×
محافظة مكة المكرمة

أغلقت أمانة جدة “مستودع” تابع لمطعم شاطئ النخيل (بالم بيتش)

صورة الخبر

"القصة مش طقس يا حبيبي هاي قصة ماضي كان عنيف" موجز مهم من أغنية فيروز "بتذكر الخريف"، أحببت ان ابدأ بها تناولي لأطول وأغلى مسلسل سعودي (التكلفة اكثر من مليون وعدد الحلقات حلقة) في الجزء الاول، وعندما أقول أغلى مسلسل كون نجومه المشاركين بادوار رئيسية ليسوا من المخضرمين او النجوم الذين اعتدنا عليهم، كمنتج العمل الممثل حسن عسيري، فالمشاركون بالأدوار المهمة كانوا لأول مرة يخوضون تجربة بهذا الحجم، وان استثنينا بطل المسلسل محمد الحجي الذي كان له دور محدود ومميز في احد المسلسلات القطرية الذي عرض برمضان قبل سنوات. مسلسل "عندما يزهر الخريف" تباهى القائمون عليه بأن ابرز من وضع الخطوط العريضة له اسماء بارزة في المجال الدرامي التركي، كون تجربة المسلسل مستوحاة من هذه الدراما، وتناسى هؤلاء انهم ارتكبوا اخطاء كبيرة جدا، تتمثل بأنهم قدموا نسخة مشوهة للدراما التركية التي استحوذت منذ سنوات عديدة على إعجاب المشاهد العربي، وتفضيله لها بفضل التقنيات العالية بالتصوير والإخراج والحبكة الدرامية المتقنة، وعنصر التشويق المستمر وأحيانا تجاوزهم للخطوط الحمراء في أفكار غريبة لا تتناسب مع واقعنا..!! ولكن لكي أكون منصفاً، لابد ان اشيد باداء نجوم مسلسل "عندما يزهر الخريف" لأنهم استطاعوا ان يجبروك بأدائهم على عدم الملل في متابعة حلقاته التسعين، رغم الضعف الكبير في الحبكة الدرامية، فكأنك تتابع فيلماً هندياً مبالغاً في حركات الأكشن فيه، ففي أطول مسلسل سعودي نجد الأكشن الهندي في أسلوب القصة والتسلسل الدرامي، وكالعادة هناك فقر شديد في حرية الكاميرا وانتقال المشاهد معها، فالامر لا يتعدى وبدون مبالغة على مدار الحلقات الطويلة اقل من عشرة مواقع، ونسبة فيلا بطل المسلسل محمد الحجي (حبيب) استحوذت على نسبة تجاوزت اكثر من ، وهذا بالمفهوم الدرامي يسمى فقر إنتاجي، رغم الملايين الكبيرة المصروفة على العمل من المنتج الرئيسي للعمل التلفزيون السعودي..!! فهل تم تقدير الميزانية الملاينية على طول الحلقات، ام مشاركة الأتراك الضعيفة فيها، ام النجوم الشباب الذين توكل لبعضهم لأول مرة ادوار رئيسية، بالفعل الامر يدعو للاستغراب، وهذه التجربة تجعلنا نتخوف بالفعل من دخول التلفزيون السعودي كمنتج بالمستقبل ، كون الاعمال التي قدمت خلال السنتين الماضيتين كانت اعمالاً دون المستوى، رغم المواصفات والحرص الشديد من المسؤولين في التلفزيون، فما بالنا اذا انتقل الامر بكامله لهم، الا اذا كانت شراكتهم مع جهات اخرى سيجعلهم يوكلون الامر لهؤلاء الشركاء، فتصبح الأمور من وجهة نظري اكثر تعقيد..!! الدراما في السعودية امرها شائك بالفعل، فهي لا تحكي الواقع الحقيقي للمجتمع السعودي، وليست مؤثرة في صنع القرار، وليس هناك ثقة من المشاهد بمن يحتكرون هذه الدراما، فلو نظرنا بصورة سريعة على الدراما القطرية، ولن أقول الكويتية، لوجدنا ان التلفزيون القطري نجح بهذا المجال بشكل مميز، وقدم اعمال درامية راقية وذات بعد انساني واجتماعي، مع تفنن في التسلسل الدرامي والاعلان باستمرار عن نجوم جدد من الشباب. اما واقعنا مخجل للأسف، فما شاهدته من مستوى قصة في مسلسل "عندما يزهر الخريف"، وتوزيع ادوار، مضحك بالفعل، فنحن اعتدنا على ان نطلق على اي امر مبالغ فيه بشكل كبير جملة "فيلم هندي" ولكن هنا اسمحوا لي ان اطلق جملة "مسلسل هندي" على هذا المسلسل، حتى انه من باب التوزيع الغير احترافي للمشاركين بالعمل، نلاحظ وبشكل واضح على سبيل المثال الاختلاف الكبير في "لهجات" الممثلين داخل الاسرة الواحدة، فالقائمون على العمل كان همهم حشر اكبر عدد، دون الالتفات لهذه الأمور التي "تنفر" المشاهد وتجعل الدهشة امام عينيه. لابد ان تكون الاعمال المصروف عليها الملايين تحت مجهر النقد والتقييم، لكي يكون لدينا دراما سعودية محترمة، تناقش همومنا وتطلعاتنا، وألا تكون المسألة مجرد سلق بيض، وفي النهاية عدم تقبل اي انتقاد لهذه الاعمال المشوهة والضعيفة جداً، فهل نحن مقبولون على حملة تصحيح، ام سنتراجع للخلف اكثر، وهنا أفضل ان انادي بما ذكرته بمقالي الأخير، دبلجوا وريحونا..!!