×
محافظة المنطقة الشرقية

درجة حرارة الدمام تكسر حاجز الصفر المئوي الليلة

صورة الخبر

التنسيق الزمني للمناسبات الثقافية في بلادنا واجب وطني وضرورة إعلامية فتزامن الفعاليات أو تضاربها أو تقارب مواعيدها في مدى زمني قصير يقلل من الاستفادة منها ويقصر من دورها الثقافي وهدفها الإعلامي كما أنه يؤكد سوء توزيع هذه المناسبات على مدار العام فتتكثف الفعاليات في شهور محددة وتغيب في بقية العام فيفقد النشاط الثقافي توازنه الزمني باشتعال قصير وخمود طويل. وبلادنا من البلدان التي تزدهر فيها الفعاليات والمهرجانات والمناسبات ففي الأيام الماضية على سبيل المثال تتابع مهرجان ألوان السعودية وجائزة السنوسي ومهرجان جدة التاريخية وجائزة الملك عبدالله للترجمة وسوق عكاظ وسيلحقها بعد أيام مهرجان الجنادرية وبعده بأيام معرض الرياض الدولي للكتاب وجائزة وزارة الثقافة للكتاب! وأذكر في إحدى السنوات أن مهرجان الجنادرية تزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب ولذا فإنه في ظل غياب مجلس أعلى للثقافة ينسق هذه الجهود ويهيكل هذه الفعاليات وينظم الاستراتيجيات بين مختلف الجهات فإن وزارة الثقافة وهيئة السياحة وغيرهما من الجهات الأخرى ذات العلاقة ملزمة بالتنسيق فيما بينها لتحديد مواعيد ثابتة لجميع المناسبات الثقافية على مدى العام بحيث يتم توزيعها بطريقة منظمة زمانياً ومكانياً فلا تطغى أحدها على الأخرى فتعطى كل مناسبة حقها من الاهتمام والإعلام لأن الثقافة للوطن وبالوطن وخلق الأجواء التي تساعد المجتمع بكافة شرائحه للتعاطي مع الثقافة بكافة اتجاهاتها ضرورة حضارية. ومن أظرف ما قرأته في مسألة الجمع بين المناسبات ما نشرته وزارة الثقافة في كتيباتها التعريفية حول جائزة وزارة الثقافة للكتاب حيث جعلت من أهداف الجائزة تسليط الضوء على معرض الرياض للكتاب الدولي الذي تقوم بتنظيمه وبرأيي أن أهداف الجائزة يجب أن تكون أسمى من أن تكون وسيلة لترويج مناسبة أخرى وأنا هنا لا أعارض الجمع بين هاتين المناسبتين زمنياً لوجود رابط وثيق بينهما وهو الكتاب ولكن أرفض أن تكون إحداهما في حضن الأخرى ، ولو كانت جائزة الكتاب سابقة أو لاحقة للمعرض لخلقت مناسبة ثقافية أخرى تتركز عليها الأضواء وعلى الفائزين وكتبهم كما تعطي فرصة للمهتمين بالمتابعة والرصد للمناسبات الثقافية. والحقيقة أنه يكاد لا يوجد لدينا مناسبة ثابتة في موعد سنوي محدد عدا معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يفتتح في أول ثلاثاء من شهر مارس من كل عام فالموعد المحدد يدل أول ما يدل على التخطيط والانضباط كما يمنح القائمين على المناسبة الثقافية المدى الزمني للتطوير والتنظيم ولذا فإن وجود روزنامة بمواعيد محددة للمناسبات الثقافية برأيي يساعد في التخطيط والتطوير والتنظيم كما يساعد في تحقيق الأهداف الحقيقية من هذه المناسبات إضافة إلى كونه يمنح الضوء الكافي لكل مناسبة على حدة، وعدم وجود مواعيد ثابتة يؤكد غياب العمل المؤسسي الرصين عن هذه المناسبات وغلبة العشوائية وتنامي فزعات الوقت الضائع، وهناك من يربط المناسبة الثقافية بالمواعيد المناسبة للشخصيات الراعية وهذا ما يؤكد هشاشة تنظيم الفعاليات الثقافية فتجدها تنظم في إحدى السنوات في الشتاء وفي سنة أخرى في الصيف مروراً بالربيع والخريف في بقية السنوات.