ما أروي ليست قصة من ضرب الخيال ولكن واقع مرَّ على من سأورد قصته ،وإن شاء الله قبره روضة من رياض الجنة ،ولم أتعنَّ مراقبة وضع ذلك الرجل نهائياً إنما كانت إرادة إلهية أن أجاوره في السكن آخر أيام حياته الدنيوية ،بعد أن عرفته صاحب محل أزياء في شبابه وعرفت قصته بعد أن انقطعت أخباره عني سنين طويلة فرأيت أن أروي تلك القصة لأن فيها عبرة فيا ليتنا نعتبر وأيضاً يجب أن نسارع بالتوبة وأن لا ننغر لعل الله يتقبل توبتنا من كل ذنب صغر أم كبر . كان هذا الرجل يمتلك معرضاً لبيع الملابس النسائية الجاهزة وكنت كلما مررت بالسوق أراه وسط النساء في محله وتصرفاته فيها شكك وسمعت عنه انه لا يحسن معاشرة أهله من أهل ثقة لأنهم جيران لهم ويسيء إليهم حتى ببطش اليد . ودارت الأيام وطلق زوجته وترك بناته بعد أن اقترن بشابة أجنبية وهو على مشارف الخمسينات إن لم يكن قد تجاوزها وتدهورت حالته المادية بسبب تلك الزيجة التي ملأت ساعات وأيام حياته معها بالشك والريبة والغيرة لأنها شابة في عنفوان الشباب وهو مسن نسبيا فتدهورت حالته الصحية واختار الفراق بعد أن أنجب من البنات ثلاثاً واعتزل الحياة وتفرغ للعبادة بعد أن حصل على السماح من كل من ظلمهم وتاب وتاب الله عليه وحسنت عبادته وتفرغ لتربية بناته الصغار لان الكبار تزوجن وهن يعشن حياة كريمة مع أزواجهن وتنقل مع بناته بين عدة بيوت وشاء الله أن يجاورني ويسكن بالعمارة اللصيقة ولم أعرف من هو لأن الوجه كسته اللحية وعلاه الوقار وابيض الشعر ولما عرفت اسمه دهشت وحمدت الله مغير الأحوال» اللهم اجعل حالنا على ما ترضى لنا منه لترضى به عنا وعلينا وتختم بالصالحات أعمالنا ووالدينا يا الله في بلد الحبيب صلى الله عليه وسلم « وأفاجأ بأنه أصيب بمرض في القلب ولكن الشهادة لله أرى صدره من بُعد يعلو ويهبط من أجل التنفس ولا يترك فرضا في المسجد وهو من أول الحاضرين ويتلو القرآن حتى أن زاوية جلوسه في المسجد باتت معروفة لأهل الحي على قصر مدة إقامته فيه وقد عرفت تفاصيل حياته السابقة التي ذكرتها من قريب لي أحدث زواجه تصاهراً بينهما وأصبح الرجل مقلاً في الكلام متفرغاً للعبادة ومحافظاً على بناته في تلك الدار . وفي يوم جمعة ولا أنسى ذلك اليوم أبداً اتصل بي قريبي هاتفياً وطلب مني الإسراع إلى بيت الرجل لأنه متعب وقد أخرج البنات من الغرفة وأقفل بابها عليه فأسرعت فإذا بالحارس يسعى خلفي لاستطلاع الخبر وقال انه رأى الرجل من نصف ساعة مضت أي بعد صلاة العشاء ،وبعد أن استأذنت وفتحت لي البنات الباب وأخلين الطريق إلى غرفته فتحت الباب عليه « سبحان الله سبحان الله سبحان الله « الرجل في حالة نزاع ومتجه بجسده إلى القبلة وسجادة صلاته مفروشة على الأرض وبجانبه كأس ماء شرب منه لان لا ساكن معه إلا البنات فقط وهنا رفع أصبعه ونطق الشهادة وأسلم الروح إلى بارئها والوجه يشع نوراً فأغمض الحارس عينيه يا لها من خاتمة فيها من الحسن ما رأيت والله اعلم بخلقه لان التشهد عند الموت من حسن الختام اللهم ارزقنا شهادة وتوبة عند الموت . ولا رعب ولا خوف يتملكك وأنت ترى ذلك المنظر إنما تستبشر له الغفران والتقبل من الله فهلا اتعظنا وانكرنا المنكر بدون تدخل أو حكم على المذنب لان العبرة بالخواتيم والحبيب صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بخواتيمها ) رواه البخاري . وليس معنى ما أوردت أن نفعل المنكر ونقصر في الطاعة أو نسوف بالتوبة وأقول « دع الحكم على الخلق للخالق وأنكر المنكر ولا تحكم على العقائد إلا أن يأتي الشخص لإسلامه بناقض « وأما الذنوب فادع لأخيك المسلم بالتوبة منها وان كبرت . وعلى ولي الأمر فقط إقامة الحد وكل عليه أن ينكر على قدر سلطته وبدون تدخل في شأن الله الكريم وإرادته سبحانه وتعالى فمن يتعدى عليه يقصمه ويخاصمه « اللهم لا حول ولا قوة إلا بك « . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه oalhazmi@Gmail.com oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :