يُعدّ نادي الاتحاد أكثر نادٍ سعودي يغيِّر إداراته، وينحّي رؤساءه، وذلك خلال السنوات الأخيرة، وربما هو أكثر نادٍ يفعل ذلك من بين أندية العالم! على مدى السنوات الخمس الماضية فقط، ترأس النادي لفترات متفاوتة سبع شخصيات اعتبارية مهمة جداً، تعاقبوا على المقعد الساخن، كان فيهم ثلاثة مكلفين، والأربعة الباقون منتخبون بأغلبية أصوات الجمعية العمومية، كما هو الحال مع محمد بن داخل (2012م)، أو بالتزكية كما هو الحال مع خالد المرزوقي (2010م) ومحمد الفايز (2013م)، والأربعة جميعهم غادروا النادي ومقعد الرئيس قبل إكمال الفترة الرئاسية والمدة النظامية لهم (أربع سنوات) لأسباب واحدة تقريباً. باستثناء منصور البلوي الذي ترك المقعد بقرار خارجي وإقالة رسمية غير معلنة، فإن بقية الرؤساء الثلاثة (المنتخبين) تنحوا وتركوا مقاعدهم (بفعل داخلي) وأسباب خاصة من صنع الاتحاديين أنفسهم، بل ربما هو سبب رئيسي واحد يُغطَّى بمسببات أخرى ثانوية (مصطنعة)، مثل تأخر رواتب وعقود اللاعبين المحترفين، أو نتائج المباريات، أو قرارات مصيرية لمصلحة الكيان ومستقبله.. تلك المسببات تحركها قوى من السهل الإشارة إليها بأصابع البنان. بفعل تلك القوى وتحريكها انضم المهندس محمد حامد فايز يوم الاثنين الماضي إلى الأسماء المغادرة بعد (حادثة) مأساوية تعرض لها، كان فيها امتهان لشخصيته ومساس بشخصه وتقزيم لوضعه وانتقاص من مكانته وتصغير لشيبته واحتقار لكرامته، ولم يكن من الممكن بعد كل ذلك بقاء الرجل واستمراره وليس من ضامن أو حتى (مانع) لعدم تكرار ما حدث إن استمر، وربما بشكل أكثر خطورة وفظاعة، في ظل القوى والدوافع التي تقف وراء ما يحدث، والتي (تختلق) المسببات للوصول إلى النتيجة نفسها. وتذكروا إن (شئتم) ذريعة أن النادي (مختطف) في عهد رئيس سابق، ومطية (الهاءات الثلاث) في وقت مضى، وحجة الرئيس (المطرود) حتى وإن لم يكن منتخباً، وقرار الإحلال التاريخي مع إدارة الشجعان و.. تعدَّد الرؤساء والمصير واحد. كلام مشفر * مغادرة محمد فايز جاءت (تقريبًا) بنفس الأسلوب والطريقة والسيناريو الذي غادر به خالد المرزوقي، حتى (المطاردة) التي حدثت (للدكتور) كانت ستحدث (للمهندس) لولا أن الشرطة حمته ورافقته من مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع حتى أوصلته إلى منزله في جدة. · السؤال الذي لا بد من طرحه بعد هذه الحوادث المتكررة: هل يمكن أن يأتي في ظل الأوضاع والظروف والحالة المادية التي يعيشها نادي الاتحاد شخص (عاقل) ليرأس مجلس إدارة النادي؟ * والجواب بالتأكيد في الأوضاع الطبيعية أن ذلك غير ممكن طالما بقيت وعُرف حجم المشاكل المالية التي سيواجهها، والأحداث التي ستقف أمامه، والعقبات التي ستقذف عليه، والمسببات (المصطنعة). * يمكن (استثناءً) أن يأتي واحد من أحد اثنين ليرشح نفسه لرئاسة الاتحاد: أما (ملياردير) يستطيع تحمل وحل كل العوائق والمشاكل المادية بـ(شيك مصدق) دفعة واحدة، أو من يعلم مصدر ومنبع المسببات (المصطنعة)، ويعرف كيف يتصدى لها ويوقفها(!!) غير ذلك تأكدوا أن رئاسة الاتحاد في (مهب الريح)! * قبل استقالة رئيس الاتحاد كان قرارٌ رسميٌّ قد صدر بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع النادي، على ضوء ما رفعه مجلس إدارة الفايز. وإن لم تخني الذاكرة، فإنها المرة الثالثة خلال خمس سنوات التي يصدر فيها قرار تشكيل لجنة لدراسة أوضاع النادي ومراجعة ملفاته وأوضاعه. · سواء كان عدد اللجان أقل أو أكثر، فإن أياً من المرات الماضية واللجان المشكَّلة لم تعلن قراراتها، ولم يُعرف ما توصلت إليه، ولم تناقش، لا إعلامياً ولا عبر الجمعية العمومية أو حتى الجهات التي شكلتها أو تشكلت منها. * وظلت توصيات اللجان في طي الكتمان، لا يعلم بها غير أعضائها، ولا يعرف حتى هم مصيرها، وأشك أن تكون اللجنة الأخيرة أفضل من سابقاتها، أو أن يكون مصير ما تتوصل إليه معلناً أو مشاعاً أو مناقشاً؛ خاصة في ظل التداعيات التي أعقبت تشكيلها. * غريبة، كان العمل والشغل والاتجاه أن يطرد عادل جمجوم من الإدارة والنادي شر طردة؛ فإذا هم يدفعونه ليكون واحداً من الشخصيات التي تتصدر أسماؤهم قائمة رؤساء النادي، مثله مثل كل الذين كُلفوا من قبل برغبتهم أو بقوة القانون، أو حتى نتيجة فراغ دستوري! * أمس أدى الفريق الاتحادي مباراة أمام الحزم ضمن بطولة كأس سمو ولي العهد. ولأني أكتب المقال ليلة الثلاثاء لا أدري هل لعب الفريق وقدّم على أنه من فرق دوري عبداللطيف جميل أم قدّم على أنه من فرق دوري ركاء؟ * أسأل لأن الأمس كان (الثالث) من ديسمبر، وحسب ما أُشيع وأُعلن وأكده بعض مصادر (المسببات المصطنعة)، فإن الاتحاد بسبب قضية أنس الشربيني سيكون في الأول من ديسمبر من أندية الدرجة الأولى، فهل كان أم أن المقصود ديسمبر 2015م؟! مقالة للكاتب عثمان مالي عن جريدة الجزيرة