الاستفادة من (الإنترنت) من أهم الموضوعات وأعقدها التي تحتاج بين الفينة والأخرى إلى الدراسة والبحث، والاهتمام من قبل مراكز الأبحاث على مختلف مستوياتها وفي كل التخصصات، فالوضع الذي نشاهده من تواصل قوي بين فئة الشباب بشكل خاص وخدمات الإنترنت، سواء بالهواتف المحمولة أو الأجهزة الحاسوبية، يحملنا على أن نجد العذر القوي لجميع الجامعات وكل مراكز الأبحاث لتناول هذه الظاهرة وفق عمل ممنهج يستطيع سبر غور هذه الظاهرة، كل فترة ومع كل تغير. لأن سرعة تجاوب الشباب مع تلك الخدمات يفوق الوصف، فلا تكاد تصدق مدى ارتباط العلاقة كيف أصبحت بين الشباب أو حتى الأطفال والأجهزة وخدمة الإنترنت. إن أول سؤال قد يسأله بعضهم عند دخول أي مطعم أو مقهى أو فندق أو حتى عند زيارة أي قريب هل لديكم (وآي فاي )؟ مؤخراً نشرت "الرياض الاقتصادي" تقريراً مفاده:أعرب 97% أن خدمات التواصل عبر الإنترنت قد أسهمت في تغيير أسلوب حياتهم بشكل جذري، وذلك في دراسة حديثة لعرض النطاق العالمي تستعرض الاختلافات بين الأساليب التي يستفيد منها المستخدمون من خدمات الاتصالات عبر الإنترنت من خلال هواتفهم الذكية المتحركة لإنجاز أنشطتهم اليومية، وتطلعاتهم تجاه هذه الخدمات في المستقبل، وجاءت الدراسة لتعرض أول تقاريرها الخاصة بمؤشر "جونيبر نتوركس" الشركة المتخصصة في مجال ابتكارات الشبكات. وأوضحت الدراسة أن خدمات الإنترنت تستخدم لتحقيق التقدم على المستوى الشخصي وأن الناس في البلدان النامية غالباً ما يستخدمون الأجهزة المتصلة أداة للنهوض الشخصي وتطوير الذات، بينما في العالم المتقدم، فإن التركيز هو أكثر على الراحة والكفاءة، إذ أوضحت الدراسة أنه في الدول المتقدمة، يعتمد المستخدمون على أجهزتهم الذكية المتحركة المتصلة بالإنترنت لتنفيذ أنشطة يومية اعتيادية مثل الصيرفة (51%)، التسوق (41%)، البحث عن معلومات محلية (42%). هذه الدراسة هي مؤشر واضح للفارق بين استخدام وآخر لهذه الخدمة وهو مؤشر كذلك على عدم التعاطي الصحيح مع هذه الخدمة أعني كأفراد، نحن نتناول قصور تعامل الأفراد مع خدمات الإنترنت. بلا شك هذه الخدمة أعطت فارقاً كبيراً للعديد من الأجهزة الحكومية، وقدمت نقلة غير مسبوقة، حلت عدداً من إشكالات زيارة تلك المؤسسات الحكومية وكذا الأهلية، وتلك قفزات مشهودة نقطف ثمارها في حياتنا اليومية، مؤسسات التعليم، الجامعات الإلكترونية ،التعليم عن بعد، كل تلك الجهود يجب أن تتواءم وكيفية استخدام الأفراد اليومي للإنترنت للاستفادة بشكل إيجابي منه، وتحقيق التطلعات من وجود هذه الخدمة، بما يضمن سلامة المحتوي، والتعامل مع هذه الخدمة وتلك الأجهزة بما يعود بالنفع والفائدة الشخصية والمجتمعية علينا جميعاً، ألا تتفقون معي على ذلك؟