×
محافظة المنطقة الشرقية

ضبط مسلخ عشوائي بسطح مبنى لسكن عمال وافدين بـ"محاسن المبرز"

صورة الخبر

هل الطيور لها عقول؟!، هل هي تفهـم وتدرك وتميز وتـتذكر؟! هناك مواقف وشواهد كثيرة تؤكد على ذلك، وفيها مما قرأته، وفيها مما سمعته، وفيها مما عايشته أنا شخصيا. حيث إن الأخبار تناقلت أن صقرا عملاقا دخل من نافذة مفتوحة في مكتب وزيـر الدولة لشؤون الإعلام في غينيا الاستوائية، مما أدى إلى هلـع حقيقي في صفوف الموظفين. وركز الصقر هجومه على سكرتيرات الوزيـر، اللواتي لجأن إلى الحمامات وغلقوها عليهن، وحطم الصقر الغاضب بعض الأدوات وبعـثر الوثائق والأوراق قبل أن يغادر المكتب مرة أخرى من النافذة من حيث أتى. وأكد عدد من الموظفين والسكرتيرات أن ذلك الطائـر لم يكن سوى الويـز السابق نفسه الذي بعد أن توفى تحول إلى صقر ـ فبعضهـم يؤمنون بتناسخ الأرواح. لهذا اعتقدوا أنه عاد على هيئة صقر لينتقـم لنفسه، هذه الحادثة طبعا في جهة نظري هذه خرافية، ولكن إليكم حادثة أخرى حقيقية لازال شهودها أحياء يرزقون، وقد حكى لي أحد الشهود عن استراحة يرتادها مجموعة من الأصدقاء الداشرين ــ أي (الهابقين) ــ ، وصادف أن كانت هناك مجموعة من الغربان استوطنت في أشجار هذه الاستراحة، ويبدو أنها من ارتفاع نعيق أصواتها قد أزعجت أحد أفراد (الشلة)، فما كان منه يوما إلا أن يرمي أحد هؤلاء الغربان بطلقة رصاصة من بندقية (ساكتون) ويقتله. بعدها بدأت المعركة الحقيقية بين ذلك الرجل القاتل والغربان، وأصبحت ما أن تشاهده حتى تنقض على رأسه كالصواريـخ الموجهـة، فأدمت رأسه وكادت أن تذهب بعينه، وكانت من شدة ذكائها تعرفه وتميزه هو شخصيا دون سواه، وهي تستطيـع بفراستها أن تكتشفه حتى لو تخفى بلبسه أحيانا للنظارة الشمسية (أو الكسكته)، أو تلطمه بالشماغ، بل ووصل به الحد إلى أن يضع على رأسه طرحة سوداء نسائية، ولكن لم تنطل هذه الحيل الماكرة على الغربان التي هي أمكر، بعدها أصابه رعب عظيم، وصارت تلك الغربان تلاحقه حتى في أحلام نومه، وقطـع صلته بتلك الاستراحة محروما من ليالي السهر أحيانا مع أصدقائه. وفي صغري كان يوجد في فناء منزلنا مجموعة من الدجاج، ولازلت أذكر دجاجة حمراء، يبدو أنها استلطفتني واصطفتني من دون الجميع، وما أن أدخل الفناء حتى ترفرف بجناحيها كأنها ترحب بي، وإذا مشيت تبعتني، وإذا توقفت توقفت بجانبي، وإذا جلست قفزت في حضني، ولا تـتركني إلا بعد أن أخرج، إلى درجة أن أقراني أصبحوا يتهكمون وأطلقوا علي مسمى (الديك) مشعل، وكثيرا ما كانوا يقولون: الديك جاء، الديك راح، وإذا بكيت مقهورا بصوت مرتفع من سخريتهم قالوا: الديك بدأ يؤذن.