"كان حريصا على الصلاة في وقتها، ولا يمكن أن يتساهل فيها في حلّه وترحاله في البر والجو" .. هكذا سرد لـ "الاقتصادية" الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار الملك عبدالله- يرحمه الله- الذي بدأ حديثه بنبرة حزن شديد؛ مستذكرا عديدا من القصص التى شاهدها وعاصرها طيلة 17 عاما قضاها مستشارا لدى الراحل. ويتذكر الأمير بندر عندما كان الملك عبدالله في إحدى رحلاته الرسمية خارج البلاد وأثناء هبوط الطائرة في البلد المستضيف دخل وقت صلاة العصر فأمر قائد الطائرة بعدم الهبوط حتى يؤدي الصلاة وكل المرافقين معه، وكان الملك وقتها يعرف أنه في حالة الهبوط سيكون هناك استقبال رسمي وبعدها برنامج عمل لن ينتهي؛ فكان حريصا على أداء الصلاة في وقتها. وتابع "كان الملك الراحل يأمر المراسم في أي مكان نتجه إليه أن يتم وضع شعار اتجاه القبلة في نفس الغرف والأجنحة، التي ننزل بها ومعها سجادة صلاة ومصحف وجدول بمواقيت الصلاة، وكان دائما بجواره توجد قائمة بأوقات الصلاة". الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - وأكد الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد أن الملك الراحل- يرحمه الله- يحب العدل فكان يقول لنا ما نستطيع أن نقيم أي شيء على آخر ما لم تكونوا أنتم قدوة فيه، مشيرا إلى أنه بذل مالا لحفظ دماء المسلمين في قضايا العتق، وأنه دوما يتحدث عن الإسلام المعتدل الوسطي، باحثا عن القوانين والأنظمة في العالم. وحول آخر اللحظات في حياته، يقول مستشار الملك الراحل "كان كثير الحمد لله على كل حال ويحمد الله أن يرى شعبه بهذا الخير والنعم، ودائما يوصي مستشاره بتقوى الله والبعد عن الشبهات والاستقامة". وعن أول لقاء جمع الملك الراحل بالأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، أكد أنه قال له أنت ابن من أبنائي اخترتك لخدمة وطنك، وكان يحيل له القضايا القانونية وأنه أجاز أكثر من 70 نظاما وقانونا. وأضاف الأمير بندر "ما غابت شمس إلا أشرقت شمس جديدة ففقيد الأمة ليس غريبا على العالم، وهو صاحب الأيادي البيضاء الذي يخفي من الأعمال الخيرية أكثر مما يظهر، فكان يتلمس حاجة الفقراء حريصا على ذوي الدخل المحدود، وكان صادقا يحب الصدق اجتمعت فيه صفات كثيرة فهو حكيم العرب هذا الرجل الذي ازدهرت في عهده البلاد، حريصا على جمع كلمة المسلمين وإخراج الإسلام المعتدل الصحيح، حريصا ألا يكون هناك فراغ قانوني حتى في الأسرة وضع لها صمام أمان يستطيع من يأتي بعده أن يسير عليها، وهذا ما شهدناه في سلاسة انتقال الحكم، وكما قال أحد العلماء "أمسينا بفقيد ملك وأصبحنا نبايع ملكا".