من خارج خزعبلات "البرمجة العصبية" تعني الشخصيّة الإيجابيّة في هذا المقال تلك النفس المطمئنة التي تنعم براحة البال نهاية كل يوم نتيجة التصرفات والأدوار الإيجابيّة التي تقوم بها في الحياة اليوميّة. ومما علمتني الحياة أن تجاوز التحدي الأساس أمام اكتساب أكبر قدر من صفات الشخصيّة الإيجابيّة يبدأ مع المواجهة الشجاعة لسؤال: هل أنا شخص إيجابي؟ وبعد تكوين الانطباع الأول عن طبيعة شخصيتك تبدأ في فحص نتائج اختبارات مواقفك وقناعاتك حيال البيئة والناس من حولك. واليك أسئلة وتساؤلات في مواقف عشرة قد تساعدك على كشف نسبة حظك من الشخصيّة الإيجابيّة: الموقف الأول: إذا سمعت من حولك يتحدثون عن شخص تعرفه نال حظا من جاه أو مال أو تميّز علمي وعملي. هل تواصل الاستماع ثم تحدّثهم بما تعرفه عنه من تميّز وبعدها تبحث عن وسيلة لتهنئته؟ أم تبادر لمقاطعة المتحدث ذاكرا ما تعرف من سلبيات الشخص، أم تكتفي بالسماع ولا تعلّق ولا تتصرّف بعدها؟ الموقف الثاني: عندما تكون ضمن مجموعة مكلّفة بأداء مهمة ما، هل أنت ممن يكثرون ترداد عبارات مثل: الموضوع صعب، لم يعطونا الإمكانات الكافية، النظام لا يعطينا مرونة. أم أنت ممن يردّدون عبارات مثل كل مشكلة ولها حل. ما رأيكم أن نعيد تعريف مقومات المشكلة؟ الموقف الثالث: في موضوع اجتماعات التطوير الإداري هل أنت ممن يبادرون ويشجعون أم ممن يمتعضون؟ وهل أنت ممن يعاتبون أو يشاركون شركاء السكن في تغيير موقع التلفزيون وإعادة ترتيب أثاث غرفة الجلوس؟ هل أنت ممن يدعمون أو يسخرون ممن يكافح لتعلم هواية جديدة؟ الموقف الرابع: هل تواجه المشكلات في المنزل وفي المكتب بنفس السؤال: من فعل هذا. أحضروا لي المتسبب فورا، أم أنك تبدأ فورا في مناقشة الحلول والبدائل السريعة للمشكلة ومن بعدها التعامل مع سبب ومسبب المشكلة؟ الموقف الخامس: حينما يشكو من حولك من معضلات تربية الأبناء والتعامل مع الناس هل أنت ممن يناقش نسبيّة المشكلات أم ممن يعزز تعميم الشكوى من هذه الأوضاع وتحاول أن تقنع محاوريك بعدم الجدوى وأنك يائس من صلاح الأحوال؟ الموقف السادس: عندما تراجع السيرة المهنيّة لشخص منافس هل تبادر إلى التدقيق والتشكيك في الأدوار والمهام التي يقوم بها، أم تتساءل عن أسباب إخفاقاتك في بناء سيرة مماثلة؟ الموقف السابع: حينما تتعثّر مشروعاتك العلميّة والتجاريّة والاجتماعيّة هل تعزو السبب إلى الآخرين وترى أن الأوضاع لو كانت سليمة لكنت في وضع أفضل؟ الموقف الثامن: إذا رأيت زميلا محاطا بالأصدقاء والناس هل تفسر الموقف بأنّ زميلك شخص اجتماعي ودود يبذل وقته للناس أم تبحث في أسباب أخرى؟ الموقف التاسع: إذا بدر من زميل لك موقف معارضة لرأيك أو قرار يخالف قرارك هل تضعه في قفص الاتهام وتبحث عن مبررات اتهاميّة لموقفه أم تبحث في وجاهة قراره وموقفه؟ الموقف العاشر: حينما تجد موقفا إنسانيا مؤثرا هل تبادر فورا أم تؤجل وربما تلغي المبادرة خشية سوء الظن والتفسير أو لغلبة الشك عندك في صحّة الموقف؟ *مسارات قال ومضى: الهناء قرار ... واليأس فِرار. فاتخذ قرارك. لمراسلة الكاتب: falshehri@alriyadh.net