الرياض 03 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015 م واس سجل التاريخ بأحرف من ذهب مسيرة عطرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - خلال 91 عامًا من حياته قضاها في خدمة الدين ثم الوطن ثم توّجها بحزمة من الانجازات التنموية للمملكة منذ توليه مقاليد الحكم في السادس من شهر جمادى الآخرة 1426هـ حتى وفاته صباح هذا اليوم الجمعة 3 ربيع الثاني 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م ليعم بفضل الله تعالى ثم بفضل حنكته القيادية الخير والنماء على البلاد في مختلف المجالات التي انعكس أثرها إيجابًا على تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين. ولم يقتصر هذا الخير على المملكة فقط بل شمل مختلف أنحاء العالم حرصاً منه - رحمه الله - على تأكيد رسالة الإسلام الخيّرة التي تدعو إلى التعاون الإنساني وإغاثة الملهوف ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين ونشر التسامح بين أتباع الأديان السماوية والثقافات والحضارات وتعميق المعرفة بالآخر وبتاريخه وقيمه وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري. حصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ على أكثر من 20 جائزة عالمية توزعت ما بين جوائز منظمات دولية وأكاديميات عالمية وجامعات إضافة إلى أوسمة تقدير عالمية من بلدان ذات ثقافات مختلفة ومنها جائزة اليونسكو في تعزيز ثقافة الحوار والسلام العالميين ، واختيار مجلة (فوربس) الأمريكية له ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم ، ومنحه الدكتوراه الفخرية من الأزهر تقديراً لدوره في خدمة الإسلام والمسلمين ولمواقفه المشهودة لدعم القضايا الإسلامية والإنسانية وخدمته لأمته الإسلامية. وكانت سنوات حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ قد اتسمت بالأمن والأمان والانجاز والعطاء على الصعد التنموية كافة وتحولت المملكة إلى ورشة عمل شيّدت فيها العديد من المنشآت التي تخدم المواطنين على الرغم من الأزمات المالية الخانقة التي مرت بالعالم ومنها الأزمة الأخيرة المتمثلة في انخفاض أسعار النفط وعزّز تلك الرعاية الملكية الكلمة الضافية التي وجهها - رحمه الله - إبان إعلان ميزانية الدولة للعام المالي المنصرم وتأكيده على أن يؤخذ بعين الاعتبار في الخطوات المستقبلية للدولة كلِّ ما من شأنه خدمةُ المواطنين وتحسينُ الخدماتِ المقدمةِ لهم والتنفيذُ الدقيق والكفْءُ لبرامج ومشروعات الميزانية. حمل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ قلبًا كبيرًا احتضن فيه حب الوطن ومواطنيه فحظي الوطن بالكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن واستفاد منها كل مواطن ومواطنة وقبل أيام من وفاته - رحمه الله - أمر بتقديم مساعدة للجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) قدرها 10 ملايين ريال لتمكينها من أداء مهامها في رعاية أبناء الأسر السعودية المنقطعة في الخارج والعائدين منهم إلى أرض الوطن في نظرة أبوية حانية على أبنائه رغم معاناته الصحية. وإيمانا منه - رحمه الله - بدور المرأة السعودية في إثبات الذات والوصول إلى أعلى المستويات فقد أولاها - تغمده الله بواسع رحمته - اهتمامه ورعايته بمشاركتها في الحياة السياسية ومنحها الفرصة الكاملة للإسهام في بناء هذا الصرح الشامخ لكي تصبح عضواً في مجلس الشورى وتُرشح للانتخابات البلدية والمشاركة في ترشيح المرشحين للمجالس البلدية. // يتبع // 19:40 ت م تغريد