اختار الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، المملكة محطةً يبدأ بها أولى زياراته الخارجية منذ توليه منصبه في 3 يوليو الماضي، في رسالةٍ سياسية واضحة مفادها أن الإدارة المصرية الحالية تعرف أن الرياض هي الداعم الأكبر لها لتتجاوز المرحلة الانتقالية بكل عقباتها الاقتصادية والسياسية وصولاً إلى مرحلة الاستقرار المنشود. رئيس مصر المؤقَّت بدأ زياراته الخارجية بالمملكة، التي بعث برسالة حبٍ وتقديرٍ للقيادة السعودية والشعب على دعمهم القاهرة خلال هذه المرحلة الحرجة، ليؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، التي أثبتت على مدى تاريخها الطويل أنها مبنية على أسس متينة وراسخة، وأن العلاقات بين الرياض والقاهرة تتسم حالياً بقوة ومتانة تثيران ارتياح المسؤولين في البلدين وتبعثان على التفاؤل تجاه ما ستفرزه من نتائج تصبّ في مصلحة الشعبين. خادم الحرمين الشريفين جدَّد من جانبه وقوف المملكة بجوار مصر في مواجهتها للإرهاب والضلال والفتنة، وكل من يحاول المساس بشؤونها الداخلية، وهي مبادئ تحظى باحترام الحكومة المصرية خصوصاً، أن جهات خارجية اتخذت مواقف مغايرة، مما جرى في مصر في 3 يوليو وما بعده، فجاء موقف خادم الحرمين الشريفين في 16 أغسطس الماضي ليساهم في تغيير بعض المواقف الدولية، وليحدث حالةً من التوازن، فرأينا بعد هذا التاريخ دولاً عربية تدعم نفس التوجه كالمملكة الأردنية والبحرين والكويت. إن الإخوة في مصر يدركون أن المملكة لن تتأخر في تقديم كل الدعم لهم حتى يعود الاستقرار إلى القاهرة، وحتى يتم انتخاب سلطة دائمة، ولذا لم يكن غريباً أن نسمع منهم تصريحات تؤكد دائماً أهمية العلاقة مع المملكة، خصوصاً أن الكل يعرف الثقل الذي تشكِّله الرياض والقاهرة بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي، وما تقدمانه تجاه قضايا شعوب المنطقة، في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها البلدان وبشكل خاص الإرهاب الذي أصبح يشكِّل خطراً جدياً على أمن وسلامة الدول والشعوب.