×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الشرقية يكرم المدارس الفائزة في مسابقة جودة التعليم

صورة الخبر

على مدار أربعة أعوام، كرّست شركة «والت ديزني» جهودها في شكل سريّ لإعادة هندسة تجربة الزيارة لـ «عالم ديزني». وباتت الزيارة على الشكل الآتي: تشتري تذكرة السفر على الإنترنت، وتحرص على التخطيط لتفاصيل زيارتك. وبعدها، تتلقّى عبر البريد سواراً يكون بمثابة جواز سفر للتجربة التي خطّطت لها. وبعد وضع السوار الذي يُعرف باسم «ماجيك باند» Magic Band حول معصمك، يتّصل السوار بالشبكة اللاسلكيّة للتواصل مع أجهزة الاستشعار في أرجاء متنزه «عالم ديزني» جميعها، فتصبح أمكنة المتنزه كأنها شاشة كومبيوتر ضخمة. وعند الدخول إلى المتنزه، يمكنك تصويب الشريط نحو أي كشك ترغب في زيارته، كما يمكنك الوصول إلى العروض قبل انطلاقها بـ30 ثانية، نظراً إلى أنّك حجزت المقاعد مُسبقاً. وكذلك تستطيع المشاركة في الجولات التي اخترتها في أوقات محدّدة، من دون الانتظار في صفوف طويلة. كذلك، يمكنك شراء كلّ ما ترغب فيه بواسطة التلويح بسوار يدك. وربما تناديك إحدى شخصيّات مسلسل «إنّه عالم صغير» لتتمنّى لك عيد ميلاد سعيداً. إلى ذلك، ربما ألقى «ميكي» عليك التحية في وقت رغبت فيه سلفاً. وبالطبع، لا يهدف كلّ ذلك إلى الاستمتاع فحسب، بل إلى أخذ لمحة عن المستقبل الذي تتبدى ملامحه عبر عيش هذه التجربة المتكاملة، بمعنى أن المستقبل يرتكز إلى مزيج سلس من التفاعلات الفعليّة والرقميّة. وبذا، تكون شركة «والت ديزني» بلغت حدّاً جديداً في الهندسة الرقميّة. فعلى مدى 30 سنةً، ومع انتقال التحكّم بكلّ نواحي حياتنا (من التسوّق إلى التعليم) إلى شاشات الكومبيوتر، ركّز المهندسون الرقميّون على صنع واجهات مبتكرة تعمل عبر وضع زرّ في مكان مناسب لمشغّل الكاميرا، أو جعل عمليّات الدفع تقتصر على تمرير البطاقات البنكيّة والنقر على بعض النوافذ على الإنترنت. وفي الحقبة المقبلة، ستغدو أجهزة الاستشعار واسعة الانتشار، وكذلك الحال بالنسبة إلى الحوسبة المُصغّرة على الهواتف الذكيّة، ما يعني أن التفاعلات الرقميّة لن تقتصر على الحواسيب. فكما تشي به تجربة «عالم ديزني»، ستحصل هذه التفاعلات حولنا باستمرار، بل تبدأ مع استيقاظنا وتستمر حتى أثناء النوم. ولن يكتفي المهندسون باستحداث المنتجات أو الواجهات، بل سيعمدون إلى الابتكار في التجارب الرقميّة أيضاً، وهي تتضمّن ملايين من المعاملات التي ستجرى بصورة سلسلة إلى حدّ الخفاء أحياناً. ويعطي المهندس الرقميّ بيل باكستون (وهو يعمل في «عالم ديزني») نموذجاً عن صُنّاع المستقبل. ويشبه باكستون كثيراً شخصيّة الدكتور براون في فيلم «العودة إلى المستقبل» Back to Future، فهو عالِم مجنون يتميّز ببنيته الضخمة غير المتوقّعة، ورأسٍ أصلع يكسوه شعر كثيف. ويصبح كلامه حادّاً جدّاً في المقابلات الإعلاميّة. وفي عام 1985، استطاع باكستون (وهو مختص في الموسيقى الرقميّة يعمل أيضاً لدى شركتي «زيروكس بارك» و «سيليكون غرافيكس») تحقيق إنجاز كبير، عبر استحداث إحدى أوّل الواجهات التي تتميّز بتقنية اللمس المتعدّد. وحينها، حوّل آلة الطبل الإلكترونيّة إلى جهاز لمزج الأصوات يجرى التحكّم به من طريق اللمس. وشكّل الطبل نقطة انطلاق للأجهزة التي تضمّ شاشة تعمل باللمس. وخلال العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، كتب باكستون مقالةً صحافيّة ساعدت على تحديد نظام جديد يُعرف باسم «اختبار الهندسة»، وهو لا يكتفي بالتركيز على المنتجات أو الأجهزة بحدّ ذاتها، بل على التأثيرات التي تمارسها على حياة الأشخاص. وضرب مثلاً على ذلك بعصّارتين، إحداهما كهربائيّة وأخرى يدويّة يُطلق عليها اسم «أورانج أكس». وتضمّ العصارة الكهربائية أزراراً رقيقة مصنوعة من مادة البلاستيك، ويصدر محرّكها أزيزاً مزعجاً جدّاً. وفي المقابل، يتطلّب استخدام عصّارة «أورانج أكس» بذل جهد أكبر، على رغم أنّها تشتمل أيضاً على ذراع لإدارة المحرّك يعزّز القوة في شكل تدريجيّ. ويهدف المثل الذي أعطاه باكستون إلى القول إنّ عصّارة «أورانج أكس» تخلق شعوراً من المهارة الملموسة التي كانت تساعده على الاستمتاع بالعصير أكثر. إذاً، لم يعد المهندسون الرقميّون يكتفون برسم أشكال الأدوات، بل باتوا يفكّرون بالسلوك البشري والاستجابة الفطرية التي تنجم عن استخدام تلك الأدوات أيضاً.