×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال يعدل أخطاءه في الانتقالات الشتوية

صورة الخبر

لا أعتقد أن أحدًا منَّا لم يتعرض لموقف يجد نفسه محتارًا بين ما يعرف في موضوع معين أن هناك تعليمات واضحة وصادرة من جهات وقطاعات حكومية تؤكد على التقيُّد بتنظيم معين ومحدد ولكن نفاجأ على الواقع بتطبيق مختلف نوعًا وقد يصل الاختلاف ليكون معاكسًا مائة في المائة لما صدرت به التعليمات. وكم شاهدنا وسمعنا وقرأنا أمثلة صارخة على ذلك ولا تفسير معين في هذا التناقض. - لنأخذ مثلًا ما نطالعه من وقت لآخر عمَّا يتعرض له بعض طلاب المدارس خاصة الصغار منهم من إيذاء لفظي قد يتطور ليصبح ضربًا وإيذاءً جسديًا من قبل بعض المعلمين، يحدث ذلك رغمًا عمَّا نعرفه حق المعرفة من تعليمات مشددة من كبار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم من منع الضرب في المدارس بنين وبنات، والعجب العجاب أنه ما زال الضرب مستمرًا، فأين المشكلة أهي في ثقافة متجذرة أم في استهتار البعض وضربه عرض الحائط بالتعليمات؟! - مثال آخر نسمع ونقرأ عن مطاردات لبعض دوريات الهيئة وتنتهي بحوادث مميتة رغم كل ما يؤكده كبار مسؤولي الهيئة عن منع المطاردات، فأين الخلل: تعليمات واضحة والتنفيذ تطبيقًا غير موجود على أرض الواقع، بل ضرب بالتعليمات عرض الحائط. - مثال واضح ونحن في موسم الحج ونعرف التأكيدات الرسمية منذ شهر رمضان المبارك بالتوعية بالتخفيف من أداء العمرة والحج تقديرًا لظروف أشغال المشروع الهندسي التاريخي العملاق لتوسعة المطاف والساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، ولكن ما شاهدناه وسمعناه وقرأناه مخالف في بعض خطب الجمعة في مساجدنا يوم الجمعة الماضية، حيث أكد بعض الخطباء بعاطفة مشوبة بالحض على أداء الحج ولم يتطرق الخطباء إلى التوعية التي طلبتها الجهات الرسمية على شاشات التلفزيون من التأكيد على التخفيف من الحج والعمرة ما أمكن، فأين أثر الحملة التوعوية التي تطالعنا كل لحظة على شاشات التلفزيون وهل هي موجهة لغير مجتمعنا، إنه مثال يؤكد أن التعليمات في جهة ولا حس ولا خبر عن التطبيقات. - وهناك مثال يتكرر في المستشفيات حيث تمنع بعضها استقبال حالات طارئة وحرجة لمرضى على شفير الموت حتى يسدد أهلوهم مبالغ معينة، فأين التعليمات الصارمة وتطبيقاتها التي تحث على مراعاة ظروف المرضى، وأين الإنسانية المطلوبة في مستشفيات المفترض أن حياة الإنسان تهمها بالدرجة الأولى. - مثال أخير نختم به وهي البنوك التي تفرض رسومًا متعددة على خدمات الحسابات الشخصية للأفراد بينما تعليمات مؤسسة النقد تؤكد عكس ذلك، مرة أخرى تعليمات تصدر ولا متابعة للتطبيق على الواقع. كثيرون منّا لا يدركون مصطلحات التعامل الإداري أو المهني من أوامر وتعليمات وتوجيهات أو طلبات، فعندما يأمر رئيس أو مدير ما موظفًا ما أو يرسل إليه تعليماته، فإنه يلزمه بعمل ما، وتوجيه معين. فـ(الأمر) يعني أنه يمارس عليه سلطته الرسمية، وعلى المرؤوس الامتثال بالطاعة لهذا الأمر الشفهي الصادر عن رئيسه أو مديره، فيحسن الإصغاء. أما إذا وجه أمرًا معينًا فإنه يغلب عليه الحسم والوضوح، وتأخذ بذلك مأخذ الجد، وعلى المرؤوسين الالتزام بتنفيذها فور سماعها، وإلا فالمحاسبة على عدم الطاعة. أما التعليمات فتعني تقديم المدير لمرؤوسيه معلومات متعلقة بتحديد إجراءات معينة وتنفيذها على نحو منظم يضمن عمل معين بأداء أفضل. وهذه التعليمات في كثير من الأحيان تأتي مكتوبة لتنفي أي التباس في الفهم. أما التوجيهات عبارة عن نصائح شفهية من المدير للمرؤوسين تساعد على حل مشكلة في العمل، وتأتي هذه التوجيهات في العادة لأداء أفضل بسلاسة في حل مشكلة ما، خاصة إذا ما كان للمدير خبرة تفوق خبرة مرؤوسيه، ليجنبهم الوقوع في مشكلات إدارية هم في غنى عنها. يحب أن تكون لنا مواقف ملزمة ومحددة لمن يتجاوز التعليمات ويسيء بتصرفاته لمن يفترض أن يخدمهم، ولا يوجد قدسية لأي قطاع أو موظف مهما كان، فالكل يتشرف بخدمة هذا الوطن وهذا المواطن، والحساب والمساءلة في انتظار من يتجاوز.. والله الهادي إلى سواء السبيل. amohorjy@kau.edu.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain