لم تكن قراءة شخصية الرئيس اليمني عبدربه هادي صعبة، كان صورة الضعف بالألوان، وتؤطر هذه الصورة سنوات قبلها تحت ظل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كان من الجلي أن الأحداث أكبر من شخص الرئيس وحضوره، فلا حزب ولا قاعدة ولا نهج حازماً. لذا كان من المستغرب المراهنة على قدرته ببيانات دعم الشرعية التي تصدر من الدول الراعية للمشكلة اليمنية، ومن ضمنها دول الخليج. والواقع أن الحوثي تأخر كثيراً في ابتلاع السلطة، استنفد كل الخطوات البطيئة من تعيين جنوده في مفاصل الدولة، وصلت للمنافذ الجمركية إلى ابتلاع كميات ضخمة من الأسلحة، لذا لم يكن المشهد الأخير في الاستيلاء على قصر الرئاسة ومنزل الرئيس مستبعداً، اللهم إلا من الأسلوب المثير، هناك دين في عنق الحوثيين للرئيس هادي، سياسته - إن جاز التعبير - مكنت لهم من الحصول على ما يتجاوز الأحلام، وأمكنت لإيران ما يفوق خططها. ولعل السؤال المطروح الآن هل بإمكان حركة الحوثيين ابتلاع اليمن؟ وإلى أي مدى زمني؟ يراهن البعض على أن هذا غير ممكن، وأن أكثرية اليمنيين لن يقبلوا به، لكن يعترض هذا الرأي واقعاً يقول أين أكثرية اليمنيين مما حدث وقد شتتتهم الأحزاب والسياسة؟ ينسى هؤلاء أن النسخة الأصلية من الحوثي تدير لبنان وسورية الآن، تبدد الجيش اليمني الذي لم يتدخل في الثورة، فكك توجيهاً بالهاتف لينسحب مخلياً مواقع للحوثي مع بعض القتلى حتى حول قصر الرئاسة. وضع الحوثي الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقبلهما دول الخليج والعرب أمام أمر واقع وربما وضع حليفه علي عبدالله صالح نفسه أمام هذا الأمر.