×
محافظة المنطقة الشرقية

15 % من الراتب ونسبة موازية من الدولة للصندوق الادخاري للعسكريين

صورة الخبر

هذا ما نحتاجه يا مركز الحوار بقلم الكاتب الصحفى/ د. محمد سالم الغامدى منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- مقاليد الحكم وهو يدعم ثقافة الحوار بين المذاهب والأطياف المجتمعية، ويُقدِّم للقائمين عليها بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كافة التسهيلات المادية والمعنوية، وقد تحقق الكثير من الفوائد الملموسة من خلال تلك الفعاليات والأنشطة، لكن التطلعات لا تزال ممتدة إلى حصد المزيد من الفوائد الإيجابية، ولا يزال قائدنا -رعاه الله- ينادي بنشر تلك الثقافة بين أفراد المجتمع، بل إن ذلك تجاوز إلى مناداته -حفظه الله- بالحوار مع الأديان الأخرى، وهذا أمر يجعلنا نتطلع إلى المزيد والمزيد من تلك الفعاليات والأنشطة التي يقوم بها المركز، ونتطلع إلى توسيع دائرة المشاركة المجتمعية في تلك المناشط الحوارية. ولعلي من هذا المنبر أجدها فرصة لمناداة القائمين على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للإفادة من بعض تجارب الدول المحيطة بنا وخاصة لدى بعض الدول ذات الطوائف والمذاهب المتعددة ومحاولة تضمينها برامج وأنشطة المركز. كما أتمنى منهم الإفادة من بعض البرامج الحوارية التي تنفذها بعض القنوات الفضائية وأخص منها برنامج (الميدان) الذي تبثه قناة الرسالة وروتانا خليجية، ويُقدِّمه الدكتور المبدع أحمد العرفج، حيث أراه قد أحسن الفكرة والتنفيذ، واستطاع من خلال أدواته وآلياته الحوارية أن يُحقِّق ما نتمنى تحقيقه عبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حيث تتبلور فكرة البرنامج، أي في الجمع بين ممثلي تلك المذاهب والطوائف أمام الكاميرا، وطرح أبرز القضايا الخلافية، ليتولى كل فرد منهم ما يحمله من حجج وبراهين شرعية واجتماعية واقتصادية، ثم يترك لكل منهم حرية الحديث دون تدخل من قِبَله إلا فيما يخص الزمن، أو التنبيه على حالة الخروج عن الموضوع، ويتم ذلك كله وفق برنامج زمني متاح لكل شخص، وتصبح حرية الطرح لكل فرد متاحة أيضًا تحت مظلة الثوابت الوطنية، ثم يبقى الحكم على تأييد ذلك المطروح أو رفضه من قِبَل المتلقي، وهذا أراه أهم العناصر المستوجبة للتحاور حول الكثير من القضايا العالقة منذ عقود زمنية، وقد تابعتُ بشغف تلك اللقاءات الحوارية التي تمّت سلفًا، والتي تضمنت قضايا ساخنة تُعد مرتكزات خلافية كانت تمارس قبلها أساليب الإقصاء والكبت الفكري من قبل بعض الفئات في المجتمع. وكم أتمنى أن يسهم القائمون على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في وضع مثل تلك البرامج في قنواتنا الإعلامية الرسمية، ولكن وفق مساحة جيدة من حرية الطرح لكافة الأفكار والآراء، كما يتولى المركز الإشراف على التنفيذ، وأن يكون للمركز دور فاعل في التوجيه للقائمين على منابر المساجد بضرورة طرح القضايا الخلافية وفق منهج وسطي بعيدًا عن التزمُّت والإقصاء، وأن يجعل المركز مبدأ الشراكة مع المؤسسات الأخرى ذات العلاقة كوزارة الإعلام ووزارة الشؤون الإسلامية وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة التربية والتعليم ضمن أولويات أهدافه، كي يتم التكامل في تحقيق الأهداف المرجوة، وفي ميدان التعليم تحديدًا الذي أراه أفضل وأنجع الميادين لنشر ثقافة الحوار، كم أتمنى أن توسع دائرة المشاركات كونه يبني فكرًا جديدًا يحمله أجيال المستقبل، ويصبح يومًا ما سلوكًا حياتيًا لكافة أفراد المجتمع، وأن يتولى المركز أيضًا فرض بعض الأنشطة الصفية واللاصفية داخل الميدان التعليمي، ويتم ذلك وفق رؤى وسطية، وأن تُحذف من المقررات الدراسية كافة المعارف التي تَمتُّ إلى التشدد والإقصاء. والله من وراء القصد.