوة الإيمان، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى اللهم اجعل قوله في هداك واجعل عمله في رضاك اللهم وفقه لخدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين اللهم اجعل عهده ميموناً مباركا أكثر فيه من الأرزاق وضاعف فيه الخيرات وسدد فيه حاجة الفقراء وعوزهم، اللهم لين قلبه للضعفاء والمحتاجين والمظلومين والمغلوبين وقس قلبه على المتكبرين والمتجبرين والظالمين، اللهم وفقه للعدل بين الرعية، وأعنه على ذلك ودله على الحق وبصره بالصواب، اللهم وفقه لتطبيق شرعك المطهر، اللهم وفقه وولي عهده وولي ولي عهده وإخوانه وأبناءهم، واجعلهم عوناً له على حمل هذه الأمانة الثقيلة يارب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.