تفخر بلادنا بقادة في العسكرية السعودية في شتى القطاعات، والقوات المسلحة على وجه الخصوص بقادة عظام أسهموا بكثير من الإخلاص والتضحية والفداء لبلدنا وللوطن العربي الكبير، ورحل إلى الدار الآخرة قادة لم يسجل لهم تاريخ ولا توثيق لما كان لهم من مهارات وكفاءة. يسر الله لبعض كتبوا مذكرات كانت فاتحة خير لثقافة وريادة واقتداء لأجيال الوطن ومن حسن حظي أن كنت أول من نشر مذكرات ضابط سعودي رفيع الرتبة والمقام هو اللواء سعيد عبد الله الكردي رحمه الله قائد الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948م ورئيس الاستخبارات، وسجلت مذكرات 21 ضابطا هي وثائق للشرف والشهامة حواها كتابي الجيش السعودي في حرب فلسطين مذكرات القائد شهادات الضباط وروايات المجاهدين، الذي بات مرجعا في المكتبة العالمية عن الأدوار البطولية للعسكرية السعودية في الدفاع عن فلسطين، الأردن والجولان. والفريق يحيى المعلمي رحمه الله شرطي ترقى من تهامة حيث ولد إلى سراة المجد في الرتب العسكرية، لكنه محقق ضابط لمنع الجريمة ومحقق في كتب التراث والفكر الإسلامي حتى كانت أكبر ترقية له أن صار عضوا في مجمع اللغة العربية وارتقى أيضا بتأليف حوالى 50 كتابا لكنه كتب القلم والسيف فكان الفارس فيهما وقال عن نفسه: يا سليـل المجـد عفوا إنني أنا من ضم إلى السيف القلـم إن نظمت الشعر حلوا سائغا صغت من ألحانه عذب النغم أو نضـوت السيـف في يوم الوغى خلـتـني الليث الاجـم ضابط حينا وحينا شاعر وكلا الحالين من عالي الهمـم. وهنا عسكري محترف هو اللواء السفير صالح محمد الغفيلي كتب كتاب كنت ضابطا 40 عاما في حياة ضابط سجل فيه لمحات من حياة العسكرية السعودية وبدايات التأسيس للقوات المسلحة بما يشي بأن التطور في مجالات التنمية في الوطن كانت القوات المسلحة صورة لها لكن بمقاييس الانضباط والجودة والصرامة في الأداء والطاعة والوفاء للقادة المؤثرين في مسار المسلك الاجتماعي ثقافيا ومعرفيا ومهنيا وقد أثنى كثيرا على قائد تأثر به وهو العميد علي بن دربي الأسمري غفر الله له . اللواء السفير الغفيلي يملك وعيا وطنيا ورقيا في الأسلوب والتعامل دبلوماسيا واجتماعيا. ثم يحلق ضابط الجو اللواء الطيار الركن عبد الله عبد الكريم السعدون في كتابه عشت سعيدا من الدراجة إلى الطائرة حيث سجل بنفس سهل تجاوز السيرة الذاتية ليسجل لمحات ذكية عن التأريخ الوطني لحقب متلاحقة ليس في السعودية بل حتى في بلدان عمل فيها أو درب أو تدرب وامتاز الطيار الحربي السعدون بالتواضع والخلق الرفيع ومعايشة الناس وهنا مكمن سعادته. أنا سعيد ان العسكر هؤلاء اعتز بهم اعتزازي بوطني ووطنيتهم. وكما قال الشاعر العربي: وللمعارك أبطال لها خلقوا ... وللدواوين حساب وكتاب.