باتا (غينيا الاستوائية): «الشرق الأوسط» اقترب المنتخب التونسي من التأهل إلى الدور الثاني لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حاليا بغينيا الاستوائية بعدما قلب تأخره بهدف إلى فوز 2-1 على نظيره الزامبي أمس في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثانية، بينما يسعى المنتخبان الجزائري والسنغالي إلى أن يكونا أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي عندما يلتقيان مع غانا وجنوب أفريقيا اليوم في المجموعة الثانية. وكان المنتخب الزامبي هو الطرف الأفضل معظم فترات المباراة وتبارى لاعبوه في إهدار الفرص السهلة إلى أن تقدم إيمانويل مايوكا المحترف في صفوف ساوثهامبتون بهدف في الدقيقة 59. لكن تونس ردت عن طريق أحمد العكايشي في الدقيقة 70. وفي الوقت الذي تهيأ فيه الجميع لانتهاء المباراة بالتعادل، سجل ياسين الشيخاوي هدف الفوز الثمين للمنتخب التونسي في الدقيقة 88 لينعش آمال المنتخب التونسي في التأهل إلى دور الـ8. وارتفع رصيد تونس بتلك النتيجة إلى 4 نقاط فيما ظل رصيد المنتخب الزامبي عند نقطة واحدة في المركز الأخير. وفي المجموعة الثانية يسعى المنتخبان الجزائري والسنغالي إلى أن يكونا أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي للنسخة الـ30 من كأس الأمم الأفريقية في كرة القدم في غينيا الاستوائية عندما يلتقيان مع غانا وجنوب أفريقيا اليوم في مدينة مونغومو ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. ويطمح كل من المنتخبين الجزائري والسنغالي إلى فوزه الثاني في البطولة، بعدما تغلب الأول على جنوب أفريقيا 3 - 1. والثاني على غانا 2 - 1 في الجولة الأولى، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخبين جريحين يدركان جيدا أن خسارتهما تعني خروجهما مبكرا من العرس القاري. في المباراة الأولى، تمني الجزائر المرشحة الأبرز للقب الثاني في تاريخها والأول منذ عام 1990 على أرضها، النفس بمحو عرضها المخيب في الجولة الأولى عندما نجت من فخ المنتخب الجنوب أفريقي وانتزعت منه فوزا دراماتيكيا 3 - 1. ولم يقدم المنتخب الجزائري العرض المنتظر منه وعانى الأمرين خاصة في الشوط الثاني ويدين بفوزه إلى الحارس رايس مبولحي الذي أنقذ مرماه من أهداف محققة عدة. وكانت الجزائر في طريقها إلى تلقي الخسارة كون جنوب أفريقيا تقدمت 1 - صفر وسنحت لها فرصة التعزيز من ركلة جزاء أهدرها ثوكيلو رانتي بل كان بإمكان بطلة عام 1996 هز الشباك في مناسبات عدة بعد ذلك، بيد أن نقطة التحول في المباراة كانت هدف التعادل الذي سجله المدافع هلاتشوايو بالخطأ في مرمى منتخب بلاده، إذ أحرز بعده «محاربو الصحراء» هدفين آخرين وحسموا النتيجة. وتدخل الجزائر المباراة بمعنويات عالية بعدما فكت نحس المباريات الافتتاحية لها في البطولة القارية حيث لم تفز منذ تغلبها على نيجيريا 5 - 1 في المباراة الافتتاحية لنسخة عام 1990 على أرضها عندما توجت باللقب القاري الأول والأخير على حساب نيجيريا بالذات 1 - صفر في المباراة النهائية. وقال لاعب وسط بورتو البرتغالي وصانع ألعاب محاربي الصحراء ياسين براهيمي: «المباراة المقبلة ستكون بمثابة نهائي، ستكون مباراة رائعة، فغانا سيكون لها رد فعل عقب خسارتها المباراة الأولى وستسعى إلى الفوز، فيما سنكون مطالبين بالتركيز على بدايتنا الجيدة وفرض أسلوب لعبنا لحجز بطاقة التأهل إلى ربع النهائي». وتملك الجزائر الأسلحة اللازمة لكسب المباراة خاصة خطي الوسط والهجوم حيث براهيمي وسفيان فغولي وإسلام سليماني ورياض محرز، لكن غانا لن تكون لقمة سائغة في ظل عودة قائدها مهاجم العين الإماراتي أساموا جيان الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب إصابته بداء الملاريا. وقال مدرب غانا الإسرائيلي أفرام غرانت: «قدمنا مباراة جيدة وظهر اللاعبون الشباب بمعنويات عالية، وأتمنى أن يكون الأمر كذلك في المباراة المقبلة». وتعول غانا أيضا على تاريخها في العرس القاري الذي توجت بلقبه 4 مرات حتى الآن آخرها عام 1982 في ليبيا، حيث إنها حققت الفوز 13 مرة في مباراتها الثانية في البطولة القارية مقابل 4 تعادلات وخسارتين فقط، لكن الجزائر بدورها تملك سجلا رائعا في مبارياتها الثانية في البطولة حيث فازت 9 مرات مقابل تعادلين و3 هزائم. والتقى المنتخبان الجزائري والغاني 3 مرات في العرس القاري فتعادلا في المواجهة الأولى سلبا عام 1980 في نيجيريا، وفازت غانا 3 - 2 في الثانية بعدها بعامين في ليبيا، وردت الجزائر بعدها بعامين 2 - صفر في ساحل العاج. وفي المباراة الثانية، تأمل السنغال مواصلة عروضها الجيدة التي قدمتها في الجولة الأولى واستغلال معنويات جنوب أفريقيا المهزوزة بعد إهدارها لفوز كان في المتناول على الجزائر. واستحقت السنغال ومدربها الفرنسي الآن جيريس الفوز على غانا في الجولة الأولى ولو أنه جاء في الوقت القاتل، لأنها كانت الأفضل أغلب فترات المباراة وتحديدا في الشوط الثاني، لكنها قد تواجه مشاكل أمام جنوب أفريقيا في حال تخلص لاعبو الأخيرة من آثار الخسارة المؤلمة أمام الجزائر وقدموا عرضا مماثلا في مباراة اليوم. وقال مدرب جنوب أفريقيا شايكس ماشاب: «أمامنا جبل كبير يتعين علينا هدمه، ولكن ما زلنا واثقين من أننا سنقدم الأفضل في مباراتنا المقبلة»، مضيفا: «لا تزال أمامنا مباراتان، يجب أن نشد من أزر اللاعبين ونرفع معنوياتهم». والتقى المنتخبان مرة واحدة في العرس القاري وكانت في الدور الأول في غانا (2008) وانتهت بالتعادل 1 - 1. وكانت الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى قد شهدت انتصار تاريخي للكونغو على الغابون بهدف وحيد فيما تعادلت غينيا الاستوائية مستضيفة البطولة مع بوركينا فاسو دون أهداف لتظل حسابات التأهل للدور الثاني معلقة حتى الجولة الأخيرة. ورغم أن المنتخب الغابوني كان الطرف الأفضل في المباراة بعدما استحوذ على الكرة أغلب فترات اللقاء وأهدر لاعبوه الكثير من الفرص المؤكدة فإن الكونغو حسمت النتيجة لصالحها في النهاية لتحقق انتصارها الأول في المسابقة منذ 41 عاما. ويدين المنتخب الكونغولي، الذي سبق وأحرز اللقب عام 1972 في الكاميرون، بالفضل في تحقيق هذا الفوز إلى قائده برنس أونيانجي الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 48، في الوقت الذي فشل فيه منتخب الغابون في إدراك التعادل طوال الوقت المتبقي من المباراة ووقف القائم الأيسر حائلا دون تعديله للنتيجة. ودفع الفوز بالكونغو نحو قمة المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط من مباراتين وبفارق نقطة أكثر من الغابون ونقطتين عن غينيا الاستوائية صاحبة الضيافة ونقطة لبوركينا فاسو في ذيل الترتيب. جدير بالذكر أن الكونغو أعيدت للتصفيات بعد ثبوت أن منافسها الرواندي أشرك لاعبا لا يحق له المشاركة. وعقب اللقاء قال بيير ايمريك أوباميانغ قائد الغابون المحترف في بروسيا دورتموند الألماني: «لم نقدم مستوانا المعهود. لم يمنحنا منتخب الكونغو أي فرصة لفرض إيقاع أدائنا المعتاد». وبات المنتخب الكونغولي بحاجة للتعادل فقط في لقائه مع منتخب بوركينا فاسو في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة يوم الأحد القادم للتأهل رسميا إلى دور الـ8 للمرة الأولى منذ عام 1992. دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى التي تجرى في نفس التوقيت بين منتخبي غينيا الاستوائية والغابون. وفي اللقاء الآخر بالمجموعة تلقت آمال بوركينا فاسو في بلوغ دور الـ8 ضربة جديدة بتعادلها السلبي مع غينيا الاستوائية المستضيفة. ويمكن القول إن بوركينا فاسو أهدرت الفوز لأنها فشلت في استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لها وسددت في العارضة مرتين بينما عولت غينيا الاستوائية على الهجمات المرتدة. وكانت بوركينا فاسو قريبة من التسجيل في الدقيقة العشرين بعد أن سدد آلان تراوري من مسافة 30 مترا لتصطدم كرته بالقائم الأيمن لفيليبي أوفونو. وساند الحظ ديوسدادو مبيلي لاعب غينيا الاستوائية بعد أن أفلت من الحصول على طرد مباشر في الدقيقة 28 بسبب التحام عنيف مع جوناثان بيترويبا الذي كان يشق طريقه باتجاه المرمى من الناحية اليسرى. وتدخلت العارضة مرة ثانية لإنقاذ الدولة المستضيفة في الدقيقة 39 بعد أن أبعد أوفونو تسديدة تراوري من مسافة قريبة لتصطدم الكرة بالقائم وتخرج إلى خارج الملعب. وكانت بوركينا فاسو تأمل تكرار إنجاز النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا عندما حلت وصيفة للمرة الأولى في تاريخها بخسارتها في المباراة النهائية وبصعوبة صفر - 1 أمام نيجيريا الغائب الأبرز إلى جانب مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (7) عن النسخة الحالية، لكن التعادل وتوقف رصيدها عند نقطة واحدة أضعف آمالها كثيرا.