سيطرت ميليشيات الحوثيين على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء أمس الثلاثاء وقامت بتطويق مقر سكن رئيس الدولة في حين اتهمتها وزيرة الإعلام بمحاولة انقلاب في البلد الغارق في الفوضى، وقال شهود: إن المعارك بين الميليشيا الشيعية والقوات الحكومية مستمرة في صنعاء حيث ما يزال من الصعب معرفة مصير الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف فوري للمعارك في اليمن معربًا عن «قلقه العميق» للأزمة في هذا البلد في حين يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة للبحث في محاولة الانقلاب على هادي. وأشارت مصادر لـ»المدينة» إلى أن أعمال نهب لأسلحة ومخازن سلاح اللواء الثاني واللواء ثالث حماية رئاسية، واللذين يعدان أبرز ألوية الجيش اليمني من حيث التدريب والتسليح بأحدث الأسلحة المتطورة، إلا أن جماعة الحوثي قالت: إن مسلحيها دخلوا إلى دار الرئاسة بعد أن طلب منهم جنود قوات الحماية المساعدة في منع أعمال النهب لمحتويات وأسلحة دار الرئاسة من قبل ضباط وجنود موالين للرئيس هادي -حسب اتهام الحوثيين-. وقالت مصادر لـ»المدينة»: إن الوية الحماية الرئاسية سلمت دار الرئاسة للمسلحين الحوثيين عقب اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الحماية الرئاسية وبين المسلحين الحوثيين أثناء محاولتهم اقتحام الرئاسة، مؤكدة أن قائد حراسة الرئيس هادي (محمد صارخ) وصل إلى دار الرئاسة بعد اندلاع الاشتباكات وقام بإيقاف الاشتباكات، وأمر بانسحاب قوات ألوية الحماية الرئاسية وتسليمها للحوثيين. وأصدرت قيادات جماعة الحوثيين أمس، تعميمًا على أتابعها في صنعاء أن مرحلة الرئيس هادي (تم طيها) وأن المسؤول (الرئيس الجديد) عن إدارة شؤون الدولة في اليمن، هو القيادي في الجماعة صالح الصماد، مستشارها السابق للرئيس هادي، باعتباره رئيس لجنة إيقاف إطلاق النار بالعاصمة صنعاء، والذي يسمى حسب الهيكل التنظيمي لدى الجماعة (مشرف العاصمة) أو مندوب زعيم الحماعة الحوثي في الإشراف على أمور الدولة اليمنية في صنعاء. من جهته، قال زعيم المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء الثلاثاء: إنه لا يستبعد أي خيار بشان الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ما يزال في مقر سكنه، وأضاف عبدالملك الحوثي في كلمة نقلها التلفزيون: «جميع الخيارات مفتوحة في هذه العملية، سنتخذ جميع الإجراءات لحماية اتفاق السلام (21 سبتمبر) لن يكون أي شخص، إن كان رئيسًا أو غيره، فوق الإجراءات إذا أراد التآمر ضد البلد». كما أكد الحوثي أن تنظيم «أنصار الله» مستعد لمواجهة أي إجراء لمجلس الأمن، وقال: «أنصح مجلس الأمن.. أي إجراءات تريدون أن تتخذوها.. لن تفيدكم»، مضيفًا: «نحن جاهزون لمواجهة التداعيات مهما كانت»، وكان مجلس الأمن الدولي ندد مساء الثلاثاء بهجوم الحوثيين على القصر الرئاسي ومقر إقامة الرئيس اليمني في صنعاء معبرًا عن دعمه للرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي خطاب مطول شن عبدالملك الحوثي هجومًا شديدًا على السلطات اليمنية، واتهمها بعدم تطبيق الاتفاق السياسي المبرم في 21 سبتمبر وعدم القطع مع الفساد وإعداد مشروع دستور غير مقبول من حركته، وقال: إن السلطات لم تشرك حركته في القرارات كما ينص عليه الاتفاق السياسي، وهاجم بشدة مشروع الدستور الذي قال: إنه يهدف إلى تفكيك اليمن، وقدم الحوثي العديد من المطالب منها بخصوص مراجعة مشروع الدستور الذي كان الحوثيون خطفوا السبت أحد أبرز واضعيه أحمد عوض بن مبارك رئيس ديوان الرئيس اليمني. وأعلن مسؤول عسكري يمني رفيع أن ميليشيات الحوثيين سيطرت على مجمع القصر الرئاسي وقال لفرانس برس: إن ميليشيا الحوثيين دخلت المجمع وتقوم بنهب الأسلحة من المستودعات، كما أكد المسؤول الحوثي علي البخيتي على فيس بوك أن ميليشيا «أنصار الله سيطرت على المجمع الرئاسي». وتزامنًا مع ذلك، دارت مواجهات عنيفة قرب مقر سكن الرئيس هادي في غرب صنعاء بين قوات حكومية وأنصار الله. ودليل على استمرار التوتر، لا يزال منزل رئيس الوزراء خالد بحاح مطوقًا الثلاثاء من قبل عناصر ميليشيا أنصار الله، فيما أغلق مسلحون المحاور الرئيسة المؤدية إليه، وكان موكب رئيس الوزراء تعرض لإطلاق نار الاثنين فيما كانت معارك عنيفة جارية في محيط القصر الرئاسي في جنوب صنعاء. وأعمال العنف الأخطر في العاصمة منذ أربعة أشهر أوقعت تسعة قتلى على الأقل في صفوف الحوثيين والعسكريين وكذلك 67 جريحا بينهم مدنيون بحسب وزارة الصحة.