رحّب الكاتب نداف شرغاي في صحيفة "إسرائيل اليوم"، بوصول العديد من خبراء التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي إلى إسرائيل قبل أيام، للتباحث معها بشأن منع استخدام الصفحات الإلكترونية في التحريض على العمليات المسلحة ضد إسرائيل. وكشف النقاب عن أن هناك توجها بين إسرائيل وتلك الشبكات لإنتاج ما يمكن وصفه بقاموس للكلمات المفتاحية التي يمكن من خلالها التعرف على النوايا المعادية لمن يكتبها. وأشار إلى أن مدينة هرتسيليا شمال إسرائيل شهدت مؤخرا وصول مئات الباحثين والخبراء على مستوى العالم، بدعوة من المعهد الإسرائيلي للسياسات ضد الإرهاب، وكان ممن حضر مسؤولون إسرائيليون ودوليون في مجال الأمن والاستخبارات، على أمل أن تشكل مثل هذه المنتديات فرصة لتوثيق التعاون الإسرائيلي مع باقي دول العالم في هذه المعركة التي يخوضها الجانبان ضد ما يوصف بالإرهاب. وقال البروفيسور غابي فايمان -وهو من أقدم الخبراء في مجال مكافحة "الإرهاب" عبر شبكة الإنترنت- في مداخلته خلال المؤتمر، إنه في عام 1998 كان على الشبكة العنكبوتية 12 موقعا فقط خاصا بالمنظمات المعادية، وفي عام 2003 ارتفع عددها لما يزيد على 1600 موقع، واليوم في عام 2016 هناك ما يزيد على 9800 موقع. وأشار إلى أن نشاط المنظمات المسلحة على شبكة الإنترنت يأخذ مجالات متعددة منها: المواقع الإخبارية والمنتديات السياسية والمحادثات والدردشات وشبكات التواصل، ومن خلالها تقوم هذه المنظمات بشراء السلاح والمواد المتفجرة دون أن تترك آثارا خلفها لتعقبها. وأوضح أن الأداء الإلكتروني لمنفذي العمليات الفلسطينية الأخيرة -ممن يطلق عليهم اسم الذئاب المنفردة- ليس دقيقا، لأن متابعة ما كانوا يشاهدونه على شبكة الإنترنت من أفلام عنيفة، ومن كانوا يتواصلون معهم، وما كانوا يحملونه من مواد دعائية على حواسيبهم؛ تؤكد أنهم جزء من مجموعة منظمة معادية لإسرائيل. الجنرال يوسي كوبرفاسر -رئيس شعبة الأبحاث السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"- طالب بملاحقة التحريض عبر شبكة الإنترنيت من خلال وضع معجم للكلمات المعادية، خاصة التي يتم اشتقاقها من نصوص واردة في القرآن الكريم. في حين قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بموقع ويللا، آفي يسسخاروف -خلال محاضرته في المؤتمر- إن المنظمات الفلسطينية كانت تلجأ في بداية عملها المسلح ضد إسرائيل إلى المساجد والمنشورات السياسية لإعلان تبنيها عملياتها العسكرية،لكنها بدأت لاحقاتستعين بشبكة الإنترنت. لكن المسؤولة السابقة عن الإعلام الجديد في دائرة الناطق العسكري الإسرائيلي، الجنرال أفيتال ليفوفيتش، زعمت أن إسرائيل ليست بحاجة لإجراء تغييرات قانونية لمحاربة المنظمات المعادية عبر شبكة الإنترنت، أو إزالة بعض المواد التحريضية من يوتيوب. بينما أعلنت وزيرة القضاء الإسرائيلية أياليت شاكيد -التي حضرت المؤتمر- أن إسرائيل تقدمت بـ158 طلبا لإزالة مواد تحريضية من صفحات فيسبوك، وتمت إزالة 95% منها بالفعل، وفي شبكة يوتيوب تمت إزالة 80% من المواد التي طالبت إسرائيل بحذفها.